تضع شركات التعبئة والتغليف خططاً طموحة، للتوسع لرفع مبيعاتها محلياً وخارجياً فى ظل زيادة الطلب عليها حيث وصفت الشركات السوق الأفريقى، بأنه أكبر الأسواق الاستهلاكية، نظراً للنمو السكانى السريع الذى حققه خلال العامين الماضين، والذى حفز شركات كثيرة للدخول إلى قطاع تصنيع منتجات التعبئة والتغليف.
قال المهندس صبحى مشرف رئيس شركة الوسام باك لتصنيع الكرتون، إن الطفرة الصناعية التى تشهدها مصر، حفزت عدداً كبيراً من الشركات العاملة فى قطاع التعبئة والتغليف، نحو زيادة الطاقات الانتاجية لسد احتياجات السوق المحلى وفتح أسواق تصديرية.
وأضاف لـ «البورصة»، أن قطاع التعبئة والتغليف سواءً الورق، والكرتون، والبلاستيك بجميع مشتقاته، يؤدى دوراً رئيسياً فى خدمة القطاعات الصناعية، ومنها المواد الغذائية، والكيماوية، ومستحضرات التجميل، والأجهزة الكهربائية والإلكترونية.
وأضاف مشرف، أن الشركة تنفذ توسعات جديدة منذ بداية العام الحالى لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 200 طن يومياً مقابل 150 طناً حالياً، لتلبية احتياجات السوق المحلى وفتح أسواق تصديرية جديدة.
وأشار إلى أن التوسعات تشمل إضافة خطوط إنتاج جديدة، لتقديم نوعية من الورق المقوى، وورق الكرتون، وهو «الويت توب» ذو الوجهين (وجه رمادى وأبيض)، بجانب تطوير خطوط الإنتاج الحالية.
وتمتلك الشركة مصنعين بالمنطقة الصناعية فى مدينة السادات على مساحة 40 ألف متر، وتضم 4 خطوط إنتاج باستثمارات 180 مليون جنيه، وبحسب دراسة الجدوى فإن الاستثمارات المتوقع ضخها فى خطوط الإنتاج الجديدة تقدر بنحو 40 مليون جنيه.
أضاف أن الشركة تخطط لتصدير نحو %10 من إنتاجها إلى السعودية والعراق، لتوفير عملة صعبة تستطيع من خلالها شراء قطع غيار لرفع كفاءة الآلات والمعدات.
مشرف: “الوسام باك” تنفذ توسعات لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 200 طن يوميا
أشار مشرف، إلى أن «الوسام» تطرح %100 من إنتاجها للسوق المحلى، من خلال تعاقدها مع عدد من شركات التعبئة والتغليف منها «أمريكانا»، و«عبور لاند»، و«يونيفرسال»، و«الكندية للكرتون».
وقال عماد سلام، رئيس الشركة الإفريقية لصناعة المنتجات الورقية، إن توجه السوق المحلى، والأسواق التصديرية خصوصاً السعودية ولبنان إلى الغاء منتجات التعبئة البلاستيكية (الأكياس)، أدى إلى طفرة كبيرة فى صناعة الأكياس الورقية.
وأضاف أن جميع الشركات المحلية العاملة فى قطاع التعبئة والتغليف، لجأت إلى تنويع انتاجها مؤخراً بين المنتجات البلاستيكية والورقية، لتحقيق معدلات نمو سريعة، فى ظل الطفرة التى يشهدها القطاع.
وأوضح أن أبرز التحديات التى تواجه عمل القطاع، هى المغالاة فى الضرائب، والرسوم الجمركية المقررة على ماكينات التعبئة والتغليف.
أعلن سلام، أن «الأفريقية» أضافت خطوط إنتاج جديدة بقيمة 1.5 مليون دولار، لتحقيق نمو فى الطاقة الإنتاجية بنسبة %50 بنهاية العام الحالى، وتمتلك الشركة 3 مصانع بمدينة السادس من أكتوبر، تضم 5 خطوط إنتاج باستثمارات تقدر بنحو 3.5 مليون دولار.
وتتخصص الشركة، فى إنتاج الأكياس الورقية لتعبئة وتغليف الدقيق والسكر بأحجام ومقاسات مختلفة، إضافة إلى أكواب العصير، والشاى الورقية.
أوضح أن %50 من إنتاج الشركة يطرح فى السوق المحلى لصالح مطاحن الجيش والتموين، لتعبئة السكر والدقيق الفاخر، والباقى يتم تصديره إلى عدد من الدول العربية والأفريقية.
وتوقع سلام، أن يتضاعف معدل نمو قطاع صناعة المنتجات الورقية خلال العامين المقبلين، بسبب ارتفاع معدل الطلب عليه من جانب الدول التى منعت تداول الأكياس البلاستيكية.
وقال محمد الجيار، رئيس مجلس إدارة لوجوس باك لتصنيع الكرتون والأكياس الورقية، إن زيادة الطلب على المنتجات الورقية خلال السنوات الماضية خصوصا الأكياس الورقية، دفع عدد من الشركات إلى وضع خطط تطويرية لتلبية احتياجات السوق.
أضاف أن الشركة تستهدف إضافة خطى إنتاج جديدين بقيمة 10 ملايين جنيه للوصول بطاقتها الإنتاجية إلى 120 طناً يوميًا مقابل 100 طن حاليًا.
وتمتلك الشركة مصنعاً واحداً فى المنطقة الحرة بمدينة نصر، على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتطرح الشركة جميع منتجاتها بالسوق المحلى.
وتنتج الشركة، جميع مواد التعبئة والتغليف ومنها العبوات الدوائية والطبية، ومواد البناء والكيماويات والمساحيق، إضافة إلى عبوات المواد الغذائية ومنها الأرز والتوابل والشاى والسكر.
وقال صادق المغربى، رئيس مجلس إدارة شركة «برفكت بلاست» المتخصصة فى صناعة منتجات التعبئة والتغليف، إن قطاع تصنيع منتجات التعبئة يواجه تحديات كثيرة الفترة الحالية، منها استحواذ عدد من المصانع الكبيرة على شريحة من العملاء، وزيادة أعداد المصانع غير الرسمية.
أضاف صادق، أن بعض الشركات المستخدمة لمنتجات التعبئة والتغليف، تلجأ إلى المصانع غير الرسمية، لانخفاض أسعار منتجاتها بنسبة كبيرة عن المصانع التى تعمل داخل المنظومة الرسمية.
وأرجع سبب انخفاض الأسعار إلى اعتماد تلك المصانع على خامات ذات جودة رديئة ناتجة عن إعادة تدوير أكياس التغليف البلاستيكية، بالإضافة إلى عدم التزامها بدفع أى مستحقات ضريبية أو تأمينات اجتماعية.
وأضاف أن بعض الصناعات الكيماوية تعتمد على استيراد %70 من منتجات التعبئة والتغليف الخاصة بها، من الصين ودول شرق آسيا، لعدم وجود المادة الخام اللازمة للتصنيع بمصر، فضلاً عن ارتفاع تكلفة إنتاجها محلياً وضعف الطلب عليها.
وأشار إلى أن الشركة اتجهت مؤخراً للتصدير إلى عدد من الدول العربية والأفريقية، منها السودان وليبيا، لافتاً إلى وجود بعض المشكلات التى تواجه التصدير إلى تلك الدول، منها التحويلات البنكية، وعدم حصول المُصدر على مستحقاته بسبب توقف قطاع البنوك فى تلك الدول.
المغربي: سوق التعبئة والتغليف يشهد نمواً ملحوظاً في المنتجات غير التقليدية
قال صادق، إن سوق التعبئة والتغليف يشهد نموًا ملحوظًا فى المنتجات غير التقليدية الفترة الحالية، ومنها «الفاكيوم» وهو عبارة عن منتج تعبئة جديد من البلاستيك، بالإضافة إلى منتجات تعبئة القهوة ذات الطبقات المتعددة.
وقال مصطفى عبيد، نائب رئيس شعبة الكرتون بغرفة الصناعات الكيماوية، إن قطاع التعبئة والتغليف يواجه عدداً من التحديات الفترة الحالية، منها إغراق السوق المحلى بمنتجات مستوردة تامة الصنع بأسعار أقل من نظيرتها المصرية، الأمر الذى يضعف القدرة التنافسية للأخيرة.
وأضاف أن المنتجات المستوردة كانت تمثل نحو %20 من المنتجات المعروضة بالسوق المحلى عام 2016، إلا أن ضعف الرقابة على السوق خلال السنوات الأربع الماضية رفع نسبة المنتجات المستوردة إلى نحو %80 حاليًا.
وذكر أن إنخفاض سعر الخام فى الاسواق العالمية خلال الـ3 سنوات الماضية، انعكس على السعر النهائي للمنتج، الأمر الذى عزز من تنافسيته فى جميع الأسواق.
وأشار عبيد، إلى أن سعر خام ورق الكرتون يتراوح حالياً بين 500 و550 دولاراً للطن، فى حين يصل سعر الطن بعد التصنيع إلى 1000دولار بحد أقصى، موضحًا أنه يتم الاستيراد من عدد من الدول أبرزها روسيا، وماليزيا، والبرازيل.
وطالب عبيد، وزارة الصناعة والتجارة بوضع قيود على استيراد الكرتون المضلع تام الصنع، لتشجيع المصانع المحلية على الإنتاج، بدلاً من توقفها بسبب إغراق السوق بتلك المنتجات.
عبيد: يجب خفض الغاز لمصانع القطاع أسوة بالحديد والسيراميك
وأوضح أن عددا من مصنعى الكرتون، يستغلون انخفاض القيمة الجمركية على ورق الصحف والتي تصل إلى %2، ويقومون بتحويلها بطرق كيميائية إلى ورق كرتون مقوى، معتبرًا أن ذلك يعد منافسة غير شريفة مع المصنعين الذين يلجأون لشراء خامات نقية.
وطالب الحكومة، بخفض أسعار الغاز لقطاع صناعة الكرتون أسوة بالصناعات الأخرى التى حصلت على خفض لأسعار الغاز، ومنها السيراميك والحديد.
اضاف أن صناعة الكرتون من الصناعات كثيفة الاستهلاك وتحاسب بـ7 دولارات للمليون وحدة حرارية، وخال خفضها سيؤدى إلى تعزيز القدرة التنافسية لها.
وأشار إلى أن عدد المصانع العاملة فى مجال الكرتون والتغليف الورقى، يبلغ نحو 85 مصنعا أغلبهم فى الفيوم ومدينة السادات ومدينة العاشر من رمضان، وبطاقات إنتاجية تتراوح بين %40 و%50.
