القاضى: لا نستطيع تقدير معدلات التراجع فى معدلات التجارة في ظل استمرار الأزمة
طلحة : واردات الصين لمصر تقلصت إلى الثلثين بسبب الأزمة
حجاج : من الصعب عودة حركة التصدير والاستيراد بصورته الطبيعية قريبا
قدرو : 31% من حاويات العالم تخرج من الصين وإغلاق موانئها تسبب بأزمة شحن كبرى
رصدت “البورصة” آراء عدد من الخبراء والمختصين والمتعاملين حول تأثير أزمة كورونا على حركة التداول والتجارة بالموانئ المصرية وقناة السويس وفرص التعافى خاصة بعد إعلان الصين وهى واحدة من أكبر مصادر استيراد مكونات الإنتاج عن بدء عودة الموانىء الصينية للعمل وتشغيل ميناء وهان بؤرة انطلاق فيروس كورونا الأولى .
قال اللواء حاتم القاضي رئيس الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية، إن تأثيرات فيروس كورونا تختلف بين الدول وفق طبيعة نشاطها، وعلى الرغم من عودة عمل الموانئ الصينية إلا أن عودة النشاط سيكون بشكل تدريجي وفق استيعاب وحجم الطلب، خاصة بعد التوقف شبه التام الذي شهدته شنغهاي ومدن أخرى بالصين، وتراجع الطلب بالدول الأوروبية وغيرها نتيجة تأثرها بالفيروس.
وأضاف القاضي، لا يستطيع أحد توقع حجم تراجع المعدلات في التجارة أو حركة الشحن أو الملاحة أو تحديد موعد لذلك نتيجة عدم وجود خطة محددة تكفل انتهاء الأزمة الحالية.
وأشار رئيس الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية إلى أن الموانئ المصرية لم تغلق مثل الموانئ الصينية نتيجة انتشار فيروس كورونا ولكن تأثر حجم الواردات بها نتيجة تراجع المعدلات وغلق الموانئ فى عدد كبير من بلدان العالم ، و توقف حركة الإنتاج والتصدير ، وعلى سبيل المثال إسبانيا كانت تصدر لدول عدة ولكن تأثرت صادراتها ، وفي الوقت ذاته منح ذلك الفرصة لتصدير البرتقال المصري وحاصلات رزاعية اخرى لبعض الدول.
وثمن القاضي قرارات هيئة قناة السويس بشأن تخفيض رسوم سفن الحاويات والغاز وناقلات البترول بعد الأزمة الحالية وتراجع أسعار البترول عالميًا، والذي يستهدف من خلاله جذب بعض الخطوط التي قد تتجه إلى رأس الرجاء الصالح.
وقال المهندس هيثم طلحة رئيس مجلس إدارة شركة اسما مارين للخدمات اللوجيستية وعضو لجنة العلاقات العامة بجمعية رجال الاعمال العرب بالصين إن التبادل التجارى بين الصين و مصر بقدر بنحو 12 مليار دولار .
أضاف طلحة أن حركة الوادرات من الصين الي مصر تاثرت بالثلثين ، نظرا للاوضاع الحالية واغلاق المصانع بالصين لأكثر من 60 يوما .
أضح ، أن هناك نسبة كبيرة من حركة البضائع حول العالم تتم عبر الموانئ البحرية الصينية ومنها موانىء شنغهاي / نينجبوا / شنزين / شينجداو / داليان/ شيامن /هونج كونج .
أشار هيثم طلحة إلي أن حركة عمليات الشحن الجوي بالصين سواء للصادرات والواردات لم تتاثر نهائيا في ظل انتشار فيروس كورونا بكافة انحاء الدولة وكانت تسير بصورة طبيعية ومنتظمة دون اية معوقات مع تقليص عدد الرحلات والمنقولات بتلك الفترة دون توقف نهائي للرحلات .
لفت الى ارتفاع اسعار شحن الطيران الجوي من 200 الي 300 % ، وارتفاع اسعار الشحن البحري بنسبة 60 % .
ولفت الي أن حركة الشحن البحري لا تزال تعمل لنقل طلبيات متفق عليها قبل ظهور الفيروس مشير الي أن المصانع الصينية الأكثر تأثراً بحكم أن غالبية المواد الأولية يتم تصديرها من الصين فضلاً عن القطاعات الاستهلاكية كالملابس والأحذية وغيرها.
وأكد أن المشكلة الأكبر ستكون عند عودة الأمور إلى نصابها بعد التخلص من الفيروس عاجلا أو آجلا إذ من المرتقب أن تقفز أسعار الشحن اكثر من ذلك بفعل قوة الطلب التي ستلاقيه الرحلات الجوية على نقل البضائع من الصين .
واعتبرت هدى مشرق عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أن هناك ملامح لبدء عودة حركة التجارة من وإلى الموانئ الصينية ولكن بشكل محدود، خاصة أن هناك نحو ١٨ بندا تم وقف استيرادها من بينها المستلزمات الطبية والكمامات وغيرها والتي تمثل نسبة مؤثرة من حجم الأعمال لدى بعض المستوردين الذين يتعاملون مع تلك البنود وبعضهم لا يستورد سواها.
ولفتت مشرق إلى أن هناك شحنات تتبعها خرجت من الموانئ الصينية موجهة لبعض دول الخليج مثل البحرين ويتوقع أن تصل خلال شهر من الآن مثلما هو معتاد، وبناء عليها سيتم تحديد رؤية الفترة المقبلة بشأن التكلفة والوقت.
وقال عبد التواب حجاج المستشار السابق لهيئة قناة السويس، إنه من الصعب عودة حركة الاستيراد والتصدير بصورة طبيعية في مصر بعد عمل الموانئ الصينية لأنها لم تكن السبب الأوحد بل أن انكماش حركة الاستيراد والتصدير في دول أوروبا بعد تفشي فيروس كورونا في أغلب الدول واضطرار البعض منها إلى غلق موانيها كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس أحد تلك الأسباب.
وأضاف، أن إجمالي حجم واردات وصادرات مصر ليست قاصرة على الصين بل تمتد إلى أمريكا والدول الأوروبية خاصة أن مصر تعد حلقة الوصل بين دول أوروبا ودول شرق آسيا، ولكن انخفاض أسعار النفط عالميًا اثر على قناة السويس، ودفع خط ملاحي إلى تغيير مساره والاتجاه إلى طريق رأس الرجاء الصالح .
وعلق المهندس وائل قدور، عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس سابقًا، على إعادة فتح ميناء ووهان الصينية قائلًا:”تسعى الصين إلى تدوير عجلة الإنتاج الخاصة بها، وأكثر من 31% من حاويات العالم تخرج من الصين، وعند إغلاق الموانئ الصينية تأثر العالم أجمع.
وأضاف أنه من الخطأ أن تعتمد مصر على الاستيراد من دولة بعينها بنسبة كبيرة، خاصة في الصناعات الوسيطة، مطالبا بأن يتم نقل الإمدادات في تلك الصناعات من الصين إلى دول أخرى مثل فيتنام وأندونيسيا وماليزيا، وسنغافورة، لافتًا إلى أن مصر ستكون رائدة في مجال إمدادات الصناعات الوسيطة عقب الانتهاء من مشروع محور قناة السويس بالكامل.
وأوضح أنه على الموانىء المصرية أن تعمل على تعقيم وتطهير البضائع القادمة من الصين، فضلًا عن إجراء اختبارات طبية لأطقم السفن للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، لافتًا إلى أن حركة التجارة في الصين انخفضت خلال الربع الأول من العام الجاري بمقدار 6 ملايين حاوية، خاصة وإن إجمالي حجم الصادرات والواردات الصينية كان يسجل سنويًا نحو 227 مليون حاوية، وإذا كانت استمرت الصين في غلق الموانئ التابعة لها سيبلغ إجمالي خسارتها خلال العام بنحو 24 مليون حاوية.
وقال أشرف شِهات، نائب ثاني لشعبة النقل الدولي واللوجيستيات القاهرة، ورئيس مجلس إدارة شركة “بى سى كارجو سيرفيس”، إن برغم عودة العمل في الموانئ الصينية، إلا أن المعدلات تعد منخفضة جدًا مقارنة بالأيام السابقة، مرجعًا السبب إلى طول المدة الزمنية للإجراءات الفحص سواء في المصانع أو الموانيء، للحد من انتشار فيروس كورونا، ما تسبب في انكماش إجمالي حجم الشحنات على مستوى العالم.
وأضاف، أن حركة نقل البضائع بين مصر والصين شهدت تراجعا بنسبة 70%، بعد انتشار فيروس كورونا في الصين وإعلان الكثير من الشركات الصينية غلق مصانعها وما تبعه من وقف كبير رحلات عدد من الخطوط الملاحية نتيجة توقف العمل في الصين.
وأوضح شهات، أن أبرز واردات مصر من الصين هي الملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية وأجهزة الهاتف المحمول والحاسبات والتي تراجعت بشكل ملحوظ بعد انكماش القوة الشرائية، بالإضافة إلي غلق المحال والمولات حتى الساعة 6 صباحًا تطبيقًا لقرار الحظر الذي فرضه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي للحد من انتشار الفيروس.
وقال حشمت يوسف عضو شعبة خدمات النقل الدولي ورئيس مجلس إدارة شركة “ترانس سيفتي”، إن توقف عمل الموانئ الصينية أثر على معدل تداول الحاويات على مستوى العالم وليس مصر فقط، لافتًا إلى أن الشركات الشحن عانت من تلك المشكلة مطلع شهر مارس الماضي بعد عمل الموانئ الصينية بأقل من نصف طاقتها الإنتاجية عقب انتشار الفيروس.
وأضاف أن الموانئ الصينية عادة ما تغلق أو يقل عملها خلال شهر فبراير نتيجة عيد رأس السنة القمرية في الصين، وترجع المشكلة إلى طول فترة التوريد لتستغرق مدة الحاويات إلى مصر 60 يومًا بدلا من 35 يومًا ما تسبب فى انخفاض حجم البضائع وانكماش حركة الاستيراد والتصدير، كما دفع عدد من الخطوط الملاحية إلى تقليل رحلاتها، واضطرار عدد من شركات الشحن إلى وقف أعمالها إلى إشعار آخر ما نتج عنه ارتفاع أسعار الشحن وتعرض القطاع إلى خسائر باهظة.
وذكر، تسبب غلق الموانئ الصينية في تحمل شركات الشحن والمستوردين خسائر بنسبة تجاوزت 60%، متوقعًا أن حركة التجارة من وإلى الصين ستعود ولكن بشكل ضعيف مقارنة بالمعتاد، نظرًا لانتشار الفيروس فى معظم دول أوروبا وأمريكا، وتوقف الكثير من البلدان العمل في موانيها كإجراء احترازي، للحد من تداعيات الفيروس.
وقال محمد رفعت، رئيس مجلس إدارة مجموعة أسد البحرية بالسويس، إنه لكي يتعافي الاقتصاد العالمي وتدور عجلة النقل البحري ستأخذ فترة بعد أزمة كورونا، خاصة وأن ميناء ووهان الصينية التي أُعيد فتحها مرة أخرى، تتخوف من استقبال السفن الجديدة المحملة من الشحنات، لالتقاط العدوى مرة أخرى.
وأضاف أنه لابد أن يتم حجز أطقم السفن فترة لا تقل عن 14 يوما للتأكد من سلامتهم، لافتًا إلى أنه أصبح هناك كساد في حركة التجارة، في ظل انخفاض حركة الشحن والتفريغ للحاويات، نظرًا لقلة الفترة الزمنية للتداول والتي كانت تتم على مدار اليوم، وذلك عقب قرارات مجلس الوزراء والخاصة بتخفيض عدد العاملين وفرض حظر التجول.