عادت التجارة الكورية الشمالية مع الصين إلى الحياة مرة أخرى، مما يخفف الضغط على الرئيس كيم جونغ أون الذى تضرر اقتصاد بلاده جراء فرض العقوبات وإغلاق الحدود بسبب جائحة «كورونا».
ويبدو أن ما لا يقل عن 52 سفينة مرتبطة بـ»بيونج يانج» كانت نشطة فى المياه حول كوريا الشمالية والصين فى شهرى أبريل ومايو، بارتفاع من رقم فردى سجل على مدى أسابيع خلال العام الماضى، بحسب بيانات تم تحليلها بواسطة «إن كيه برو»، وهى خدمة معلومات تركز على كوريا الشمالية.
كما أظهرت أحدث البيانات زيادة فى عدد الناقلات التى ترفع علم كوريا الشمالية العاملة فى المنطقة، ما يشير إلى عودة عمليات نقل الوقود الصينية أو مبيعاته إلى بيونج يانج.
ويأتى نشاط الشحن المتزايد فى أعقاب تحذيرات من تفاقم نقص الغذاء والأزمة الاقتصادية فى كوريا الشمالية، فقد أدلى الرئيس كيم خلال العام الماضى باعترافات نادرة بالفشل فى تنمية بلاده.
وقال محللون إن بكين ربما كانت تحافظ على سياسة دعم الاستقرار فى بيونج يانج، التى دامت لأعوام، من خلال تسليم المواد الغذائية والأسمدة والوقود.
وقال جو ميونج هيون، الخبير فى الاقتصاد الكورى الشمالى لدى معهد آسان للدراسات السياسية فى سيول، إن مستويات الاستيراد التى سجلت انخفاضا كبيرا فى كوريا الشمالية العام الماضى نشأت أيضا من انخفاض حاد فى احتياطيات العملات الأجنبية، بعد أن تسبب الوباء فى تراجع مستويات التجارة.
وأوضح أن كوريا الشمالية بحاجة إلى بعض الوقت لتعويض النقص فى الصادرات قبل أن تعود وارداتهم إلى المستوى الذى كانت عليه من قبل.
ويذكر أن الشحنات بين كوريا الشمالية والصين لا تخرق بالضرورة العقوبات التى تقودها الولايات المتحدة والتى تهدف إلى عرقلة برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
ومع ذلك، استمرت عمليات تسليم الوقود غير المشروعة إلى كوريا الشمالية طوال عام 2020 عبر عمليات النقل من سفينة إلى سفينة وبعض الحيل المعقدة، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة.
كما تصاعدت التساؤلات حول الدعم الصينى لكوريا الشمالية وخرق العقوبات فى بيونج يانج بعد أسابيع فقط من انتهاء واشنطن من مراجعة سياسة كوريا الشمالية، حيث قالت الولايات المتحدة إنها منفتحة على الاتصالات الدبلوماسية واستئناف المحادثات النووية المجمدة.
ويعتقد العديد من المحللين الذين يركزون على كوريا الشمالية أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يحاول تجنب التعامل مع التهديدات الأمنية التى تشكلها ترسانة الأسلحة النووية لنظام كيم بينما تعالج إدارته أولويات السياسة الخارجية الأكثر إلحاحا، مثل تلك التى بينه وبين الصين.
وقال جو ميونج هيون إن إدارة بايدن قللت فيما يبدو من أهمية تطبيق العقوبات كجزء من هدف أوسع للحفاظ على استقرار العلاقات مع بيونج يانج، بدلا من إثارة الرغبة فى العودة إلى التجارب الصاروخية أو النووية.
وتحذر منظمات الإغاثة الدولية من أن هناك 25 مليون شخص فى كوريا الشمالية يواجهون أزمة إنسانية فى ظل انقطاع شحنات المساعدات بسبب مخاوف من انتقال فيروس «كورونا».








