لم يكن محسن عادل شيخاً، إلا أنه كان صاحب أقصر طريق إلى محبة الله مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم»، فكم نفع الله به غيره وكم قضى من حوائج الناس وأحسبه من أولياء الله.
أمير الشعراء أحمد شوقى، ذكره الشيخ المراغى بـ «مولانا شوقى»، بعد رؤيا رآها لرسول الله فى المنام، يشكر فيها أحمد شوقى على قصيدته فى مدح الرسول «ولد الهدى»، فنال بمدحه للنبى لقب أمير الشعراء لبيتين قالهما «فإذا عفوت فقادر ومقدر لا يستهين بعفوك الجهلاء… وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان فى الدنيا هم الرحماء».
فلعل ما بلغه شوقى لم ينله غيره من أصحاب العلوم، ولعل ما ناله محسن عادل لم ينله غيره فى إجماع أبكى من لم يعرفه ويتعامل معه حتى من كان يقف على قبره من العاملين على دفن الموتى.
ولعله من الآمنين يوم القيامة مصداقاً لقول النبى «من سعى فى قضاء حوائج الناس أولئك من الآمنين يوم القيامة»، والسعى فى قضاء حوائج الناس لا يتوقف على المنح فقط، ولكن نفع الناس بالعلم، والرأى، والنصيحة، والنفع بالمشورة، والنفع بالمبادرة والقيادة حين يتكاسل البعض.
ولعل فى حياته عبرة وبعد مماته، وإنى لأحسب أن ابنه عادل سيكون أفضل حالاً من أبيه رحمة الله عليه مصداقاً لقول الله عز وجل «وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا».
بقلم: عوني عبد العزيز
رئيس شركة وديان لتداول الأوراق المالية








