أظهرت كوريا الجنوبية وأستراليا كونهما الثنائى الغريب فى الاقتصاد العالمى، مرونة نادرة، حيث تمكنوا من التخفيف من تأثير أزمة «كورونا» بسبب الروابط العميقة مع نمو الصين والمزايا الرئيسية الفريدة التى يتمتعون بها.
ولم يكن التواصل الثنائى واضحا، نظرا لأن كوريا الجنوبية قوة تصنيعية تعتبر العمالة الماهرة بمثابة قوة رئيسية، بينما تستخلص أستراليا ثروة هائلة من الموارد من القارة التى تمتلكها لنفسها.
لكن القاسم المشترك بين البلدين هو تعرضهما للصين، التى تمثل نقطة النهاية لأكثر من %25 من الصادرات الكورية و%43 من الشحنات الأسترالية.
ومع ذلك، فإن الاعتماد لا يفسر كل شيء، خاصة أن الصين تعتبر السوق الأكبر بالنسبة لمعظم الأسواق فى آسيا، بما فى ذلك اليابان، وكان أداء العديد منها سيئا أثناء فترة تفشى الوباء، حسبما ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج».
وهناك ميزة أخرى يشترك فيها البلدين وهى النجاح النسبى فى السيطرة على الوباء.
وقال الخبير الاقتصادى المستقل شاول إسليك: «إنهما ثنائى غريب، إنهما فى نفس المنطقة الزمنية، هذا كل ما فى الأمر، تعتبر كوريا مستورد للسلع ومصدر للسلع المصنعة المتطورة بشكل متزايد».
وأشار إسليك إلى أن الدول لديها واحد من ثلاثة عناصر أساسية تدفع النمو عادة، وتتمثل تلك العناصر فى السكان والمشاركة والإنتاجية، وأستراليا تتمتع بالعنصر الأول وكوريا الثالث.
وقال بارك تشونج-هون، الاقتصادى فى بنك «ستاندرد تشارترد» فى سيول، إن قيم عملة كلا البلدين تميل إلى الارتفاع فى جو من المخاطرة، على الرغم من أن الوون الكورى يتماشى أكثر مع اليوان الصينى.
وجدير بالذكر، أن كوريا هى رابع أكبر شريك تجارى لأستراليا ولديهم اتفاقية تجارة حرة سارية التنفيذ منذ عام 2014.
ووجد تقرير «إرنست آند يونغ»، الذى صدر الشهر الماضى، أن عددا قليلا من الدول تمكن من تحقيق نتائج اقتصادية وصحية إيجابية خلال جائحة «كورونا»، لكن أستراليا وكوريا كانتا ضمن قائمة النخبة التى تضم أيضا الدنمارك ونيوزيلندا.
ويشير بيتر درايسديل، رئيس مكتب شرق آسيا للبحوث الاقتصادية فى الجامعة الوطنية الأسترالية، إلى أن أستراليا وكوريا اختارتا الاستجابة المالية الرئيسية للأزمة المالية العالمية وأزمة «كورونا».
وأوضح أن النقطة الأكثر أهمية هى الاستراتيجيات التى تمتلكها كل دولة وتربطها بزخم النمو فى الصين الذى يبدو أنه سيستمر، فكيف ستبدو الأمور فى هذا المسار وما هو موقف كل بلد عند محاولة التقاط إمكانات النمو طويلة الأمد.








