تحركت المملكة العربية السعودية بقوة لدعم سوق البترول العالمى حيث وافقت على فرض قيود إضافية على الإنتاج نهاية الأسبوع الماضى.
ووافق تحالف “أوبك +” الذى يضم روسيا على فرض قيود بقيمة 500 ألف برميل يوميًا من الإنتاج بعد يومين من الاجتماعات الصعبة فى فيينا، وتعهدت المملكة العربية السعودية بتخفيضات طوعية إضافية قدرها 400 ألف برميل يوميًا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تسعى فيه المملكة جاهدة لدعم سوق البترول وسط تحذيرات من أنه سيواجه وفرة شديدة فى المعروض خلال النصف الأول من العام المقبل.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن السعودية تحرص بشكل خاص على دعم تقييم شركة البترول “أرامكو” حيث تعهد وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، بأن يصل إلى التقييم بعيد المنال الذى يبلغ 2 تريليون دولار فى الأشهر المقبلة.
وأدى الاتفاق الأخير إلى ارتفاع خام برنت بنسبة 1.4% إلى 64.25 دولار للبرميل وحصل المؤشر العالمى للبترول على مكاسب فاقت نسبة 5% خلال الأسبوع الماضى.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن صفقة خفض إجمالى الإنتاج تطورت منذ أن بدأت روسيا العمل مع منظمة “أوبك” فى محاولة لمكافحة تأثير ارتفاع إمدادات البترول الصخرى فى الولايات المتحدة.
وقالت هيليما كروفت، المحللة لدى شركة “آر بى سى كابيتال ماركتس” إن الأمير عبد العزيز، كان يشعر بقلق عميق إزاء الانطباع بأن هذا سيكون مجرد خفض تجميلى حيث يريد إظهار أنه اتفاق حقيقى وموثوق به وسيؤثر على السوق الفعلى.
وكانت المملكة العربية السعودية مهتمة بدعم الاكتتاب العام الأولى لشركة “أرامكو” الذى توقف تقييمها عند 1.7 تريليون دولار حيث لا تزال هذه القيمة أقل من الهدف الأولى لولى العهد الأمير محمد بن سلمان، الذى توقع وصول التقييم إلى 2 تريليون دولار فى الماضى.
وهاجم الأمير عبد العزيز، منتقدى الاكتتاب العام للشركة السعودية وتعهد بأن ترتفع الأسهم إلى مستوى يقدّر قيمة الشركة إلى ما فوق المستوى الذى يطمح إليه حكام المملكة.
ويواجه السوق زيادة فى المعروض من البترول الصخرى فى الولايات المتحدة بالإضافة إلى براميل إضافية من دول أخرى غير أعضاء فى منظمة “أوبك” يمكن أن تخلق وفرة فى الإمدادات أوائل عام 2020.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الضعف الاقتصادى العالمى يمثل مصدر قلق حيث قامت وكالات الطاقة بمراجعة التوقعات بشكل متكرر العام الحالى بشأن النمو فى الطلب على البترول لعامى 2019 و2020.
ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك لدى بعض المحللين فى السوق حول فعالية التخفيضات وما إذا كانت ستوقف الزيادة الحادة فى المخزونات.
وشجع وزير الطاقة السعودى منتجى البترول على الالتزام بالصفقة وتنفيذ نصيبهم من التخفيضات مضيفًا أن المزيد من الالتزام والتوافق سيسمح لنا جميعًا بالاستفادة.








