شعر محبو كرة القدم المصريون بسعادة غامرة عند سماع دخول مصر قائمة الدول المرشحة لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية (AFCON) رقم 23 لعام 2019، حيث منعت المخاوف الأمنية دولة الكاميرون من استضافة هذا الحدث وقامت مصر أخيرًا بانتزاع الفرصة من دولة جنوب أفريقيا فيما يخص حقوق الاستضافة الجديدة.
استضافت مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية 4 مرات سابقًا في الأعوام 1959 و 1975 و 1986 ومؤخرًا في عام 2006. إضافة إلى ذلك، فاز منتخب مصر بهذه البطولة 5 مرات من أصل 22 مما جعل له تاريخًا في هذه المنافسة وكان المحبون متلهفين لمشاهدة منتخبهم في قلب الحدث.
استعدت مصر على أكمل وجه لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019
قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلزام الدولة الجديدة التي ستستضيف البطولة بتوفير 6 ملاعب مجهزة على الأقل بدلًا من 4 ملاعب كما هو معتاد، وكانت مصر مستعدة وجاهزة لتلبية كل متطلبات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. في ضوء ذلك، استهدفت عملية استضافة البطولة كذلك تحقيق الانتعاش المطلوب بشدة لتعزيز الاقتصاد المصري.
بدايةً، قد تكون حصلت مصر باعتبارها الدولة المضيفة لبطولة كأس الأمم الأفريقية على 20% من إجمالي إيرادات التذاكر المباعة بالإضافة إلى خُمس إجمالي إيرادات حقوق البث والإعلانات داخل الملاعب وما شابه ذلك. وفقًا لتصريحات رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أحمد أحمد، تخطت إيرادات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 المُقامة في مصر بدرجة كبيرة الإيرادات الخاصة بالبطولة المُقامة في دولة غينيا الاستوائية ودولة الغابون عامي 2015 و 2017 على التوالي، كما حصلت قنوات التليفزيون المحلية المصرية على حقوق بث كل مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 وبأسعار حصرية أيضًا.
وفقًا لتصريحات الخبير في التشريعات الاقتصادية وليد جاب الله، خصصت الدولة ما يقرب من 25 مليون دولار لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019. ومع ذلك، صرّح مركز المعلومات لرئاسة مجلس الوزراء المصري أن الدولة صرفت 9 مليار جنيه مصري من موازنة الدولة لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019. اضطر مركز المعلومات لنفي هذه الادعاءات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مصر وتسببت في غضب الكثيرين من خارج دائرة الألعاب الرياضية.
عوضًا عن ذلك، صرّحت وزارة الشباب والرياضة المصرية أن ميزانية الدولة الإجمالية ممولة من اتفاقيات الرعاية البالغ عددها الإجمالي 32 وتم التشديد على أن اتفاقيات الرعاية ستغطي كل التكاليف المطلوبة ولن تكون هناك حاجة لتحمل أي أعباء مالية ناتجة عن استضافة هذا الحدث.
إضافة إلى ذلك، أعربت الدولة عن توقعاتها لتحصيل إيرادات قدرها 20 مليون لإنعاش الاقتصاد على صعيد قطاع السياحة فقط. توقعت الدولة استقبال 700,000 زائر من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال البطولة مما سيؤدي إلى تحقيق طموحات الدولة فيما يخص رفع معدلات إشغال الفنادق وأماكن الإقامة ذاتية الخدمة بنسبة كبيرة تصل إلى 80%.
من المرجح أيضًا أن يكون هذا الحدث قد ساهم في زيادة الإيرادات من شركات المراهنات الرياضية. ووفقًا لموقع المراهنات العربية Arabian Betting، تمتلك مصر أكبر عدد من شركات ألعاب المراهنات بين كل الدول العربية ويشمل ذلك أيضًا وكلاء المراهنات وألعاب اليانصيب والكازينوهات على نطاق واسع. يستطيع المحبون القادمون من خارج الدولة لحضور بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر المراهنة على المباريات بكل سهولة وسلاسة بشرط عدم المراهنة بالجنيه المصري.
أنجح بطولة لكأس الأمم الأفريقية من الناحية الاقتصادية على مدار العقد الماضي
وفقًا لتصريحات أحمد أحمد، تخطت الإيرادات الإجمالية التي حصلت عليها مصر من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 مبلغ 83 مليون دولار. حصلت مدن أخرى أيضًا خارج العاصمة “مدينة القاهرة” على نصيب من الإيرادات المحققة على الرغم من كونها المحور المركزي للعديد من الألعاب الجماعية والمنافسات الحادة. إضافة إلى ذلك، استفادت كثيرًا مدينة الإسكندرية ومدينة الإسماعيلية ومدينة السويس من استضافة مباريات البطولة وعدد أكبر من السائحين في المنطقة.
بعيدًا عن الاستفادة الاقتصادية من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، أكدت وزارة الشباب والرياضة المصرية أن حدث البطولة كان أيضًا بصيص أمل لتمكين الدولة من تحسين صورتها أمام العالم الخارجي فيما يتعلق بالاستقرار السياسي والإجراءات الأمنية المحكمة. حققت بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 نجاحًا باهرًا مما جعل مصر تستهدف استضافة المزيد من أحداث كرة القدم الرئيسية في الآونة الأخيرة.
قدّم الاتحاد المصري لكرة القدم طلبًا لاستضافة نهائيات بطولة دوري أبطال أفريقيا 2021 بالإضافة إلى كأس الأمم الأفريقية للشباب تحت 20 سنة لعام 2023. يتزامن ذلك أيضًا مع التحسن الملحوظ في كرة القدم المصرية ووجود نادي الأهلي ونادي الزمالك في مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا. من جهة أخرى، يعمل اللاعبون البارزون من أبناء مصر مثل اللاعب محمد صلاح على رفع راية بلادهم في الخارج حيث تتخطى قيمته حاليًا أكبر تكاليف انتقال حتى الآن على مدار العقد الماضي.