الغراب: القطاع خسر 40% من قوته الشرائية.. والمعروض قليل
تسببت جائحة “كورونا” في إلحاق أضرار كبيرة بغالبية النشاطات والقطاعات الاقتصادية، وأبرزها قطاع السيارات الذي شهد تراجعا كبيرا في المبيعات.
ومؤخرا، وبعد أن امتصت دول العالم، صدمة “كورونا”، وقررت التعايش مع الفيروس، فإن الأمل يصبح أقرب في عودة الحياة لسوق السيارات.. لكن هل يتحقق ذلك؟
فى البداية قال أحمد الغراب، مدير شركة “بي أوتو” لتجارة السيارات، إن الأحداث الحالية وما تفرضها من تدابير، وتطبيقا لسياسة التباعد، فإن المنطقي هو زيادة مبيعات السيارات الخاصة، والإقبال على الشراء والعزوف عن التحرك بالمواصلات العامة والنقل الجماعي، لتفادي انتشار المرض.
لكن الحقيقة الواقعة حتى الآن، هي أن فيروس كورونا أفقد سوق السيارات نسبة 40% على الأقل من القوة الشرائية، ومنهم العاملون بقطاعات السياحة والمقاولات والملابس، مما أثر بالسلب على المنظومة بأكملها.
فمعظم الشركات تعمل بنسبة لا تتجاوز 75% من فريق المبيعات ومسئولي الإدارات الخدمية الأخرى، حفاظا على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والسماح لهم بالعمل من منازلهم.
وتماشيًا مع توجهات الدولة ووعي فريق العمل بشركات السيارات، يتم التطهير يوميا باستخدام المطهرات المصرح بها لمكافحة الفيروسات وارتداء الماسكات والحفاظ على المسافات الآمنة بين الأفراد داخل المعارض، بالإضافة الى إلغاء التعاملات النقدية والتركيز على التحويلات البنكية والشيكات فقط.
وأشار الغراب، إلى أن انتشار فيروس كورونا، أرغم الموزعين والتجار على الاتجاه إلى الإنترنت لتسويق السيارات التي أصبحت قناة هامة للوصول الى العميل دخل منزله وفى كل مكان.
كشف مدير شركة “بى أوتو” لتجارة السيارات، انخفاض عدد السيارات المعروضة الآن فى السوق، نظرًا لتأخر وصول السيارات الجديدة من جميع موانئ العالم، طوال شهري أبريل ومايو الماضيين، مؤكدا ظهور هذا العجز في معروض السيارات خلال الشهر الحالي مما قد يتسبب فى زيادة أسعار السيارات.
وأشار إلى أن معظم الشركات العاملة بمجال السيارات ستعمل خلال النصف الثاني في توفير احتياجات السوق المصري.. لكن هذا يتوقف على فتح الموانئ، واستقرار أسعار صرف العملات الأجنبية، واستقرار السوق وعدم ظهور أي تحديات أخرى.
ويرى اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، أن سوق السيارات بدأ فى التعافى خصوصا بعد موجة التخفيضات والعروض التي تم إطلاقها الفترة الماضية من جانب العديد من الوكلاء والمستوردين.
أضاف ان الشهر الحالي سيشهد طلبا كبيرا على السيارات، وخصوصا بعد قرار الدولة التعايش مع فيروس كورونا المستجد، وعودة الحياة إلى طبيعتها من جديد فى سوق السيارات، آملا في تحسن الأوضاع وأن يكون المواطن على وعي بالإجراءات الاحترازية بشكل كاف.
أشار مصطفى، إلى أن السيارات تمثل الآن أهمية كبرى لدى المستهلكين، لتجنب العدوى فى الوسائل العامة، مشيرا إلى اتجاههم نحو السيارات الاقتصادية سواء من حيث السعر أو السعة اللترية، ونحو السيارات المستعملة بشكل كبير.
أضاف أن سوق السيارات أصبح أكثر اعتمادا على المشروعات التى تنفذها الدولة، والتى تحتاج إلى سيارات جديدة سواء لتنقل الأفراد ومجموعات العمل أو لنقل المعدات والخامات وغيرها.
وقال منتصر زيتون عضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، رئيس مجلس إدارة شركة الزيتون اوتو مول لتجارة السيارات، إن مبيعات السيارات تشهد الفترة الحالية ركودا كبيرا مقارنة بمبيعات ما قبل “كورونا”.
وكشف أن قرار الحكومة، التعايش مع الفيروس الفترة المقبلة وفتح الأسواق من جديد، لم يؤثر بالإيجاب على سوق السيارات نظرا لحالة الحذر التي تسيطر على العميل وخوفه من اتخاذ قرار شراء سيارة وضياع السيولة التي يملكها، أو خوفا من الظروف التى قد تحدث.. فأصبح التفكير بالكامل متوجها نحو الأولويات الصحية والحفاظ على حياته وليس شراء سيارة.
زيتون: حالة الحذر تسيطر على الجميع خوفا من ضياع السيولة
أضاف زيتون أن قليلاً من العملاء يتجهون لشراء سيارة، وهم الأكثر احتياجا لها، مشيرا إلى أن فئة العاملين بالخارج كانوا يمثلون نسبة كبيرة فى شراء السيارات الجديدة.. لكن مع انتشار الفيروس الكثير منهم لم يستطع العودة الى مصر والبعض الآخر يفضل الجلوس فى المنزل حتى لا يصاب بالفيروس.
وأوضح أن عروض تخفيضات الأسعار التي تم إطلاقها خلال شهر رمضان من جانب الوكلاء، جاءت لتنشيط حركة المبيعات. والعديد من الشركات ستقدم عروضا الفترة المقبلة للتخلص من مخزون الموديلات القديمة، خصوصا أن العديد من التجار قاموا بتخفيض هامش ربحهم أو استغنوا عن أرباحهم بالكامل لكى يتخلصوا من المخزون ويوفروا سيولة كافية لهم.
ولفت إلى أن جميع التجار والموزعين، قلصوا الحصص الخاصة بهم هذه الفترة لقلة المبيعات.
أكد عضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن المعارض تعمل بالطاقة الإنتاجية الكاملة مع تخفيض المرتبات فى بعض المعارض مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة العمال.
قال زيتون، إن التدابير الاحترازية للوقاية من “كورونا” ألزمت معارض السيارات، بالعمل خلال ساعات النهار بعد أن كانت تعمل في الأوقات المسائية نظرًا لفرض حظر التجوال من الساعة الخامسة، مما أثر بالسلب على مبيعات السيارات الفترة الحالية، إذ تراجعت بنسبة 80% مقارنة بالأعوام السابقة نظرا لضيق الوقت لدى المستهلك للنزول لشراء سيارة.
وطالب بتعديل مواعيد إغلاق المحال حتى الثامنة مساء .
واتفق أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات، في أن التعايش مع فيروس كورونا لن يؤثر بالإيجاب على مبيعات السيارات الفترة المقبلة، نظراً لصعوبة اتخاذ المستهلك قرار الشراء فى ظل الظروف السائدة، لاسيما أن ثمن السيارة ليس بسيطا .. ودائما الإنسان يهاب المجهول.. فلابد من التحوط، بخلاف مخاوف العملاء من النزول للشارع وزيارة المعارض فى ظل جائحة كورونا .
أشار أبو المجد إلى صعوبة عمل المعارض بكامل طاقتها الإنتاجية الفترة المقبلة، نظرا لحظر التجوال، مما يستدعي العمل بنصف الطاقة الإنتاجية.
أبو المجد: العروض والتخفيضات لم تأت بالنتائج المرجوة حتى الآن
وكشف أن مصانع السيارات حول العالم، تعمل بنصف طاقتها، مما قد ينتج عنه نقص كبير في معروض السيارات الفترة المقبلة، لافتا إلى أن كافة المعارض تتجه نحو العديد من الإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة العاملين والعملاء أيضا.
وعقدت رابطة تجار القاهرة، اتفاقًا مع إحدى الشركات المتخصصة لتعقيم وتطهير المعارض بأسعار مخفضة.
أكد أبو المجد، أن العروض والتخفيضات والخطط التسويقية التى أقرها الوكلاء والتجار فى النصف الثاني من رمضان، لم تأت بالهدف المرجو منها، مؤكدا على تجمد المبيعات فى هذه الفترة وعدم تواجد أى من العملاء داخل المعارض هذه الفترة.
ويطالب رئيس رابطة تجار السيارات في مصر، الدولة بالتخفيف من الإجراءات الخاصة بتراخيص المعارض نظراً لما حدث فى الآونة الأخيرة من تشميع بعض المعارض غير المقننة.
وقال محمود حماد، رئيس قطاع السيارات المستعملة برابطة تجار السيارات، إن ارتفاع الطلب على السيارات المستعملة الفترة الحالية، نظرا لحاجة المستهلك للسيارات الأقل سعرا لتجنب المواصلات العامة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، مؤكدا على ثبات الأسعار السيارات المستعملة واستحالة تراجع أسعارها مرة أخرى.
ورجح ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بنسبة 10% الفترة المقبلة، نظرًا لزيادة الطلب عليها وقلة المعروض منها بعد تراجع أسعارها بنسبة 20% قبل ظهور أزمة كورونا.
لفت حماد إلى أن وقف العمل فى سوق السيارات المستعملة المعروف بسوق سيارات العاشر أو ”سوق سيارات مدينة نصر” أثر سلبا على حركة البيع و الشراء الفترة الماضية وتسبب فى تراجع المبيعات بنسبة 50% .
وتوقع إعادة فتح السوق مطلع يوليو المقبل، ليعود مجددًا ويفتح أبوابه للجماهير يومي الأحد والجمعة مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي طبقتها الدولة .
كتبت: زمزم مصطفى