قطاع الأدوية رواجاً كبيراً بين رؤوس الأموال المحلية والأجنبية، فى إطار استحواذ %60 من الشركات الأجنبية على سوق الدواء المصرى، فضلاً عن استثمارات الشركات المحلية فى القطاع.
وأعلنت شركة بايونيرز القابضة للاستثمارات المالية، الأسبوع الماضى عن تأسيس شركة لتوزيع وتصنيع الأدوية باسم «النور فارما» باستثمارات متوقعة مليار جنيه، وتملك بايونيرز %60 فى الشركة الجديدة، والباقى لمستثمرين فى مجال الأدوية والصيدلة.
وتعتزم «بايونيرز» مع باقى مساهمى «النور فارما» ضخ مزيد من الاستثمارات فى الشركة لتمويل عمليات الاستحواذ المرتقبة للفرص الاستثمارية فى القطاع، والتى تعكف الشركة حالياً على دراستها، بالإضافة إلى استحواذ شركة مستشفى كليوباترا على مستشفى «كوينز» وتوقيع عقد نقل نشاطها بإجمالى قيمة 25 مليون جنيه، واستحوذت شركة «كليوباترا» على الأصول الثابتة للمستشفى باستثناء الأراضى والمبانى، إلا أنها قامت بتوقيع عقد إيجار طويل الأجل لمدة 18 عاماً لأرض ومبنى مستشفى كوينز.
وتظهر الاستثمارات الأجنبية فى منظومة الرعاية الصحية فى استحواذ مجموعة أبراج كابيتال الإماراتية على مستشفيات كليوباترا، والنيل بدراوى، والقاهرة التخصصى، والشروق، والكاتب بالدقى، واستئجار مستشفى كوينز للنساء، بالإضافة إلى استحواذ شركة علاج السعودية على مستشفيات الأمل وابن سينا بالقاهرة والإسكندرية الدولى، وتسعى لإنشاء 4 مستشفيات جديدة.
وشهدت أسهم القطاع بالبورصة نمو فى الإيرادات بنسبة %7.7 خلال النصف الأول من العام الحالى بقيادة شركة النيل للأدوية والصناعات الكيماوية، التى فازت بالنصيب الأكبر فى النمو المطلق للإيرادات.
وقال أحمد عبدالغنى، المحلل المالى بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، إن مبيعات قطاع الأدوية تتخطى 3 مليارات دولار سنويًا، بالرغم من المشاكل التى تواجه بعض الشركات، كالتسعير الجبرى من وزارة الصحة وارتفاع أسعار المادة الخام.
أضاف: «نمو السكان بنسبة %2.1 سنويًا، من أهم عوامل زيادة نمو القطاع بحوالى %10 سنويًا، ما يعوض مشاكل التسعير التى تواجهها بعض الشركات مع وزارة الصحة، وظهرت الاستثمارات فى القطاع عن طريق ما طرأ من استحواذات على بعض المستشفيات أو شركات الأدوية.
وأوضح أن الشركات تنتج %93 من الأدوية التى يحتاجها السوق المحلى، ويزيد نمو القطاع ومبيعاته بزيادة عدد السكان والحملات الطبية التى تقوم بها الدولة، فضلاً عن الصناديق الاستثمارية المتخصصة فى القطاعات الدفاعية، ومن أهمهم الأدوية، والأغذية والمشروبات.
«شعاع»: سقف الأسعار وارتفاع التكاليف عائق أمام المنتجين
وأضاف عبدالغنى، أن قطاع الأدوية من أهم جاذبى الصناديق الاستثمارية، خاصة فى فترات التقلبات السعرية، وأثناء مواجهة البورصة للمشاكل والهبوط، موضحًا أن القطاع استفاد بشكل كبير من قانون التأمين الصحى الشامل، لأن دخول شريحة كبيرة فى منظومة التأمين الصحى، يزيد من فرص نمو المبيعات وجاذبية القطاع، خاصة أن القانون يستهدف دخول الشعب بأكمله.
أوضحت ورقة بحثية لشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، أن مصنعو الأدوية المصريون مازالو يعانون من تراجع هوامش الربحية بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية، فضلاً عن سقف الأسعار المفروض من قبل وزارة الصحة على منتجاتهم.
وقال أحمد عبدالنبى، نائب مدير إدارة البحوث بشركة «شعاع”، إن شركات الادوية التسعة المدرجة فى البورصة، حققت نمواً فى إيراداتها المجمعة بنسبة %7.7، لتصل إلى 8.81 مليار جنيه خلال النصف الأول من عام 2019.
واستعرض عبدالنبى مساهمة شركات الأدوية فى الإيرادات، حيث جاءت شركة النيل للأدوية والصناعات الكيماوية فى المرتبة الأولى مستحوذة على النصيب الأكبر فى النمو المطلق للإيرادات بنسبة %38، تلتها شركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية بنسبة %4.
وأشار عبدالنبى، إلى أن سبع شركات من أصل تسع شركات للأدوية ومدرجة بالبورصة، شهدت تقلصًا فى هامش مجمل الربح بنهاية يونيو 2019، وتراجع مجمل الربح بأكبر قدر لكل من «القاهرة للأدوية”، و”الصناعات الكيماوية» و”الإسكندرية للأدوية، بينما تعافى هامش مجمل الربح لكل من «العربية للأدوية» و«ممفيس للأدوية»، بالرغم من تحقيقها للخسائر.
وقال على عوف، رئيس شعبة الأدوية فى اتحاد الغرف التجارية، إن متوسط نمو قطاع الأدوية بالسوق المحلى جيد ويتراوح بين 10 و%12، متوقعًا نمو القطاع بنفس المعدل خلال 2020.
وأوضح عوف، أن العائد على الاستثمار فى القطاع يصل إلى %20، ويظهر فى استحواذ %60 من الشركات الأجنبية على سوق الدواء المصرى، وتستحوذ 30 شركة على %30 من السوق.
واعتبر جاذبية القطاع للاستثمارات الأجنبية تعتمد على تطبيق الهيئة العليا للدواء ولائحتها التنفيذية، لتشجيع المستثمرين على الدخول فى هذا القطاع، فى إطار استراتيجية تطوير قطاع الأدوية.
«عوف»: %20 معدل العائد على الاستثمار فى النشاط
وأشار محى حافظ، رئيس مجلس إدارة شركة بايونير فارما للصناعات الدوائية، إلى إن قطاع الأدوية حقق نموًا بمعدل كبير خلال عام 2017-2018 يتجاوز %18، بينما يتراوح نمو القطاع خلال 2018-2019 بين 13-%15.
وتوقع حافظ، نمو قطاع الأدوية بنسبة %15 خلال 2020، موضحًا أن القطاع لن يتمتع بجاذبية كبيرة لرؤوس الأموال فى الفترة المقبلة، فى إطار تعثرات الصناعة، بخلاف الاستثمارات فى تصنيع الأدوية الجديدة.
كتبت: هبة خالد
