تكافح الشركات الناشئة الرائدة فى مجال التكنولوجيا بالصين، لتظل واقفة على قدميها بعد أن هدد تفشى فيروس “كورونا” بشل تمويلات رأس المال المخاطر.
وأوضحت بيانات شركة “بريكين” الاستشارية فى لندن، أن الاستثمار فى الصناعة منذ اندلاع الفيروس المميت انخفض بنسبة 60% فى يناير، مقارنة بمستويات العام الماضى.
يأتى ذلك بعد أن تجنب المستثمرون وأصحاب رأس المال المخاطر، الذين اعتادوا على اختبار التكنولوجيا الجديدة، أو التفاعل ومناقشة الأفكار مع رواد الأعمال، التعامل المباشر مع الأشخاص.
وإذا استمر هذا الوضع وكانت هناك دلائل قليلة على أن تدابير الحجر الصحى الصارمة على مستوى البلاد ستهدأ قريبًا، وقال الشريك المؤسس لشركة “سيكويا كابيتال تشاينا”، نيل شين، فى بيان: “بصفتى رائد أعمال وقت اندلاع سارس عام 2003، أفهم تمامًا التحديات التى يواجهها رواد الأعمال”.
وقال فاى كام، رئيس العمليات فى شركة “برييجن” الآسيوية: “لم تكن هذه البداية التى كانت الصين تأمل فيها”، مضيفًا أن الانتكاسة تأتى على خلفية صدمة فى 2019 عندما تسببت التكنولوجيا فى التوترات مع الولايات المتحدة الذى دفع المستثمرين لممارسة الكثير من الحذر.
وفى الوقت نفسه، فإن القطاعات الساخنة من الذكاء الاصطناعى إلى شراء العقارات عبر الإنترنت، بدأت تترنح، وحذرت مجموعة “على بابا” أكبر شركة صينية من حيث القيمة السوقية، من ضربة قوية لنمو الإيرادات فى الربع الأول، بسبب وباء تسبب فى دمار قطاعات واسعة من الاقتصاد الصينى.
وانخفض المستخدمون النشطون يوميًا لدى شركة “على بابا” بنسبة 54.1% فى 27 يناير، مقارنة بـ 16 يناير قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، وفقًا للبيانات التى جمعتها شركة “أورورا” المحدودة.
ويشعر أولئك الذين يستفيدون من الارتفاع السريع فى الطلبات، مثل شركات توصيل البقالة عبر الإنترنت، بالقلق من التداعيات طويلة الأجل، وأعلنت شركة “كاريا جيسليست” وهى شركة تقدم خدمات توفير العمال وصيانة المنازل، أنها أخرت طرحها العام الأولى المزمع فى الولايات المتحدة، بعد أن تسبب تفشى فيروس “كورونا” فى تعطيل طلب العملاء، ومن المقرر أن تبدأ معاناة أخرى لشركات منها “ديدى تشينغ” المدعومة من “أوبر” لخدمات الركوب.
وقال وانج جون، المدير المالى لشركة “مسفرش” لتسليم المنتجات الطازجة: “سيكون هذا تحد كبير للعديد من الشركات الناشئة”، مؤكدًا أنه قد حان الوقت لتدفق رأس المال فى فصل الشتاء، وستحتاج الشركات إلى تجديد الدم من تلقاء نفسها لتصبح إيجابية النقدية”.
