قال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، إنَّ السبب فى تواجد كميات كبيرة من المياه فى بعض المناطق والتجمعات السكنية الجديدة، يرجع إلى زيادة نسبة الطرق التى تبلغ مساحتها أكثر من 25% من مساحة المجتمع العمرانى، الأمر الذى يؤدى عند سقوط الأمطار الغزيرة إلى زيادة معدلات الجريان السطحى للمياه على اﻷسطح الملساء الأسفلتية، ومع عدم وجود شبكة تصريف مياه أمطار وعدم وجود مجارٍ مائية محيطة؛ نظراً إلى الطبيعة الصحراوية للمدن الجديدة، ما يؤدى لتراكم كميات كبيرة من المياه.
وأضاف “الجزار”، أن معظم المدن الجديدة تم بناؤها فى مناطق ذات تضاريس طبوغرافية متباينة، معتمدة على وجود روافع لمياه الصرف الصحى للوصول إلى المحطات النهائية لمعالجة الصرف.
وأشار إلى أنه عند حدوث انقطاع فى التيار الكهربائى عن تلك الروافع نتيجة الظروف المناخية أو لأى أسباب أخرى، فإنَّ مياه الصرف الصحى ترتد مرة أخرى إلى الشبكة، وتخرج فى الشوارع، ما يزيد من تراكم المياه بالطرق.
وأوضح وزير الإسكان، أن انقطاع التيار الكهربائى عن رافع مياه الصرف الصحى لمدة دقيقة واحدة يفقد الشبكة قدر رفع مياه الصرف الصحى، ويزيد من ارتفاع منسوب مياه الصرف فى الواقع السابق له بأكثر من مترين فى حالة القاهرة الجديدة؛ حيث تخرج هذه المياه من مطابق الصرف إلى الشوارع، ما يعقد الأمر.
وقال “الجزار”، إنه رغم وجود مولدات كهرباء فى كل رافع تعمل عند انقطاع التيار، فإن بمجرد فصل التيار وعمل المولدات تكون كمية المياه المرتدة هائلة نتيجة حجم المياه الكبير فى الشبكة والقادم لها من الأمطار.
وتابع قائلاً: “المولدات الاحتياطية تشغل المحطة بنسبة 50% فقط من إجمالى الطاقة التصميمية للرافع”.
وأشار وزير الإسكان إلى أن كميات المياه التى سقطت على تجمعات شرق القاهرة فى 6 ساعات تساوى ما يقارب 7 أضعاف إجمالى الطاقة الاستيعابية لشبكات وروافع محطات الصرف الصحى القصوى بتلك المدن، ما أدى لاستحالة استيعاب تلك الكميات من المياه فى شبكة الصرف الصحى.
وأوضح “الجزار”، أن سبب عدم وجود شبكة صرف أمطار أنه أمر مكلف جداً يصل إلى المليارات، فضلاً عن أن طبيعة مصر الصحراوية عدا الوادى والدلتا تجعل معدلات سقوط الأمطار لا تزيد على 10 مليمترات مكعبة على السنتيمتر المربع لذا لم يكن من المألوف التفكير فى تصميم وتنفيذ شبكات صرف أمطار “فى الصحراء”.
واقترح وزير الإسكان ضرورة وضع تصورات وحلول عاجلة لما تتعرض له مصر حالياً من تغيرات مناخية، وهو ما تعكف عليه الوزارة عليه حالياً.
وقال محمد شاكر، وزير الكهرباء، إنه تم التعامل مع مختلف الشكاوى والبلاغات الواردة من المواطنين بشأن شبكات التوزيع المتأثرة بالظروف الجوية، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على وضع تصور شامل لعدم تكرار ذلك مستقبلاً.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء باستمرار التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات للتخفيف من التداعيات والآثار الناجمة عن حالة الطقس السيئ التى شهدتها البلاد مؤخراً. كما طالب رئيس الوزراء بوضع خطة متكاملة، لرفع كفاءة الأداء فى التعامل مع الظروف الجوية الصعبة.
وأشار رئيس الوزراء، إلى تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بحصر ودراسة التحديات التى واجهت مختلف الجهات التى تعاملت مع السيول والأمطار الغزيرة التى حدثت مؤخراً، وإعداد مقترحات بسبل مواجهتها والتغلب عليها، خاصة فى ظل ما نشهده من تغيرات مناخية عالمية.
جاء ذلك خلال ترؤس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً لاستعراض عدد من التحديات التى واجهت قطاعات الإسكان والكهرباء والاتصالات، خلال التعامل مع موجة الطقس السيئ التى شهدتها البلاد مؤخراً، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان.
كتبت- إيمان السيد








