«عبدالهادى»: يجب مراجعة تعاقدات المشروعات القومية بشكل دورى
«محمود»: توجيه كامل إنتاج «القابضة للبتروكيماويات» إلى السوق المحلى
«بشاى»: التجار يشترطون السداد «كاش»
تضاعفت أسعار خامات مواسير البنية التحتية بنسبة تجاوزت 100% خلال 6 أشهر، وهى فى زيادات مستمرة لم تتوقف حتى هذه اللحظة، ما أصاب السوق بحالة من الارتباك فى التسعير.
وتسببت هذه الزيادة فى إلحاق الضرر بالشركات التى لديها تعاقدات بكميات ضخمة للمشروعات الإنشائية الكبرى، وهى تطالب بمراجعة دورية لأسعار التعاقدات وفقاً للسعر العالمى والاسترشاد بالشركات المحلية المنتجة للخامة.
قال المهندس نادر عبدالهادى، عضو شعبة البلاستيك بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إنَّ أسعار البلاستيك الذى يدخل فى صناعة المواسير والأدوات الصحية التى تدخل فى البنية التحتية ارتفعت بنسبة تجاوزت 100% فى خامات الـ(PVC).
أضاف أن خامات الـ(PVC) كان سعرها يسجل نحو 16 ألف جنيه للطن فى سبتمبر الماضى، ارتفع حاليًا إلى 38 ألف جنيه.
لفت إلى أن زيادة أسعار الخامات، انعكست على ارتفاع أسعار المنتجات فى السوق بنسب تتراوح بين 70 و80% خلال الفترة الأخيرة وجاءت تدريجياً مع الزيادات المستمرة فى الخامات وثبات أسعار الطاقة وباقى مدخلات الصناعة.
وتابع: «صعود أسعار الخامات أجبر المصانع على زيادة أسعار منتجاتها خلال الفترة الماضية. وهذه الارتفاعات تسببت فى إلحاق الضرر بالشركات التى لديها تعاقدات بكميات ضخمة للمشروعات الإنشائية الكبرى».
أكد «عبدالهادى»، أهمية أن تكون هناك مرونة فى مراجعة الأسعار بصفة دورية مع التعاقدات الجديدة فى مشروع تطوير القرى خلال الفترة المقبلة، فى ظل ارتفاع أسعار الخامات المستمر وعدم استقرارها.
وقال إنَّ الخامات يتم استيرادها من الخارج بأسعارها العالمية، كما أن الخامات المحلية المتوافرة فى السوق، يتم تسعيرها هى الأخرى وفقاً للأسعار العالمية.
واقترح أن يتم الاسترشاد بأسعار الشركات المنتجة للخامات المحلية عند مراجعة الأسعار فى التعاقدات مع الشركات فى المشروعات القومية، خصوصاً أن الشركات المنتجة للخامات مملوكة للدولة.
وكشف أن المبيعات أصيبت بصدمة فى بداية الارتفاعات الكبيرة فى السعر، لكنها عاودت حركتها الطبيعية مرة أخرى؛ لتلبية احتياجات السوق واستكمال المشروعات الإنشائية.
أضاف أن الشركات تسعر منتجاتها حالياً أسبوعياً فى ظل الارتفاع المستمر، إذ لا تقدر الشركات الصغيرة على تخزين كميات ضخمة من الخامات وتقتصر على تخزين خامات تكفى أسبوع أو اثنين، مقارنة بثبات الأسعار خلال السنوات الماضية وعدم تحركها إلا بعد سنة، وقد تصل إلى الاستقرار لمدة 3 سنوات لو حدثت تغيرات طفيفة.
وتابع: «منذ أسبوعين فقط ارتفع سعر طن الخامات بنحو 6 آلاف جنيه فى خامات البولى إيثيلين، وما زال فى زيادة.. وهذا يدخل فى صناعة الأكياس البلاستيكية. كما ارتفعت أسعار خامات البروبيلين الذى يدخل فى صناعة مواسير المياه البلاستيكية التى تدخل للمنازل، كما يستخدم فى صناعة الكراسى وبعض الأدوات المنزلية.
وقال سمير محمود، رئيس مجلس الإدارة شركة التقوى بيور للاستيراد والتصدير والصناعات البلاستيكية، (المتخصصة فى صناعة الأدوات الصحية) إن السوق يعانى حالياً ارتفاعاً ملحوظاً فى أسعار الخامات؛ بسبب تغيرات عالمية مثل انتهاء أجازات الصين وعودتها للإنتاج ومحاولات لتعويض خسائر جائحة كورونا من قبل وشركات البتروكيماويات.
وأضاف أن صناعة الأدوات الصحية تواجه مشكلة كبيرة فى الوقت الحالى؛ بسبب ارتفاع أسعار الخامات بالتوازى مع زيادة أسعار النولون بنسب وصلت إلى نحو 300%.
وتابع: «أسعار الخامات ارتفعت كثيراً.. فمثلاً البى فى سى قفزت من 800 دولار للطن إلى نحو 1800 دولار. أما البولى بروبلين فارتفع من 1100 دولار إلى 1800 دولار للطن، وهى أسعار مرشحة للزيادة طوال الشهرين المقبلين».
وذكر أن أسعار الخامات ستنعكس بصورة مباشرة على المنتجات النهائية، إذ زادت الأسعار بنسبة 30%، مع توقعات باستمرارية الزيادة خلال الفترة المقبلة، ولكن تبقى هناك مشكلة أن المستهلك لم يعد يتحمل تلك الزيادة، ما خلق حالة ركود شديدة فى السوق.
وطالب «محمود»، الشركة القابضة للبتروكيماويات بوقف تصدير خامات البلاستيك لفترة محددة، إذ إنه رغم ارتفاع سعرها إلا أنها غير متوافرة وهو ما يهدد استمرارية المصانع المعتمدة على البلاستيك عموماً.
وقال متى بشاي، رئيس شعبة الأدوات الصحية بغرفة القاهرة التجارية، إنَّ ارتفاع أسعار الخامات تسبب فى ارتفاع أسعار المنتجات النهائية بنحو 30%، مع التوقعات باستمرارية الزيادة حتى مايو المقبل.
أضاف «بشاى»، أنه رغم ارتفاع أسعار الخامات إلا أنها غير متوفرة أيضاً، وحتى وإن توفرت يشترط تجار الخامات تسديد سعرها «كاش» كشرط للتسليم.