جاء الانتشار السريع والمخيف لفيروس كورونا حول العالم ليعطى دفعة للمعاملات عن بعد فى كل المجالات بما فى ذلك التكنولوجيا المالية، وعمليات الدفع الإلكترونى لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
وفى مصر حيث الاستخدام الضعيف لهذه التكنولوجيا تطرح التساؤلات حول ما إذا كانت التكنولوجيا المالية ستستفيد من هذا الفيروس المميت.
قال أشرف القاضى، الرئيس التنفيذى للمصرف المتحد، إن وعى الناس بمخاطر الكاش الصحية فرصة قوية لفرض التعاملات التكنولوجية على الساحة على البنوك استغلالها.
أوضح أن اقتناص تلك الفرصة، يفتح المجال أمام نمو أسرع فى قاعدة عملاء البنوك، والدخل من العمولات، مشيراً إلى أن البنك يركز على تجهيز جميع قنواته التكنولوجية لتعمل بكفاءة وبامكانات جيدة، قادرة على ترك انطباع جيد لدى العميل لاستخدامها بعد زوال الأزمة وليس فقط الفترة الاضطرارية.
وقال سيتى بنك، فى تقرير حديث له، إن الفيروس خلق فرص محتملة للتكنولوجيا المالية، ومن المتوقع أن تشهد زيادة فى حجم التعاملات؛ نظراً إلى أن المزيد من المدفوعات سيتم إجراؤها إلكترونياً؛ نتيجة التخوف من المشتريات النقدية كونها أحد العوامل فى نقل العدوى.
وبعد وصول عدد الإصابات فى العراق إلى 35 مواطناً، دعا البنك المركزى العراقى، التجار والمواطنين للتعامل بأدوات الدفع الإلكترونى وتجنب التعامل بالنقد، حفاظاً على الصحة العامة.
وقال البنك فى بيان، «تزامناً مع ما يمر به بلدنا العزيز، ونتيجة لمتابعة البنك المركزى العراقى للتقارير الدولية التى تحذر من قابلية الأوراق النقدية على أن تكون وسطاً ناقلاً للفيروسات، يدعو هذا البنك التجار والمواطنين للتعامل بأدوات الدفع الإلكترونى (بطاقات، نقاط بيع، محافظ الهاتف النقال)»، كما دعا البنك إلى «تجنب التعامل بالنقد حفاظاً على الصحة العامة».
نصحت منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين مباشرة بعد لمس أى عملة ورقية لأن فيروس كورونا الجديد قد ينتقل عبرها من شخص إلى آخر، وقال المتحدث باسم المنظمة – فى بيان، «إن الأموال تتنقل بين أيدينا بشكل متكرر ويمكن أن تلتقط كل أنواع البكتيريا والفيروسات، لذلك ننصح الناس بغسل أيديهم بعد التعامل بها، وتجنب لمس وجوههم عندما يكون ذلك ممكنا، للحد من مخاطر انتقال العدوى».
واقترحت المنظمة استخدام طرق مختلفة للتعامل المالى لأن الفيروس المستجد قد يبقى أياماً عدة على سطح العملة الورقية.
قال شريف سامى رئيس الجمعية المصرية للتكنولوجيا المالية والرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية، إن التقدم فى نظم الدفع الإلكترونية يتيح بديل أكثر أماناً فى سداد الكثير من المعاملات، ويخلق فرص للتعاملات غير النقدية، خاصة فى المعاملات الصغيرة بخلاف انتشارها على مستوى شراء وبيع الوحدات العقارية والسيارات.
وبدأت البنوك فى الصين وكوريا الجنوبية، عمليات تطهير وعزل للأوراق المالية المستخدمة لمنع الفيروس القاتل من البقاء فيها، حيث تستخدم البنوك الأشعة فوق البنفسجية أو الحرارة المرتفعة لتطهير الأوراق المالية وتعقيمها، ثم عزلها فى محجر طوال 14 يوماً قبل إعادة تداولها، كما اتجهت المملكة السعودية لعزل الأوراق النقدية المحولة من الخارج للسيطرة على الفيروس.
يرى محمد عكاشة، العضو المنتدب بشركة «فورى»، إن تداعيات تأثير أنتشار «كورونا «على الترويج للشركات التكنولوجية وزيادة التواصل الإلكترونى بديلاً للتواصل البشرى هى مرحلة متقدمة وليست بالوقت الحالى.
وأوضح عكاشة، أن تأثير «كورونا» يظهر على بعض المنتجات التكنولوجية سريعًا وتأثير آخر بعد فترة من الزمن، لافتًا إلى أن التأثير السريع متمثل فى قرارات بعض الدول مثل الكويت بإلغاء «البصمة» التى تعتمد عليها بشكل أساسى لتحديد حضور العاملين بالشركات فى أغلب الدول الناشئة.
ورجح تحول الشركات إلى استخدام الكروت التكنولوجية كبديل مما يمثل تكلفة أعلى، لكن أكثر أمانًا، خاصة بعد انتشار العدوى، وتوجه العديد من الدول لمنع السفر، مما يزيد التركيز على وسائل التواصل الإليكترونية، لافتًا إلى تحول بعض المؤتمرات إلى البث التكنولوجى ومن الممكن أن نراها بصورة أكبر فى الفترة المقبلة، وبالنسبة لتأثير كورونا على الدفع الإلكترونى أشار عكاشة، أن كورونا ليس لاعبًا أساسيًا فى الترويج لهذا القطاع.
ومن جانبه، قال شريف سليمان المدير الأقليمى لشركة cr2 لحلول التكنولوجيا إن فيروس كورونا المستجد يمثل دفعة وحافز للتوسع فى تعاملات الخدمات التكنولوجية، كما أنه سيدفع العملاء أنفسهم للبحث عن قنوات التعامل التكنولوجى لتفادى العدوى والتجمعات وهو ما سيضغط بالتالى على البنوك نفسها فى إطلاق مثل هذه المنتجات.
وأضاف أن هناك توجهاً لدى البنوك والمؤسسات فى التعامل عبر التكنولوجيا المالية لما تمثله من نقطة تحول فى تطور الاقتصاديات، مؤكداً على انه بعد مرور أزمة كورونا سيكون التوسع فى الاعتماد على التكنولوجيا أحد الدروس المستفادة خلال الفترات المقبلة.
وأشار إلى أن هناك خطوات متوالية للاعتماد على التكنولوجيا لا يمكن تخطيها تبدأ بالمنتجات الجديدة والقنوات المختلفة التى تعتمد على الإنترنت والكروت اللاتلامسية مروراً بمحافظ الموبايل والموبايل بانكنج وصولاً إلى البنوك الرقمية التى لا تعتمد على أى فروع أو اشخاص للتعامل مع البنوك وتنفيذ العمليات المالية والمصرفية المختلفة.
قال هشام الشبينى رئيس قطاع البحوث بشركة مباشر إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إن أداء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جيد حتى قبل انتشار فيروس «كورونا» بدعم من التوجه الاقتصادى لـ«non cash»، خاصة بعد إعلان البنك المركزى مستهدفاته بالوصول إلى حصة المدفوعات الإلكترونية إلى %10 من الناتج المحلى الإجمالى، مما انعكس بالإيجاب على أداء شركات الدفع الإلكترونى.
وأضاف الشبينى، أن تفشى كورونا يزيد النظرة الإيجابية للقطاع، فضلاً عن ظهور قرارات فى بعض الدول الأخرى بحجر العملات مانعًا لنفشى المرض، مما يحفز النشاط الاقتصادى اللانقدى، مؤكدًا أنه حتى فى حالة إيجاد علاج لـ«فيروس كورونا» ستظل النظرة الإيجابية والأداء القوى للقطاع.
مسئول: ضعف انتشار نقاط البيع فى مصر يقلل فرص اعتبارها بديل عملى.. و”كورونا” يقدم دعاية مجانية
وقال مصدر فى شركة، NCR، إن أعداد نقاط البيع وانتشارها ليس كبيراً فى مصر لتكون بديل عملى، للتعامل النقدى، لكنها ستكون دعاية مجانية ستسهم على الأقل فى زيادة تفعيل المحافظ الإلكترونية، واستخدامات البطاقات.
أضاف أن ميزة المنتجات التكنولوجيا، هى أنه بمجرد كسر رهبة العميل تجاهها واستكشاف مزاياها وتطويرها الدائم، لا يتحول مجددًا إلى الوسائل التقليدية كلما أمكن، كما حدث مع وسائل التواصل الاجتماعى فى مصر خلال العقد الأخير.
وذكر أنه بصفة أساسية، فإن توصيات المركزى ودفعه المستمر للبنوك لزيادة عدد مستخدمى القنوات التكنولوجية، ومتابعته نسب التقعيل، وقراره الأخير بتدشين لجنة للشمول المالى تكون أحد مهامها تطوير القنوات التكنولوجية يضمن استدامة نمو ذلك.
ويرى جيف كوفلين، المحرر فى مجلة فوربس، وجه آخر للأزمة، حيث أن زيادة مخاوف الناس والتزامهم منازلهم، وعدم التسوق فى المتاجر أو التوجه لتناول الغداء فى الخارجى، سيكون له أثر على حجم المعاملات.
أوضح أن فيزا وماستر كارد أخطروا المستثمرين باحتمال تراجع مبيعاتهم ما بين 2 و%4 فى الربع الحالى، خاصة أن فيزا شهدت بالفعل تراجع حاد فى الأعمال خارج الحدود، خاصة النفقات المرتبطة بالسفر، وأدى لتراجع أسهمهم %12 منذ 19 فبراير.
واستبعد مصدر من مركز البطاقات الالكترونية بالبنك الأهلى، تأثر حصيلة الاستخدامات بشكل كبير نتيجة إلغاء السفر، أوضح أن تلك المدفوعات كانت تمثل جزءاً مهماً من الاستخدامات، لكن هناك زيادة فى التعامل بالبطاقات لدى الصيدليات، وكذلك من المصريين بالخارج خاصة مع تقليل معظم الدول التعامل بالكاش.