فى يوم 18 مارس من كل عام يتم الاحتفال بيوم الطبيب المصري، وهو الحدث المرتبط بتأسيس اول مدرسة للطب الحديث في الشرق الأوسط وأفريقيا، شيدها محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، بمنطقة أبو زعبل فى نفس اليوم من عام 1827، ويأتي الاحتفال بيوم الطبيب المصري هذا العام للمرة الثانية على التوالي في أجواء مختلفة يعيشها أطباء مصر، لخوضهم معركة قوية ضد فيروس كورونا.
وشهدت السنة الماضية وحتى الآن دور وطني للأطباء في مواجهة الفيروس الذي أصاب الملايين حول العالم، وسجل الأطباء الكثير من القصص البطولية لأطباء مصر في هذه الأزمة، وكانت ولازالت محل اشادة من الجميع، الذين أكدوا ان الاطباء هم جيش مصر الأبيض لأداء واجبهم المهني داخل المستشفيات بمختلف محافظات مصر.
وقدم أعضاء الفريق الطبي، من أطباء وتمريض وصيادلة والمعاونون لهم، الكثير من التضحيات، لاسيما وأنهم كانوا في خط الدفاع الأول عن صحة المصريين، في مواجهة جائحة كورونا، وأدرك العالم أهمية دوره في حماية المجتمع، وأهمية معركته وأهمية الاهتمام بالكادر الطبي والتمريضي والفني، فلم يعد الأطباء جنوداً مجهولين يعملون بصمت، بل أصبحوا جنود أساسيون في معركة العصر الجديد، يستحقون وقفة شكر واحترام وامتنان وهو ما نال تقدير القيادة السياسية، وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي الشكر المتكرر لهم، وإعلانه عن قرار لزيادة بدل المهن الطبية لأعضاء الفريق الطبي كافة، وطبق منذ شهر يوليو الماضي، بالإضافة إلى الإعلان عن إنشاء صندوق للمخاطر.
وحظت الأطقم الطبية بدعم ومساندة شاملة سواء من الحكومة او القطاع الخاص او مؤسسات المجتمع المدنى والمواطنين انفسهم، فتلاحظ خلال الفترة الماضية اهتمام حكومي بشكل مادى ومعنوي لكافة الاطقم الطبية بكافة المنشآت الطبية التابعة لوزارة الصحة، والتي كان آخرها إطلاق منصة التعليم الإلكتروني للزمالة المصرية، لإتاحة برامج التدريب لكافة الأطباء الملتحقين بالزمالة، بالتزامن مع مرور عام على انطلاق مشروع تطوير الزمالة المصرية وذلك ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للاستثمار في مقدمي الخدمة الصحية الذي أعلنت عنه وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد خلال الشهر الجاري. وأثبت القطاع الخاص أيضًا جهوده ودوره في دعم الأطقم الطبية خلال الفترة الماضية وعملت بعض المؤسسات بشكل مكثف أكثر على فهم وتقييم مدى رضاء أصحاب السترات البيضاء على الجهات العاملين بها فقد نشرت مجموعة مستشفيات كليوبترا خلال شهر مارس الجاري نتائج جهودها في الوقوف على احتياجات ومقترحات أطقمها الطبية للعمل على تحسين الخدمة المقدمة.
ورصد التقرير نتائج استبيان شارك فيه 1100 طبيب من العاملين في سبع مستشفيات مختلفة تابعة للمجموعة وذلك لقياس مدى رضاءهم عن إدارة المجموعة خلال عام 2020 والاستماع لمقترحاتهم للارتقاء بالخدمات المختلفة التي تقدمها المجموعة، وشهدت النتائج نسب رضاء قياسية في كافة المجالات والتي كان أهمها 85% نسبة رضاء عام على العمل مع المجموعة و87% نسبة الرضاء عن الخدمات الطبية المُقدمة للمرضى، مما يعزز من ضمان علاقة عادلة ومتوازنة بين الأطباء والمستشفيات من حيث الاستثمار و تعزيز سلامة المرضى وجودة النتائج من خلال توحيد المعايير الطبية.
ولم تكتفي مجموعة مستشفيات كليوباترا بنتائج التقرير التي نشرتها بل أعلنت أيضًا أنها ستعمل مع الأطباء من خلال مجموعات تركيز لفهم بشكل أفضل كيفية تحسين جودة الرعاية والخدمات المُقدمة والوقوف على التقنيات والتكنولوجيا الطبية التي يرى الأطباء الحاجة إلى الاستثمار بها في السنوات القادمة لضمان ريادة المجموعة في تحسين وتطوير جودة الرعاية الطبية ونتائج المرضى في مصر واستمرارها في الطليعة.
لقد كشفت الأزمة عن أهمية الدور الرئيسي للأطباء وشجاعتهم في مواجهة الفيروس، وعدم التهاون في أداء واجبهم المهني، رغم احتمالية انتقال كورونا لهم بحكم التعامل مع الحالات المصابة، وأدركت كافة المؤسسات المجتمعية والحكومية والخاصة هذا الدور بشكل أكبر الذي لم يقتصر على ممارسة الأطباء لعملهم داخل جدران مستشفيات الحجر الصحي فقط، بل حرص البعض على تقديم نصائح وإرشادات طبية للوقاية من انتقال العدوى بفيروس كورونا وتوجيههم رسائل عبر منصات إلكترونية تنصح الأسر المصرية بالبقاء في المنازل، كنوع من الحفاظ على سلامتهم الشخصية، وحماية أطفالهم من الفيروس ورفعهم شعار “أعمل من أجلك، وأنت يجب عليك البقاء في المنزل من أجلنا جميعاً” للتوعية بمخاطر الاختلاط وتأثيره على انتشار فيروس كورونا الجديد.







