%25 تراجعاً فى حركة السوق .. الهدوء يعم المكان على غير العادة
.. سيارات مستعملة و”كسر زيرو»، تصطف على جانبى ساحة سوق السيارات المستعملة فى الحى العاشر بمدينة نصر، ويجلس بجوارها تجار وملاك آملين فى بيعها.
.. منهم من تملكه اليأس من بيع السيارة، ومنهم من يتندر على ركود الحال وعدم وجود زبون «يوحد ربنا» كما يقولون.
كتبت- نور أحمد ويارا على:
كان هذا حال السوق فى الجمعة الأولى من 2019، كما رصدته «البورصة»، وهى بالطبع الجمعة الأولى بعد إلغاء الجمارك بالكامل على السيارات المصنعة والمجمعة فى دول الاتحاد الأوروبي، طبقا لاتفاقية الشراكة.
ويبدو أن إعلان مجموعة من وكلاء السيارات الأوروبية فى مصر، عن خفض أسعار السيارات الأوروبية الجديدة ومنها «سكودا» و«أوبل» و«بيجو» و«فورد» ، انعكس بالسلب على سوق السيارات المستعملة الذى خلا من المشترين، فى انتظار أن تستقر الأسعار.
البداية كانت مع حسام مغربي، تاجر بسوق مدينة نصر، والذى قال لـ«البورصة»، إن انخفاض أسعار السيارات الجديدة يعنى بالتالى ارتفاع أسعار «المستعمل».
وأضاف: «ياريت الأسعار تنزل فعلا.. الحركة هتبقى أفضل، وكلنا هنبيع ونكسب»، مشيرا إلى أن السوق فى حالة «جمود» بسبب عدم استقرار أسعار السيارات الجديدة.
وقال سيد أبوصلاح، تاجر بالسوق، إن إلغاء الجمارك على السيارات الأوروبية لن يؤثر على سوق «المستعمل»، موضحا أن «الأوروبي» أسعاره مرتفعة حتى بعد إلغاء الجمارك، ولا يتجه لشرائه سوى طبقة معينة من المصريين، أما الغالبية فتتجه لشراء السيارات الكورية لأنها متوسطة السعر.
وأضاف أن حالة الركود التى أصابت السوق بدأت منذ سبتمبر الماضي، بعد الإعلان عن تطبيق الشريحة الخيرة من الخفض الجمركى طبقا لاتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية.. الأمر الذى دفع العملاء للترقب وانتظار بداية العام الجديد، مما أدى الى جمود فى حركة البيع والشراء بسوق المستعمل.
وكشف أبوصلاح، إن تجار السوق ليست لديهم أى خطط لحل أزمة الركود فى البيع والشراء، متوقعا أن استقرار السوق ربما لن يحدث إلا بعد مرور شهرين على الأقل.
وقال محمد بربري، تاجر، إن الركود الذى يعانى منه سوق السيارات المستعملة، دفع زملاءه التجار إلى شراء السيارات من بعضهم البعض، فالتاجر الكبير يشترى السيارات من البائع الذى يملك سيارة واحدة أو اثنتين ويخزنهما إلى أن تستقر الأسعار، ويعود السوق للرواج مرة أخرى.
وتوقع بربري، أن تنخفض الأسعار خلال شهر أو اثنين، وأن تحدث انفراجة مرة أخرى فى سوق السيارات المستعملة.
وقال حسين مصطفى، مالك سيارة «سكودا أوكتافيا»، إنه يأتى إلى السوق منذ شهر ليبيع سيارته.. لكنه يأس من حالة الركود، مشيرا إلى أنه على استعداد لتخيفض سعر سيارته موديل 2006، وخصوصا بعد إعلان شركة كيان ايجيبت، وكيل «سكودا» عن تخفيض أسعار سيارات العلامة التجارية الأووربية الجديدة.
وأضاف لا يجد مشتر، يبيع له السيارة حتى بعد تخفيض سعرها.
وقال علاء عبده، تاجر، إنه لا يرى أن أسعار السيارات المستعملة ستنخفض.. وحتى فى حالة الانخفاض فلا نية لديه لخفض أسعار سياراته المعروضة للبيع فى الوقت الحالي، مؤكدا أنه سيبيع السيارة بالسعر الذى اشتراها به، مضيفاً: «احنا اشترينا بالغالى ومش هنخسر ونبيع بالرخيص».
وتوقع عبده، أن يعود سوق المستعمل، للرواج مرة أخرى نهاية الشهر الحالي.
وقال هانى أحمد، زائر لسوق السيارات المستعملة فى مدينة نصر، إنه جاء إلى السوق ليتابع أسعار «المستعمل”، مشيرا إلى أنه أجل خطوة شراء سيارة إلى أن تستقر الأسعار ويعلن جميع وكلاء السيارات الأوروبى عن التخفيضات النهائية.
وأضاف أنه حال انخفاض الأسعار، فإنه سيفضل الشراء من إحدى العلامات الأوروبية رغم تفضيل غالبية المصريين للسيارات الكورية.
ويعتبر هاني، أن إلغاء الجمارك فرصة لاقتناء سيارة أوروبية، خصوصا بعد انخفاض أسعار بعضها ومنها «سكودا أوكتافيا»، مؤكداً أن التخفيض عليها رائع ومناسب جدا.
واستنكر ارتفاع أسعار السيارات المستعملة فى مصر، مشيراً إلى أن سعر أغلبها لا يتناسب مع حالتها.
أما عزت محمد، أحد زبائن سوق السيارات المستعملة، فيفضل السيارات الكورية، مشيرا إلى أن سعرها فى متناول الجميع، كما تتوافر قطع غيارها، وكذلك أماكن الصيانة.
وأشار إلى أن السوق يشهد حالة من الركود فى حركة البيع والشراء، مؤكداً أن أسعار «المستعمل» مرتفعة جدا.. والتجار ليست لديهم أى نية للتخفيض، مضيفا: «كله ماسك فى سعره».
وقال أحمد عيسى تاجر، إن إلغاء الجمارك على السيارات الأوروبية كان له أثر كبير فى الجمود الذى يشهده السوق خلال هذه الأيام، مشيرًا إلى أن هذا القرار يمس شريحة معينة من المجتمع المصرى المهتم بشراء الموديلات الأوروبية وهى فئة قليلة جدا، موضحاً أن السيارات المستعملة ليس لها أى علاقة بإلغاء الجمارك أو انخفاض سعر السيارات الجديدة.
وأوضح أن أكثر فئات السيارات مبيعا هى ذات السعة اللترية 1000 سى سى لتوفير السعر والبنزين، أما عن أكثر العلامات التجارية طلباً فى السوق هى «هيونداي» و”كيا» والسيارات الكورية بشكل عام هى الأكثر رواجًا بين المستهلكين، أما السيارة الأكثر مبيعا فى السوق هى «فيرنا».
وأضاف أن السيارات التى يتراوح سعرها بين 100 ألف و120 ألف جنيه، فهى التى تلقى قبولا من قبل زبائن السوق.
وقال أحد تجار السيارات الصينية، إنها تلقى رواجا كبيرا بين زبائن السوق بسبب سعرها المناسب، ويرى أنها تتفوق على السيارات الكورية واليابانية لأن بها جميع الكماليات، كما تتوافر قطع غيارها، قائلا : «شغال من 2006 فى الصينى وماشى زى الفل».
وحول تخوف المستهلكين من السيارات الصينية قال: «احنا عندنا ثقافة الموديلات.. عارفين 10 أنواع بس وهما دول اللى بنجيبهم دايما».
وأضاف أن نسبة كبيرة من المصريين لا ينجذبون إلى السيارات الأوروبية لارتفاع سعرها، عكس سوق السيارات المستعملة الذى يبلغ سعر أغلى سيارة به 300 ألف جنيه، مؤكداً أن السوق يناسب الطبقة المتوسطة من المصريين.
من جانبه، استنكر العميد إبراهيم إسماعيل سعيد، المدير التنفيذى لأسواق السيارات المستعملة، ربط أسعار السيارات المستعملة بالسيارات «الزيرو»، موضحا أن هذا لا يحدث فى كل دول العالم.. فلا يمكن المقارنة بين سيارة مستخدمة وتم استهلاكها لعدة أعوام بسيارة جديدة من المصنع إلى المشترى مباشرة.
وأكد سعيد، ركود حركة سوق المستعمل منذ شهر نوفمبر الماضي، وخصوصا بعد الإعلان عن تطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية ووصول الجمارك الى صفر% على السيارات الأوروبية، متعجبا من تأثير هذا على سوق «المستعمل» الذى يضم عددًا قليلاً من السيارات الأوروبية ويعتمد بنسبة أكبر على السيارات الكورية.
وقال سعيد، إن السوق يضم فى كل يوم جمعة أكثر من 3000 سيارة مستعملة تعرض للبيع.. وهذا العدد بدأ يقل تدريجيا منذ نوفمبر الماضى ليصل إلى أدنى عدد فى الجمعة الأولى من يناير بما لا يتجاوز 700 سيارة، أى أقل من %25 من السيارات المشاركة فى الأيام العادية.
وأضاف أن تأثير قرار إلغاء الجمارك على «الأوروبي» لن يظهر إلا بعد مرور 20 يوما من شهر يناير، قائلا إن الرؤية الكاملة لحركة السوق ستظهر بعد الشهر، متمنيا أن تستقر أسعار السيارات حتى تعود حركة سوق المستعمل للرواج من جديد.
وأوضح أنه حتى حال انخفاض الأسعار، سيستقر السوق وتبدأ حركة البيع من جديد.
يذكر أن سوق السيارات المستعملة، هو سوق يقام كل يوم جمعة فى ساحة كبيرة بالحى العاشر بمدينة نصر، ويدفع التجار رسم دخول 15 جنيها مقابل عرض سياراتهم للبيع.
ويوجد بالسوق مكتب للشهر العقاري، لتسهيل عملية البيع ونقل ملكية السيارة.