وضعت شركة «كريستال عصفور»، استراتيجية لزيادة المبيعات بنسبة %50 حتى عام 2024 تعتمد على رفع كفاءة خطوط الإنتاج.
قال سامر أشرف، رئيس قطاع الاستراتيجية بالشركة، إنها تعتزم ضخ استثمارات مبدئية بقيمة 50مليون جنيه نهاية العام الحالى، لرفع كفاءة خطوط الإنتاج الحالية، وإضافة أخرى جديدة لسد الفجوة الاستهلاكية بالسوق المحلى.
وتعتبر هذه الاستثمارات بمثابة حلقة من سلسلة استثمارات كبيرة ستضخها الشركة تباعًا حتى 2024.
أضاف لـ«البورصة»، أن «كريستال عصفور» تتبنى استراتيجية جديدة لتحقيق نمو فى المبيعات بنسبة %50 بنهاية 2024، بدعم من إنشاء مصانع تجميعية فى عدد من الدول الآسيوية والأفريقية وزيادة أعداد المعارض وفتح أسواق تصديرية جديدة.
كشف أشرف أن الطاقة الإنتاجية للشركة تتراوح بين 8 و9 آلاف طن شهريًا، ومن المتوقع أن تصل إلى 18ألف طن بعد الانتهاء من تنفيذ الاستراتيجية الجديدة.
وأرجع أشرف، زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة، إلى زيادة الطلب على المنتجات من قبل المشروعات القومية، منها العاصمة الإدارية والمنصورة والعلمين الجديدة، بالإضافة إلى المشروعات السياحية مثل الفنادق والقرى.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف زيادة الأسواق التصديرية إلى 80 دولة بنهاية العام الحالى، مقابل 60 دولة حاليًا، بدعم من المشاركة فى المعارض الدولية، والتوسع فى افتتاح المعارض الدائمة بنظام «الفرانشايز».
وأوضح أن الشركة تصدر منتجاتها فى صورتين، هما تامة الصنع ومنها النجف ومعلقات الإضاءة، ومنتجات نصف مصنعة، وذلك إلى أوروبا خصوصا النمسا، وانجلترا، والتشيك.
وذكر أشرف، أن الشركة تصدر %80 من إنتاجها لصالح عدد من الدول الأجنبية والعربية، بحيث تستحوذ الأخيرة على %50، والباقى لصالح الأسواق الأوربية.
أشار إلى أن الشركة تركز فى الاستراتيجية الجديدة على الخروج من منطقة الشرق الأوسط والتوسع فى السوق الأوروبى بجانب الدول الأفريقية خصوصا إثيوبيا، وتنزانيا، والسودان، لارتفاع معدل النمو للأفراد فيها.
وأضاف أن الأسواق الأفريقية من الأسواق الواعدة، لعدم وجود شركات منافسة بها، فضلًا عن الاستفادة من الاتفاقيات التى تدخل فيها مصر مع دولها ومنها الجات، والكوميسا.
وأغلب المشكلات التى تواجه التصدير هى التقلبات السياسية والاقتصادية فى بعض الدول.
وأوضح أن دخول مصر فى مثل هذه الاتفاقيات يعمل على نمو الصناعة بشكل سريع، لعدم وجود حواجز جمركية تضاعف التكلفة النهائية للمنتج وتجعلها غير قادرة على منافسة المنتجات الأخرى.
قال أشرف، إن المغالاة من جانب الدول فى فرض رسوم جمركية على منتجات الكريستال والتى قد تصل إلى %125، دفع الشركة إلى دراسة إنشاء مصانع تجميعية لتفادى هذه الزيادة وتسهيل عملية التصدير، بحيث تعتمد على إرسال المنتجات فى شكل قطع وتجميعها فى تلك المصانع.
وتابع: «الشركة حددت الدول التى ستبدأ فيها هذه التجربة، وهى أندونسيا والجزائر.. وإذا نجحت سيتم تعميمها على باقى الدول التى تواجه الشركة فيها صعوبة».
وأشار إلى أن هذه الخطة مستمدة من خطة الشركات العالمية للسيارات مثل مرسيدس وفيات، بحيث تتواجد فى الكثير من الدول من خلال المصانع التجميعية فى حين أن المصنع الأم فى بلد المنشأ.
وأشار إلى أن الشركة افتتحت أول معرض دائم لها فى فرنسا نهاية 2018، كما تجهز حاليًا لافتتاح معرضها الثانى فى روسيا بمدينة «سانت بطرسبرج» بجانب المعرض الدائم فى موسكو.
وتابع: «الشركة وقعت عقود شراكة مع شركات تايلاندية لافتتاح سلسلة معارض لها بتايلاند خلال السنوات الخمس المقبلة».
وذكر أن إجمالى عدد المعارض التى تمتلكها الشركة تجاوز 40 معرضا %70 منها بنظام «الفرانشايز»، والباقى مملوك للشركة، فى حين تستهدف زيادة فى أعدادها بنسبة لا تقل عن %10 أى ما يعادل 50 معرضًا بنهاية 2020.
وتستهدف الشركة، توسيع قاعدة العملاء بالسوق المحلى، عن طريق إضافة منتجات جديدة بتكلفة أقل وجودة عالية، وذلك لسد الفجوة الاستهلاكية بالسوق المحلى وتوفير مئات الملايين من الدولارت تستنزفها الدولة فى استيرادها.
وأوضح أن الشركة خصصت خطى إنتاج جديدين لهذه المنتجات، وهى إدخال منتجات زجاجية على الصناعة بدلا من الكريستال لخفض التكلفة، بالإضافة إلى إكسسوارات نجف مشابهة للمنتجات الصينية.. لكنها أعلى جودة منها.
وأشار إلى أن المنتجات الزجاجية ستلقى اقبالًا كبيرًا من قبل المستهلكين، نظرًا لانخفاض سعرها عن الكريستال، قائلًا: «دخول هذه المنتجات إلى مصر أثر على مبيعات الشركة خلال الأعوام الثلاثة الماضية».
وتابع «دعمنا للصناعة ليس تصنيع منتجات وتصديرها فقط، بل تصنيع منتج ينافس المنتجات المستوردة التى يتم ادخالها إلى السوق المحلى، ولدينا القدرة على تصنيعها وبأسعار منافسة وأعلى جودة».
وأوضح أن الشركة عززت نسبة المكون المحلى فى منتجاتها ووصل إلى %60 حاليًا، وتسعى الشركة للوصول إلى %70 بدعم من حصر جميع الصناعات المغذية التى تحتاج إليها صناعة الكريستال واقتراحها على الموردين لتوفيرها محليًا.
وتابع : «مصر فى حاجة إلى قاعدة كبيرة من الصناعات المغذية لتقليل الاستيراد وتعميق نسبة المكون المحلى فى المنتج.. ويحتاج ذلك إلى جهد ووقت فى البداية حتى نصل إلى الجودة المطلوبة والسعر المنافس».
قال أشرف، إن من بين الأهداف التى تركز عليها الشركة فى الفترة الحالية لتطوير منتجاتها، مد جسور التعاون بين المثقفين والمبدعين من خلال تنظيم ملتقيات دورية لابتكار منتجات جديدة.
أضاف أن أغلب الشركات العالمية تعتمد على ربط اسماء المصممين المشهورين بمنتجاتها، لإكسابها مزيد من التنافسية وتعزيز تواجدها بين منتجات الشركات الأخرى.
وتابع: «من العوامل التى ساهمت فى نجاح كريستال عصفور، هو ابتكار منتجات جديدة غير مقلدة، بخلاف الصناعات الأخرى التى تعتمد على تقليد المنتجات الغربية وهو ما أدى إلى تأخر الصناعة المصرية».
ولفت إلى أن التميز فى الصناعة يخلق فرصا تسويقية كبيرة للشركة داخليًا وخارجيًا قائلا: «كريستال عصفور هى الشركة الوحيدة التى وردت جميع منتجات الإضاءة من النجف والكريستال لمسجد الفتاح العليم والكنيسة بالعاصمة الإدارية».
وأشار إلى أن الشركة تعاقدت مع مجموعة كبيرة من الفنادق لتوريد منتجات الإضاءة لها، منها سلسلة فنادق تريومف بالقاهرة، والبارون، والريتز-كارلتون، وكونكورد، وجى دبليو ماريوت، وسميراميس، بالإضافة إلى احلال وتجديد جميع منتجات الإضاءة لفنادق هيلتون.
وقال رئيس قطاع الاستراتيجية، إن «كريستال عصفور» لديها مجموعة كبيرة من الخبراء تقوم بإرسالهم إلى جميع دول العالم لاكتشاف التكنولوجيات الجديدة بالأسواق الأوروبية ونقلها للشركة.
وأوضح أن الشركة من الشركات الرائدة التى تتبنى مبادرة الهندسية العكسية، بمعنى أن الشركة تمتلك القدرة على تصنيع الآلات والمعدات الجديدة التى يصعب استيرادها من الدول المصنعة.
وقال رئيس قطاع الاستراتيجية، إن الشركة تتفاوض حاليًا مع هيئة الاستثمار والمناطق الحرة لتعديل النسب المنصوص عليها فى قانون الاستثمار إلى %50 يتم تصديرها ويطرح الباقى بالسوق المحلى.
وألزم قانون الاستثمار الجديد، شركات المناطق الحرة الخاصة بتصدير %80 من إنتاجها، و%20 يطرح فى السوق المحلى.
وأضاف: «بتعديل النسب فى قانون المناطق الحرة لتوفير المنتج محليًأ بدلا من استيراده.. ستكون الشركة ساهمت بشكل كبير فى نمو الصناعة وتحقيق اكتفاء ذاتى».
وتأسست شركة كريستال عصفور عام 1961 وهى عبارة عن منطقة حرة خاصة على مساحة 700 ألف متر مربع، ويعمل بها نحو 4 آلاف عامل.
قال أشرف إن الاستثمارات المرتقب ضخها خلال السنوات المقبلة تحتاج إلى جهات تمويلية كبيرة، لذلك تدرس الشركة جميع الجهات التمويلية منها البنوك، والأفراد، بجانب الطرح فى البورصة لمعرفة الأفضلية والأنسب لها.
وأشار إلى أن الشركة تتخوف من الطرح فى البورصة، حتى لا تستحوذ شركات منافسة على حصة منها.
وطالب أشرف، الدولة بدعم المناطق الحرة ومنحها مزيدًا من الحوافز لرفع الأعباء عنها والحفاظ على تنافسيتها بين الدول الأخرى فى السعر وجودة المنتج.
واستبعد أن تلجأ الشركة إلى تخفيض هامش الربح.
وأوضح أن أهم منتجات الشركة هى نجف كريستال عصفور، والتحف والإكسسوارات والهدايا، وأدخلت الشركة الكريستال على بعض الصناعات الأخرى مثل السيراميك، وتطعيم الأخشاب والأقمشة بالكريستال.