شهد الأسبوع الماضى توقيع ثالث صفقة استحواذ فى القطاع المصرفى خلال العام الجارى، بعد توصل المجموعة المالية (هيرميس)، وصندوق مصر السيادى إلى اتفاق مع بنك الاستثمار القومى للاستحواذ على بنك الاستثمار العربى.
ووقع تحالف صندوق مصر السيادي والمجموعة المالية هيرميس القابضة اتفاقية للاستحواذ على 76% من أسهم بنك الاستثمار العربى، وستتم العملية من خلال إصدار أسهم زيادة رأس المال إلى 5 مليارات جنيه، على أن تقوم “هيرميس” بالاكتتاب في عدد 423 مليون سهم بقيمة إجمإلية 2.55 مليار جنيه.
بينما سيقوم “مصر السيادى” بالاكتتاب في عدد 207 ملايين سهم من أسهم الزيادة بقيمة إجمالية تبلغ 1.25 مليار جنيه، بسعر 6.03 جنيه للسهم.
وأوضح التحالف أنه بعد تنفيذ زيادة رأس المال ستصبح “هيرميس” أكبر مساهم في بنك الاستثمار العربي بحصة 51%، ويليها “مصر السيادي” بحصة 25%.
وسيحتفظ “بنك الاستثمار القومي” بحصة 24% المتبقية بعد إتمام الاستحواذ على حصة مساهمي الأقلية الحاليين وقبل الانتهاء من إجراءات زيادة رأس المال.
وشهد العام الجارى الإعلان عن صفقتى استحواذ بنك المؤسسة المصرفية العربية على بنك بلوم مصر، وأبوظبى الأول على وحدة بنك عوده اللبنانى فى مصر.
ووافق مجلس الوزراء على صفقة الاستحواذ خلال اجتماعه الأربعاء الماضى، على أن يتم تنفيذ الصفقة بعد استيفاء تلبية عدد من الشروط المسبقة وموافقات الجهات الرقابية المختصة، خلال الربع الثالث من عام 2021.
وتأتي الصفقة، فيما يرى محللو القطاع المالي تأثيرات إيجابية على أنشطة المجموعة المالية هيرميس، اللاعب الكبير فى القطاع المالى غير المصرفى، والتى أصبحت مجموعة مالية متكاملة حالياً بعد إضافة النشاط المصرفى إلى بقية الأنشطة التى تمارسها.
وأشار كريم عوض، الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية (هيرميس)، إلى أن الشراكة ستسهم في تحويل المجموعة إلى منظومة مصرفية شاملة تقدم باقة متكاملة من الخدمات المالية.
وأردف “عوض”، أن الصفقة ستثمر عن دخول المجموعة في مجال الخدمات المصرفية في إطار استراتيجيتها لتنويع باقة المنتجات والخدمات المالية المقدمة.
ويري أبانوب مجدى، نائب رئيس البحوث لقطاع البنوك والمؤسسات المالية بشركة بلتون لتداول الأوراق المالية، أن الصفقة من شأنها أن تعزز نمو الأنشطة المالية غير المصرفية ولكن على المدي الطويل.
وأوضح “مجدى”، أن البنك في حاجة إلى ضخ استثمارات ضخمة للإنفاق الرأسمالي على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لبناء بنية تحتية قوية للبرامج يمكنها تحمل الارتفاع المتوقع في معاملات البنك وعملائه والعمليات المعقدة. بالإضافة إلى ضرورة زيادة شبكة فروع البنك والتي تبلغ 31 فرعاً حالياً، موضحاً أنها خطوة مهمة لجذب قاعدة عملاء التجزئة، والتي تعد مكوناً رئيسياً لقاعدة الودائع المستدامة مع تكلفة ودائع منخفضة.
أضاف: فضلاً عن تعيين موظفين بكفاءة وخبرة كبيرة من بنوك معروفة لإمداد البنك بخبرتهم في أحدث الممارسات المصرفية في جميع خطوط أعمال البنك، متوقعاً أن يؤثر بشكل مؤقت على نسبة التكلفة إلى الدخل لدى البنك.
ويري “مجدى”، أن المساهمين الجدد سيعملون على وضع خطة إعادة هيكلة قوية لتوزيع رأس المال والوقت في فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات لتحقيق أوجه التكامل المنتظر.
وأوضح، أن ذراع التمويل الاستهلاكية ستكون أحد المستفيدين الرئيسيين في حالة دخوله تحت مظلة البنك ما يعزز قيمته العادلة بنحو 65%، فضلاً عن استفادة ذراع التأجير التمويلي أيضاً من دعم البنك، مع توقع نمو حجم محفظة التمويل، وتحقيق ربحية من انخفاض تكلفة التمويل. بالإضافة إلى توفير تمويل منخفض التكلفة للمجموعة المالية هيرميس، كما أن البنك على الجانب الآخر سيستفيد من قاعدة عملاء الشركة خاصة في النشاط المالي غير المصرفي، وفقاً لـ”مجدي”.
بدوره، توقع شريف العتر، محلل القطاع المالي غير المصرفي بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، أن ينمو العائد على حقوق الملكية خلال العامين المقبلين بعد الحصول على عوائد الاستحواذ على البنك.
وقال “العتر”، إن مساهمة منصة الخدمات المالية غير المصرفية بصافي أرباح المجموعة تتخطي نسبة 48% وهي أعلى نسبة مساهمة للمنصة حيث بلغ صافي أرباح المنصة ما يقرب من 148 مليون جنيه، مقابل 8 ملايين جنيه قبل عام.
ولفت، إلى أن هيرميس للحلول التمويلية واصلت نموها خلال الربع الماضي حيث قفزت محفظة التأجير التمويلي بمقدار 39% على أساس سنوي لتصل إلى 5.2 مليار جنيه، في حين ارتفعت محفظة التخصيم لتصل إلى 816 مليون جنيه بنمو 1.5 مرة على أساس سنوي.
وحدد السعر المستهدف لسهم المجموعة خلال 12 شهراً عند 17.7 جنيه للسهم مع توصية بزيادة الأوزان النسبية، موضحاً أن السهم يتداول حالياً بمضاعف ربحية لآخر 12 شهراً يبلغ 7.4 مرة ومضاعف قيمة دفترية يبلغ 0.8 مرة.
وقالت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رئيس مجلس إدارة الصندوق السيادى، إن إنجاز صفقة بنك الاستثمار العربي يعكس الدور الحقيقي لصندوق مصر السيادي في تطوير واستغلال وتعظيم الأصول المملوكة للدولة بشكل أمثل.
وقالت إن ذلك يتماشى مع الهدف الثالث من رؤية مصر 2030 والمتمثل في تحقيق نمو اقتصادى قائم على المعرفة وتحقيق التحول الرقمي ورفع درجة مرونة وتنافسية الاقتصاد، وزيادة معدلات التوظيف وتحسين بيئة الأعمال وتحقيق الشمول المالي.
وأشارت “السعيد”، إلى أن الصفقة تبرز التكامل في الأهداف والرؤى بين مؤسسات الدولة؛ حيث قام الصندوق السيادي بجذب مستثمر من القطاع الخاص للبنك للعمل على تطويره وتعظيم العوائد على أصل من الأصول المملوكة للدولة.
وأكدت “السعيد”، أن هذه الخطوة ستسهم في تحسين المؤشرات المالية والاقتصادية للبنك، ودعم قدرته التنافسية في السوق المصرفي.
وأشارت إلى أن التعاون بين صندوق مصر السيادي وأجهزة الدولة المختلفة، سيجذب استثمارات للاستفادة من محفظته الكبيرة من الأصول والاستثمارات.
وقالت منى ذوالفقار، رئيس مجلس إدارة “المجموعة المالية”، إن الشراكة تهدف لتطوير البنك وتوظيف إمكانات النمو، وتعزيز دوره في دعم جهود الحكومة لتحقيق التحول الرقمي والشمول المالي خلال السنوات المقبلة.
من جانبه، قال أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي للصندوق السيادى، إنَّ الشراكة تستهدف اقتناص الفرص للنمو بالقطاع المصرفي المصرى، تماشياً مع توجه الدولة نحو التوسع في الشمول المالي والوصول لشرائح أوسع من المجتمع.
وأكد أن هذه الصفقة تمثل علامة فارقة في خلق شراكات مع القطاع الخاص، لرفع مساهمته في النمو الاقتصادي وتعظيم العائد على أصول الدولة.
ولفت “سليمان”، إلى أن القطاع المصرفي هو أحد المكونات الأساسية لمحافظ الصناديق السيادية حول العالم، موضحاً أن التوجه الاستراتيجي للبنك سيرتكز على تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة وتطوير القاعدة التكنولوجية.
وأوضح أن صفقة الاستثمار العربي هى أولى نتائج بروتوكول التعاون مع بنك الاستثمار القومي وسيكون هناك المزيد في الفترة المقبلة.
