ارتفاع النمو السنوى لجملة إيرادات أجهزة الموازنة العامة 15.5% لتصل 287 مليار جنيه
زيادة الإيرادات الضريبية بنحو 11.7% لتحقق حوالى 214 مليار جنيه
مدبولى: تكليف أعضاء المجموعة الاقتصادية بدراسة برنامج الإصلاحات الهيكلية وطرح ملاحظاتهم لإعلان البرنامج فى مؤتمر صحفى
وزير المالية: استمرار تحقيق مؤشرات مالية جيدة ومتوازنة رغم التداعيات السلبية لأزمة كورونا
زيادة مصروفات قطاع الصحة بنحو 6% خلال الأشهر الأربعة
تراجع مصروفات شراء السلع والخدمات 20% التزاماً بترشيد الإنفاق
زيادة مصروفات استثمارات أجهزة الموازنة 73% لتصل إلى 70.7 مليار جنيه
حققت الموازنة العامة فائضاً أوليا قدره 5.2 مليار جنيه، بنسبة 0.1% من الناتج المحلى الإجمالى، خلال الفترة من يوليو وحتى أكتوبر 2021.
وترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية؛ لمناقشة عدد من الملفات المهمة، وكذا استعراض الأداء المالى عن الفترة من يوليو – أكتوبر من العام المالى الحالى 2020 – 2021، واستعراض أهم ملامح برنامج الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصرى.
وأكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن البيانات المالية للأشهر الأربعة الأولى من العام المالى الحالى “يوليو – أكتوبر 2020” تشير إلى استمرار تحقيق مؤشرات مالية جيدة ومتوازنة، رغم التداعيات السلبية لأزمة جائحة كورونا على النشاط الاقتصادى بالسوقين المحلى والعالمى.
وقال إن الموازنة العامة حققت فائضاً أوليا قدره 5.2 مليار جنيه، بنسبة 0.1% من الناتج المحلى الإجمالى، مقابل فائض أولى قدره 14.7 مليار جنيه بنسبة 0.3% من الناتج المحلى خلال الفترة نفسها من العام السابق.
أضاف أن قيمة العجز الكلى للموازنة العامة بلغت نحو 171 مليار جنيه، بنسبة 2.6% من الناتج المحلى، مقابل عجز كلى بلغت قيمته 180 مليار جنيه بنسبة 3.1% من الناتج المحلى خلال نفس الفترة من العام السابق.
وأشار معيط إلى أن التقديرات المالية المُحققة للموازنة العامة تؤكد قدرة الدولة على التعامل مع تداعيات جائحة كورونا، لافتا فى هذا الصدد إلى أنه تم إتاحة تمويل إضافى لبرامج مساندة القطاعات الأكثر تضررا، والفئات الأكثر ضعفا بشكل أسهم فى الحفاظ على استقرار المؤشرات المالية، كما أن هذه النتائج تحققت بالتوازى مع تلبية كافة احتياجات قطاع الصحة.
وعرض أحمد كجوك، نائب وزير المالية للسياسات المالية، أهم تطورات الأداء المالى لهذه الفترة، مشيراً إلى ارتفاع معدل النمو السنوى لجملة إيرادات أجهزة الموازنة العامة بنحو 15.5% خلال يوليو – أكتوبر من العام المالى 2020-2021 لتحقق نحو 287 مليار جنيه مقابل نحو 249 مليار جنيه خلال الفترة المماثلة من العام السابق.
وأشار إلى ارتفاع جملة الإيرادات الضريبية بنحو 11.7% خلال هذه الفترة لتحقق حوالى 214 مليار جنيه، مقارنة بحوالى 191 مليار جنيه خلال الفترة نفسها من العام المالى السابق، كما ارتفعت المصروفات لتحقق 455.2 مليار جنيه خلال هذه الفترة، مقارنة بـ427 مليار جنيه خلال العام السابق، وهو ما يمثل زيادة سنوية قدرها 7%، وذلك يرجع لزيادة مخصصات الاستثمارات الحكومية بهدف دفع النشاط الاقتصادي، وتحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للمواطنين، وكذلك فى ضوء توفير كافة مخصصات الدعم وبرامج الحماية الاجتماعية.
كما تم الإنفاق على قطاعات الصحة والتعليم بشكل جيد، حيث شهدت مصروفات قطاع الصحة زيادة بنحو 6% خلال الأشهر الأربعة؛ بهدف تمويل كافة احتياجات قطاع الصحة للتعامل مع جائحة كورونا، بالإضافة إلى تمويل زيادة مخصصات العلاج لغير القادرين على نفقة الدولة والتأمين الصحي، وكذلك الاستمرار فى دعم ومساندة المبادرات فى مجال الصحة مثل مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي، ومبادرة القضاء على قوائم الانتظار، ورفع كفاءة المستشفيات، وتوفير الأدوية والأمصال، وغيرها من بنود الإنفاق على مجال الصحة.
كما شهدت هذه الفترة زيادة فاتورة باب الأجور وتعويضات العاملين بنحو 8.2% مقارنة بالمنصرف فى العام السابق، وتراجعت مصروفات باب شراء السلع والخدمات بنحو 20%، وذلك فى ضوء الالتزام بتنفيذ إجراءات ترشيد الإنفاق، كما ارتفعت مخصصات باب الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية بنحو 56% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام المالى الحالي.
وفى الوقت نفسه، زادت مصروفات استثمارات أجهزة الموازنة بنحو 73% خلال هذه الأشهر لتصل جملة استثمارات الأجهزة إلى 70.7 مليار جنيه مقابل 41 مليار جنيه فى العام السابق، ومقابل 14 مليارا فى الفترة من يوليو – أكتوبر 2017.
كما تم، خلال اجتماع المجموعة الاقتصادية، استعراض الإجراءات قصيرة ومتوسطة المدى، ضمن برنامج الإصلاحات الهيكلية ذات الأولوية للاقتصاد المصرى، حيث أوضحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن برنامج الإصلاحات الهيكلية هو برنامج وطنى تم إعداده باتباع النهج التشاركي، الذى تتبناه الدولة المصرية، وشاركت فيه مؤسسات الدولة؛ العامة، والخاصة، والمجتمع المدنى.
وأشارت إلى أن هذا البرنامج يعتبر المرحلة الثانية من البرنامج الوطنى للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الذى بدأته الدولة فى نوفمبر 2016، ويستهدف للمرة الأولى القطاع الحقيقى بإصلاحات هيكلية جادة وهادفة.
وقالت وزيرة التخطيط: يعد برنامج الإصلاحات الهيكلية كذلك إحدى الركائز الأساسية لمواجهة التحولات الجذرية التى طرأت مؤخراً على الاقتصاد العالمى والمصرى جرّاء جائحة كورونا.
وأشارت إلى أن هذه التحولات ستمّكن مصر من الاستفادة من الوضع القائم فى مرحلة ما بعد الأزمة، مؤكدة أن الإصلاحات الهيكلية بدورها تسهم فى زيادة مرونة الاقتصاد المصري، ورفع قدرة الاقتصاد على امتصاص الصدمات الخارجية والداخلية، فضلاً عن تحويل مسار الاقتصاد إلى اقتصاد إنتاجى يتمتع بمزايا تنافسية، مما يدعم قدرته على النمو المتوازن والمستدام.
وأضافت الوزيرة: حرصاً على اتباع النهج التشاركى فى تعزيز النمو الشامل والمستدام، تسعى الوزارة ولا تزال لإشراك كافة المعنيين بالإصلاحات الهيكلية من الخبراء والمتخصصين فى القطاع الخاص ومجتمع الأعمال، إلى جانب كافة الوزارات والجهات والهيئات المعنية، وذلك لضمان شمول واحتوائية البرنامج.
وأوضحت أن الوزارة قامت بوضع خطة عمل تنفيذية لبرنامج الإصلاحات الهيكلية تضمنت خمس مراحل رئيسية بداية من شهر نوفمبر 2019 حتى سبتمبر 2020.
وأشارت إلى أن الوزارة عقدت فى هذا الإطار ما يزيد عن 7 جلسات عمل ولقاءات حوارية مع المعنيين والخبراء، كما تمت الاستعانة بالخبرات والاستشارات الفنية الدولية من خلال اثنتين من المؤسسات الدولية الكبرى العاملة فى هذا المجال؛ وذلك من أجل استهداف سياسات الإصلاحات الهيكلية ذات الأولوية للقطاع الحقيقى.
وأضافت أنه تم إجراء ما يزيد عن 25 لقاء مفصلا مع خبراء الصناعة والمتخصصين والأكاديميين فى المحاور المختلفة للبرنامج من ناحية، إلى جانب عقد 20 اجتماعا مع الوزارات والهيئات المعنية ببرنامج الإصلاحات الهيكلية، كما تلقت الوزارة عددا من المقترحات فى هذا الشأن من اتحاد الصناعات، واتحاد الغرف التجارية، ومجالس الأعمال المختلفة، والتى تعكس أولويات واحتياجات مجتمع الأعمال لأخذها فى الاعتبار فى برنامج الإصلاحات الهيكلية.
كما أكدت وزيرة التخطيط أنه تم تحديد 6 محاور للإصلاحات الهيكلية ومستهدفاتها، منها محوران أساسيان، وهما: تنمية بيئة الأعمال ودور القطاع الخاص، وإعادة هيكلة الاقتصاد المصرى بالتركيز على قطاعات الاقتصاد الحقيقي، إلى جانب 4 محاور مُكملة، وهي: مرونة سوق العمل ورفع كفاءة التدريب المهني، وتنمية رأس المال البشري، وتحقيق الشمول المالى وإتاحة التمويل، فضلاً عن رفع كفاءة المؤسسات العامة وتحقيق الحوكمة.
وفى ضوء ذلك، تحدثت الوزيرة عن الإصلاحات الهيكلية قصيرة المدى، التى تمتد حتى 18 شهراً، فيما يتعلق بمحور بيئة الأعمال وتنمية دور القطاع الخاص.
وأشارت إلى أن هذا المحور يستهدف تطوير الإطار التنفيذى وتيسير الإجراءات الاستثمارية، وخلق بيئة داعمة للمنافسة، وكذا تنظيم شراكة القطاع الخاص وتفعيل دوره، إلى جانب تسهيل وتطوير حركة التجارة وإزالة القيود المعرقلة، فضلاً عن خلق بيئة صحية نظيفة والمحافظة على الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وحددت الوزيرة وفق خطة الاصلاحات الهيكلية الوزارات والجهات المعنية التى ستقوم بتنفيذ هذه الأهداف من خلال إجراءات ستقوم بها كل جهة.
وفيما يتعلق بمحور إعادة هيكلة الاقتصاد المصرى بالتركيز على قطاعات الاقتصاد الحقيقي، ضمن الإصلاحات قصيرة المدى ذات الأولوية، نوهت الوزيرة إلى أنها تستهدف توطين وتعميق قطاع الصناعة وزيادة التنافسية المحلية والدولية، وذلك من أجل زيادة مساهمة القطاع الصناعى فى الناتج المحلي، وزيادة تنافسية صادراته، وتوليد فرص عمل جديدة ورفع كفاءة التدريب وتشجيع ريادة الأعمال، وخلق صناعات كبرى داعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما تضمنت الأهداف الحفاظ على الأمن المائى والغذائى وزيادة تنافسية المنتجات والمحاصيل الزراعية، عبر زيادة القيمة المضافة للقطاع الزراعى ومساهمته فى الناتج المحلي، فضلاً عن زيادة صادرات المحاصيل والصناعات الزراعية، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة إيرادات المزارعين، وضمان تحقيق واستدامة الأمن الغذائى والمائى.
بجانب توطين وتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال رفع قدرة هذا القطاع على خلق فرص عمل، والإسراع فى اعتماد التكنولوجيا فى القطاعات ذات الأولوية، وتنمية القدرة التصديرية للقطاع، ويتوازى مع ذلك التركيز على قطاع الخدمات اللوجستية لمساندة مختلف القطاعات، والاستمرار فى الإجراءات الداعمة لقطاعات السياحة والتشييد والبناء.
واستكملت الدكتورة ندى مسعود، مستشار وزيرة التخطيط، استعراض المحاور الأخرى من برنامج الإصلاحات الهيكلية، وجميعها من الإصلاحات ذات الأولوية، موضحة أنه فيما يتعلق بالمحور الثالث المتعلق بمرونة سوق العمل وكفاءة التدريب المهني، فيستهدف رفع كفاءة التدريب المهنى والفنى والتكنولوجي، وكذلك دعم تمكين المرأة والشباب وذوى المهارات الخاصة، فضلاً عن توفير الحماية من البطالة.
أما المحور الرابع، وهو تنمية رأس المال البشرى فى مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، فيستهدف رفع كفاءة الخدمات الصحية وتوسيع نطاقها، ورفع كفاءة تنظيم الأسرة لمواجهة النمو المرتفع للتعداد السكاني، وكذلك رفع كفاءة النظم التعليمية، مع تحسين استهداف دعم الغذاء وتوحيد التحويلات النقدية تحت مظلة واحدة، ويهدف المحور الخامس إلى إتاحة التمويل، ويستهدف تعزيز الشمول المالي، وزيادة فرص التمويل المتاحة لشركات القطاع الخاص، وتنشيط سوق المال.
ويتعلق المحور السادس الخاص بكفاءة المؤسسات العامة والحوكمة، ويستهدف تعزيز الإصلاح الإدارى والمؤسسي، وتمكين وحدات الإدارة المحلية وتعزيز قدرتها، إلى جانب حوكمة أداء الشركات المملوكة للدولة وتعزيز دور القطاع الخاص.
وأشارت مسعود إلى أن الخطوات التنفيذية التى تتم فى برنامج الإصلاحات الهيكلية سيتبعها إجراءات حوكمة هذا البرنامج، من خلال إنشاء لجنة عليا لمتابعة تنفيذ تلك الإصلاحات, على أن تتم المتابعة والتقييم عبر متابعة نتائج مؤشرات قياس الأداء، وذلك بهدف رصد التحديات والعوائق التى تحول دون تنفيذ الإصلاحات؛ مما يسهم فى تسريع وتيرة التنفيذ، علاوة على رصد التقـدم نحو تحقيق أهداف محاور الإصلاحات الهيكلية؛ مما يدعم معايير الشفافية والتواصل المجتمعي، وتحديـد مسـتهدفات كميـة يتـم تحقيقهـا على مدار السنوات الثلاث القادمة، أخــذاً فى الاعتبـار الفـرص والتحديات علـى النحو الذى يحقـق أهداف التنمية المستدامة.
وكلف رئيس الوزراء أعضاء المجموعة الاقتصادية بدراسة برنامج الإصلاحات الهيكلية، وتدوين ملاحظاتهم عليه، تمهيدا لمناقشتها، وإعلان البرنامج فى مؤتمر صحفى يتم عقده خلال الفترة المقبلة.