قال محمد العريان، الخبير الاقتصادي ومستشار مجموعة “أليانز”، إن العالم يواجه خليط من الظروف يشبه ذلك السابق للكساد الكبير في 1930 والركود الكبير في 2008.
أضاف في مؤتمر عبر الهاتف مع فريقه في شركة “جراميرسي” للاستثمارات والتي تركز على الأسواق الناشئة، أن الجانب الجيد أن هناك مجموعة واسعة من الاستجابات السياسية حول العالم والتي تتضمن “القيام بما يتطلبه الأمر”، ولكن الجانب السيء أن هذه الاستجابة جاءت متاخرة.
وقال إن الإجراءات الصحية المتبعة للحد من تفشي فيروس كورونا والتي تتمثل في المكوث في المنازل وحظر التجوال وإغلاق المصانع والشركات متناقضة تماما مع طريقة عمل الاقتصاد وهو ما قد يلحق ضررا كبيرا به.
ومع ذلك، قال العريان إن الاستجابة السياسية يمكنها فعل الكثير لحماية أكثر فئات المجتمع ضعفا ولجعل العديد من الشركات قادرة على الاستمرار ولتقليص الانهيارات في الأسواق الرأسمالية العالمية بأقصى حد ممكن وحماية القطاعات الاستراتيجية مثل الرعاية الصحية.
ولكنه قال إن هذه التدابير السياسية لن تمنع توقف النشاط الاقتصادي الناتج عن عدم قدرتنا على الخروج والتفاعل كما أنها غير قادرة على الوصول إلى جميع جوانب الاقتصاد وهو ما قد يؤدي إلى كساد.
وأوضح أن الحلول تكمن أولا في حدوث تقدم على الصعيد الطبي وأن يصبح الأفراد أكثر ثقة في القدرة على تحديد واحتواء الفيروس والقدرة على معالجة المرض وزيادة التحصين وبمجرد حدوث ذلك سيعود الاقتصاد العالمي إلى العمل.
ولكنه أوضح أن عودته إلى العمل لن تكون بالسهولة المتوقعة، وقال إنه كان يتحاور مع مدير تنفيذي لأحد الفنادق عبر الهاتف والذي يدرس تسريح 80% من عمالته، فسأله العريان ماذا ستفعل إذا عادت الأمور إلى طبيعتها وزال خطر الفيروس خلال أربعة أسابيع على سبيل المثال وعاد الإقبال على فندقه، فقال إنه سوف يواجه أزمة كبيرة ويعاني لإيجاد عمالة مجددا، ولهذا يرى العريان أن عودة الاقتصاد العالمي للعمل لن تكون سهلة بعد التسريح الكبير للعمالة الذي قد تقوم به الشركات.
وقال إن هذا ما يقود إلى النقطة الاخيرة والتي لها أهمية خاصة لدى المستثمرين المؤسسين الذين يريدون الإبحار عبر الأزمة والوصول إلى وجهتهم، وهى أن المشهد العالمي بعد الأزمة سوف يكون مختلفا بسبب انحسار العولمة والصدمات في الإنتاج وآليات البنوك المركزية.