مسح «بنوك وتمويل»: نمو أرباح 11 بنكاً وتراجع أرباح 3 بنوك فقط
«أبوظبى التجارى» الأسرع نمواً بأرباحه وطفرة فى ربحية بنوك الحكومة فى الربع اﻷول من 2021
«السويركى»: النمو القوى لأرباح البنك دليل على قوة الاقتصاد المصرى ونجاح استراتيجية البنك
«التجارى الدولى»: تعافى نشاط الإقراض وتمويلات التجارة دعَّم أرباحنا
البنوك تواصل تدعيم مخصصاتها.. وارتفاع مصروفات ضرائب الدخل.. وتكاليف التشغيل تحت السيطرة
شهدت أرباح البنوك تحسناً ملحوظاً، خلال النصف الأول من العام الحالى، لتتعافى من صدمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
وكشف مسح أجراه «بنوك وتمويل» للقوائم المالية لنحو 15 بنكاً نمو أرباح 11 منها بنهاية يونيو.
وكشف المسح أن 11 بنكاً نمت أرباحها بمعدلات تتراوح بين 1% و83%، فيما استقرت أرباح بنك التعمير والإسكان، وتراجعت أرباح 3 بنوك؛ هى الإسكندرية بمعدل 1%، والكويت الوطنى 8%، والأهلى المتحد- مصر 18%.
وارتفع صافى الدخل من العائد لدى 9 بنوك من بين البنوك محل المسح بنسب ما بين 1% و36% فيما استقر فى بنك قناة السويس، وتراجع لدى 5 بنوك بمعدلات تراوحت بين 1% و6%.
وعلى خلاف الفصول السابقة شهد صافى الدخل من الأتعاب والعمولات نمواً ملحوظًا، مقترناً بما أفادت به معظم البنوك من زيادة المنح وتعافى تمويلات التجارة وارتفع صافى الدخل من ذلك البند لدى 11 بنكاً بمعدلات تراوحت ما بين 0.6% و71.9%.
وواصلت معظم البنوك تدعيم قواعد مخصصات وتجنيب خسائر ائتمانية متوقعة، وزادت وتيرة تجنيب البنوك للمخصصات لدى معظم البنوك مقارنة بالنصف الأول من 2020 لكنه أبطأ مقارنة بالنصف الثانى من العام نفسه، وذلك باستثناء التجارى الدولى وقطر الوطنى وقناة السويس ومصرف أبوظبى الإسلامى التى تباطأت وتيرة مراكمة المخصصات لديها عن النصف الأول من 2020.
ومن بين 15 بنكاً محل المسح، ارتفعت مصاريف ضرائب الدخل لدى 10 بنوك، فيما استقرت لدى بنك واحد وتراجعت لدى 4 بنوك، لكنها زادت بصورة ملحوظة لدى البنك المصرى الخليجى بمعدل 91%، وبنك البركة بمعدل 71%، وبوتيرة أقل لدى بنك التعمير والإسكان بمعدل 45%، وفيصل الإسلامى بمعدل 43%.
وتصدر بنك أبوظبى التجارى- مصر، قائمة البنوك الأسرع نمواً بأرباحها بمعدل 83%، لتصل إلى 357 مليون جنيه مقابل 195.3 مليون، وكذلك قائمة البنوك الأسرع نمواً بصافى الدخل من العائد والأتعاب والعمولات.
وجاء نمو الأرباح مدعوماً بنمو صافى الدخل من العائد 35% ليصل إلى 806 ملايين جنيه مقابل 597 مليوناً، فيما قفزت الأتعاب والعمولات إلى 136 مليون جنيه، مقابل 78 مليوناً بنمو 74%.
فى الوقت الذى زاد فيه عبء الخسائر الائتمانية المتوقعة إلى 92.5 مليون جنيه مقابل 70.5 مليون، وكذلك ارتفاع المصروفات الإدارية 100 مليون جنيه لتصل إلى 372 مليوناً، وارتفاع مصروفات ضرائب الدخل إلى 144.7 مليون جنيه مقابل 124 مليوناً.
ومن الملاحظ أن الزيادة فى أصول البنك التى وصلت إلى 41.9 مليار جنيه بنهاية يونيو مقابل 31.3 مليار فى ديسمبر 2020، كان معظمها من القروض التى استحوذت على النصيب الأكبر منها بعد نموها 20% لتصل إلى 19.8 مليار جنيه، كما ارتفعت الأرصدة لدى البنوك إلى 3.54 مليار جنيه مقابل 1.447 مليار، ومعظمها ودائع لأجل سواء لدى البنوك أو البنك المركزى وتعفى عوائدها من الضرائب.
وقال إيهاب السويركى، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذى لبنك أبوظبى التجارى – مصر، إنَّ الزيادة الكبيرة فى أرباح البنك دليل على قوة الاقتصاد المصرى وملاءمته للاستثمار والنمو، كما تؤكد صلابة الاستراتيجية المتبعة، ونجاح سياسة البنك للتوسع، وترسيخ العلامة التجارية فى السوق المصرى.
وسجل البنك بصفة عامة مؤشرات أداء قوية؛ حيث حقق معدل العائد على الأصول زيادة 54%، مقارنة بالفترة المثيلة من العام الماضى ليصل إلى 1.9%. وحافظ على معدل العائد على حقوق الملكية عند 16.3% رغم رفع رأسمال البنك من 1.47 مليار جنيه إلى 5 مليارات جنيه.
وحلَّ بنك فيصل المركز الثانى لأسرع البنوك نمواً بأرباحها بمعدل 28% لتصل إلى مليار جنيه مقابل 791 مليوناً فى الفترة نفسها من 2020.
وجاء نمو الأرباح مدعوماً بزيادة صافى الدخل من العائد 29% ليصل إلى 2.52 مليار جنيه مقابل 1.94 مليار، وصافى الدخل من الأتعاب والعمولات إلى 100.5 مليون جنيه مقابل 97.8 مليون، يأتى ذلك فى الوقت الذى ارتفعت فيه مصاريف التشغيل 35 مليون جنيه فقط لتصل إلى 581 مليون جنيه مقابل 546 مليوناً.
فيما زادت أعباء المخصصات إلى 196.8 مليون جنيه، مقابل 78.7 مليون جنيه، وارتفعت مصاريف الضرائب إلى 795 مليون جنيه، مقابل 556.3 مليون جنيه.
واقتنص مصرف أبوظبى الإسلامى المركز الثالث لأسرع البنوك نمواً بأرباحها بمعدل 26%، ووصلت إلى 640.5 مليون جنيه مقابل 509.5 مليوناً.
ودعَّم زيادة صافى الدخل من العائد مستوى ربحية المصرف إذ وصل إلى 1.67 مليار جنيه مقابل 1.59 مليار، كما حقق البنك أرباحاً بقيمة 52.2 مليون جنيه حصيلة بيع استثمارت مالية فى شركات تابعة وشقيقة، وانخفضت مصروفات التشغيل الأخرى للبنك إلى 213.3 مليون جنيه بدعم انخفاض عبء مخصصات الالتزامات العرضية إلى 61 مليون جنيه مقابل 146.8 مليون.
فيما انخفض عبء مخصصات الائتمان 93.87 مليون جنيه مقابل 230.85 مليون خلال الفترة نفسها من 2020، كما سيطر البنك على زيادة المصروفات الإدارية لترتفع نحو 48 مليوناً مسجلة 701 مليون جنيه مقابل 649 مليونًا.
وساهمت تلك العوامل فى استيعاب تراجع صافى الدخل من العمولات إلى 241.6 مليون جنيه مقابل 256 مليوناً، وكذلك صافى دخل المتاجرة إلى 33.6 مليون جنيه مقابل 81.8 مليون، وكذلك ارتفاع مصروفات ضرائب الدخل إلى 358.7 مليون جنيه مقابل 256 مليوناً.
وفى المركز الرابع جاء البنك التجارى الدولى، أكبر بنوك القطاع الخاص، بمعدل نمو 22%، إذ وصلت أرباحه إلى 6 مليارات جنيه مقابل 5 مليارات جنيه.
وفى المقام الأول جاء تباطؤ وتيرة تكوين المخصصات سواء للالتزامات العرضية بما ساهم فى تراجع مصروفات التشغيل الأخرى إلى 1.1 مليار جنيه مقابل 1.8 مليار خلال الفترة نفسها من 2020، أو مخصصات خسائر الائتمان إلى 1.01 مليار جنيه مقابل 2.26 مليار.
كما سيطر البنك على نمو تكلفة التشغيل إذ ارتفعت المصاريف الإدارية هامشياً إلى 2.9 مليار جنيه مقابل 2.84 مليار، وتراجعت مصروفات ضرائب الدخل لديه إلى 2.59 مليار جنيه مقابل 2.65 مليار.
وعلى صعيد الإيرادات، ارتفع صافى الدخل من العمولات إلى 1.1 مليار جنيه مقابل 986 مليوناً، وكذلك صافى دخل المتاجرة إلى 274 مليون جنيه، مقابل 177 مليوناً.
وقال مجلس إدارة البنك، فى بيان إعلان الأرباح، إنَّ أداء البنك ظل قوياً، خلال النصف الأول من العام، فى ظل النمو القوى للودائع، وفى إقراض الشركات، مع الانتعاش المرتبط فى التمويل التجارى وأنشطة تداول النقد الأجنبى، بجانب تحسن الآفاق الاقتصادية.
وأشار إلى أن محفظة قروض البنك ارتفعت 14%، خلال الربع الثانى وحده، لتضيف 13 مليار جنيه، وهو أعلى معدل نمو ربع سنوى منذ 2017.
وذكر أن ذلك التحول الإيجابى للأحداث مع مرونة ميزانية البنك ساعد بشكل جيد فى الحفاظ على التوازن بين الربحية والسيولة.
جدير بالذكر أن النمو الملحوظ فى القروض مصحوباً بتباطؤ تراكم المخصصات مقارنة بالعام الماضى لم يؤثر بأى شكل من الأشكال على تغطية البنك للخسائر الائتمانية المتوقعة وغير المتوقعة، إذ يغطى رصيد مخصص خسائر القروض 12% من إجمالى القروض.
وتجدر الإشارة إلى أن صافى الدخل من العائد تراجع 6% لدى البنك التجارى الدولى، وهو ما أرجعه تقرير بحث لبنك الاستثمار بلتون، إلى استحقاق سندات مرتفعة العائد مقومة بالعملة المحلية.
ماذا عن البنوك التى بدأ عامها المالى فى يوليو 2020؟
تراجعت أرباح البنوك التى يبدأ عامها المالى فى يوليو، متأثرة بتداعيات فيروس كورونا خلال النصف الأخير من 2020 لكن بنكى الأهلى ومصر حققا أداءً جيداً خلال الربع الأول من العام الحالى فيما ظلت ربحية بنك تنمية الصادرات متراجعة خلال النصف الأول من 2021.
وكشفت القوائم المالية المستقلة للبنك الأهلى ارتفاع أرباح البنك خلال الفترة من يناير إلى مارس 2021 إلى 3.6 مليار جنيه مقابل 1.38 مليار فى الفترة نفسها من 2020، فى حين تراجعت أرباحه خلال الشهور التسعة من يونيو 2020 إلى مارس 2021 لتصل إلى 9.57 مليار جنيه.
وجاء ارتفاع أرباح البنك خلال الربع الأول من 2021 مدعوماً بنمو صافى الدخل من العائد إلى 12.6 مليار جنيه مقابل 10.4 مليار، وانخفاض عبء خسائر الائتمان المتوقعة إلى 201 مليون جنيه مقابل 749 مليوناً، وتحول 2.127 مليار جنيه خسائر تقييم أرصدة الأصول والالتزامات بالعملية الاجنبية ذات الطبيعة النقدية إلى أرباح بقيمة 11 مليون جنيه. ونمت أرباح بنك مصر 105% خلال الربع الأول من 2021 لتصل إلى 2.4 مليار جنيه مقابل 1.14 مليار، بدعم من ارتفاع صافى الدخل من العائد إلى 8.07 مليار جنيه مقابل 7.2 مليار، وصافى الدخل من الأتعاب والعمولات إلى 1.69 مليار مقابل 1.3 مليار جنيه، وتحول 586 مليون جنيه صافى خسائر فى المتاجرة إلى 372 مليون جنيه صافى دخل.
وحدَّ من نمو أكبر فى الأرباح ارتفاع مخصصات الخسائر الائتمانية المتوقعة إلى مليار جنيه مقابل 660 مليوناً، وكذلك ارتفاع مصروفات التشغيل إلى 3.74 مليار جنيه مقابل 3 مليارات جنيه، فيما ارتفعت مصروفات ضرائب الدخل هامشياً إلى 3.5 مليار جنيه مقابل 3.2 مليار.
وانخفضت أرباح بنك تنمية الصادرات خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2021 إلى 248 مليون جنيه مقابل 372 مليون جنيه، وخلال العام المالى المنتهى فى يونيو الماضى سجلت أرباح البنك المستقلة تراجع إلى 617 مليون جنيه مقابل مليار جنيه.
ويرجع انخفاض الأرباح خلال العام المالى إلى تراجع صافى الدخل من العائد إلى 1.74 مليار جنيه مقابل 1.8 مليار، والتحول من تحرير مخصصات خسائر ائتمان بقيمة 71 مليون جنيه إلى الاحتفاظ بمخصصات قدرها 115 مليون جنيه.