«محمود»: توجيه الشركات إلى الاستثمار فى زراعة الأشجار يعزز تنافسية المنتج المحلى
«تصديرى الأثاث»: الجدوى الاقتصادى تحدد جاذبية المشروع للمستثمرين
«أثاث دمياط»: زيادة 90% بأسعار أخشاب «السويد» خلال 7 أشهر
رهن عدد من العاملين فى صناعة الأخشاب نجاح مقترح زراعة الغابات الشجرية الذى تقدمت به لجنة الصناعة بمجلس النواب، بتوافر المياه فى مصر، وتقديم حوافز لتشجيع المستوردين على ضخ استثمارات فى هذا القطاع والتحول إلى السوق المحلى.
قال وليد عبدالحليم، عضو المجلس التصديرى للأثاث، إنَّ فكرة الاتجاه إلى الاستثمار فى قطاع الأخشاب مرهونة بالدراسات الفنية التى تثبت جدواها الاقتصادية للبدء بها واتخاذ خطوات جادة.
أشار إلى أن زراعة الغابات الشجرية صناعة تتطلب كمات كبيرة من المياه وبحاجة إلى دراسات، ورؤية أكثر وضوحاً للجدوى الاقتصادية من الزراعة ووفرة المياه اللازمة لذلك.
وقال عبدالرحمن عبدالملك، عضو شعبة تجار ومنتجى الأثاث بالغرفة التجارية بدمياط، إن أسعار الأخشاب شهدت زيادات متتالية منذ يناير الماضى ومازالت ترتفع بشكل مستمر، وارتفعت بعض الأصناف بنسبة 90% خلال العام الجارى.
أوضح «عبدالملك»، أن أسعار الأخشاب السويد (البياض) ارتفعت خلال العام الجارى، حيث كان يتراوح بين 4500 و5000 آلاف جنيه للمتر مكعب ووصل حاليا إلى ما بين 8500 و9000 آلاف جنيه للمتر مكعب، وهو النوع الأكثر استخداماً فى صناعة الأثاث فى مصر.
وذكر أن أسعار الأخشاب الزان كانت الأقل فى ارتفاع الأسعار، حيث صعدت بنسبة تتراوح بين 10 و15%، حيث يتراوح سعره (زان الشجر) بين 6 آلاف و7 آلاف جنيه للمتر وارتفاع بنحو 300 جنيه للمتر.
وتوقع زيادات جديدة فى أسعار الأخشاب خلال الأشهر الأخيرة من العام الجارى تزامناً مع زيادة الطلب.
أشار إلى أن مصر تستورد كميات ضخمة من الأثاث معظمها من روسيا والسويد وفنلندا، وتتأثر بأى متغير فى السوق الأوروبى سواء فى الكميات التى يتم حصادها سنوياً من قطع الأشجار فى الأخشاب أو بزيادة الطلب فى هذا السوق.
أضاف أن السوق الأوروبى شهد زيادة فى الطلب تزامناً مع استحداث تكنولوجيا فى البناء تتيح بناء المنازل من عدة طوابق من الأخشاب، وهى التى رفعت الطلب فى روسيا وأوروبا عموماً على الأخشاب.
أكد أهمية الاستقرار على أشجار تتناسب مع المناخ فى مصر وتكون قريبة من نفس المواصفات للأخشاب التى تستورد مثل السويد؛ للاعتماد عليها فى الصناعة المحلية.
أشار إلى أنه فى حالة توفر أصناف شجرية جيدة بمواصفات عالية وبدراسات فنية ذات جدوى اقتصادية ستكون وسيلة جذب للاستثمار فى هذا القطاع المهم وسترفع تنافسية المنتج المصرى عبر توفيره بأسعار مناسبة بدلاً من الاستيراد.
واقترحت لجنة الصناعة بمجلس النواب الهيئة العامة للتنمية الصناعية إعداد خريطة استثمارية للغابات الشجرية فى مصر، لطرحها على المستثمرين العاملين فى صناعة الأخشاب فى إطار توفير المادة الخام فى السوق المحلى.
وقال المهندس معتز محمود، رئيس اللجنة، إنها تلقت عدداً كبيراً من الشكاوى خلال الأيام الماضية بشأن ارتفاع أسعار الأخشاب فى السوق المحلى، بالإضافة إلى طلبات إحاطة مقدمة من النواب.
وأضاف «محمود»، فى تصريحات سابقة لـ«البورصة»، أن مصر من أكبر الدول الأفريقية استهلاكًا للأخشاب؛ نظراً إلى الطفرة الكبيرة فى المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، والتى تعتمد على المنتجات الخشبية كأحد مدخلات الإنتاج.
وأوضح أن إعداد خريطة استثمارية للغابات الشجرية على غرار خريطة الاستثمار الصناعى يحفز المستثمرين العاملين فى المجال على ضخ استثمارات فى هذا النشاط حال منحهم حوافز تشجيعية، وهو ما سيكون له مردود إيجابى على خفض الفاتورة الاستيرادية.
وأوضح أن تنفيذ ذلك المقترح يجرى بالتنسق مع وزارة الزراعة والرى، والإسكان والصناعة.
وقالت ليلى عادل، مسئولة مركز تحديث الصناعة، خلال اجتماع لجنة الصناعة، إنَّ هناك تغيرات بيئية ظهرت فى العديد من الدول، ما أدى إلى قلة المصادر الطبيعية للأخشاب، وأيضاً جاءت جائحة كورونا لتؤثر على العديد من الدول وأثرت بالسلب على أسعار جميع المنتجات.
وأشارت «عادل» إلى وجود 34 غابة شجرية فى مصر، ولكن ما زالت الدراسات تجرى حول كيفية الاستفادة من تلك الأخشاب، وهذه الغابات تحت إدارة وزارة الرى ووزارة البيئة ووزارة الزراعة، والوزارات تقدم العديد من التسهيلات للمستثمرين، ويقتصر دور وزارة الصناعة على إقامة مصنع أخشاب بجوار الغابات.