قال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الثلاثاء، أن مصر واليونان وقبرص سيصبحون مركزا مهما للطاقة، موضحا أن الطاقة ليست فقط نقطة التقاء للمصالح المشتركة، بل هي أولوية استراتيجية وجسر من مصر إلى أوروبا.
وأكد أن مصر تستطيع أن تقوم بدور محوري فيما يخص الأمن الخاص بالطاقة لأوروبا لا سيما خلال الاضطرابات الجسيمة التي يشهدها سوق الطاقة حاليا.
وأضاف رئيس وزراء اليونان، خلال المؤتمر الصحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس القبرصي، أنه تم عقد اتفاقيات في مجال التجارة والملاحة، موضحا أن القمة الثلاثية أضافت مذكرتين تعاون للربط فيما بين الثلاثة دول لنقل الكهرباء والتعاون في مجال المغتربين.
وأوضح ان مصر تشارك بفاعلية في شبكة نقل وتوزيع مصادر الطاقة الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن هذا ما يرتبط به توقيع اتفاقية مذكرة التفاهم للربط بين مصر واليونان وقبرص ، مرحبا في ذات الوقت بعقد القمة التاسعة الثلاثية بين اليونان ومصر وقبرص.
وأكد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن بلداننا الثلاثة ملتزمة باحترام الشرعية الدولية، حيث أبرمت قبرص واليونان اتفاقيات لترسيم الحدود البحرية مع مصر في إطار اتفاقية البحار الدولية، وهذا ما تم على مدار فترة زمنية طويلة، إلا أن هذه الاتفاقيات النموذجية تعد نموذجا يحتذي به لسلوكه ذات الطريق بعيدا عن أى تعسف أحادي من أى جانب ينتج عنه تهديدات بالحرب وهو ما لا يتفق مع مفهوم القرن الحادي والعشرين.
وقال ميتسوتاكيس: “تبادلنا الأفكار حول الوضع في ليبيا، حيث أن تطورات الوضع في ليبيا تؤثر على المنطقة بشكل أوسع، كما أن إجراء الانتخابات في ديسمبر دون أى تأجيل هي بمثابة خطوة نحو إحلال الاستقرار، وإبعاد وانسحاب كافة المرتزقة والقوات الأجنبية”.
وأضاف أن الدول الثلاث أكدت على أهمية التحول الديمقراطي في ليبيا ونقوم بأخذ المبادرات للتعاون الاقتصادي، لافتا إلى أن إسهام مصر وقبرص واليونان سيتبلور على مستوى اللقاء الوزاري في طرابلس وأيضا في المؤتمر الذي من المقرر أن ينعقد في باريس حول ليبيا.
وقال رئيس وزراء اليونان، إن “اليونان ومصر وقبرص تدعم الاستقرار في أفغانستان بشكل عاجل، حيث تتعاون الدول الثلاث فيما يتعلق بقضية اللاجئين وهي قضية تشغل اليونان التي كانت ومازالت تدافع عن حدودها، وهي الحدود الأوروبية أمام تدفقات بشر يعانون، إلا أنهم أصبحوا أداة في يد أطراف أخرى من ضمنهم المهربين.
وأشاد بالموقف الهادئ الذي تتبعه مصر فى هذا الشأن، حيث لم تطلب أى مقابل في مجال معالجة تدفقات اللاجئين، بل أنها تحارب شبكات تهريب اللاجئين، فهي نموذج يحتذى به بعيدا عن أى سلوكيات تحاول استغلال هذه القضية”.
وتابع: “نحن مع الأخوة القبارصة ننتمي إلى نفس الأم، ومع الأخوة الأصدقاء في مصر ننتمي إلى نفس المجتمع، مجتمع الحضارة والثقافة منذ (مستوطنة نكراطيس) الواقعة فى الدلتا، ودائما كان اليونانيون حاضرين في مصر، والآن في السنوات الأخيرة لدينا في اليونان عشرات الآلاف من المصريين”، لافتا إلى أن هذه العلاقة تمليها علينا الأواصر التاريخية والظروف السائدة، ونحن نرحب بالربط بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي تم التوقيع عليه مؤخرا في القاهرة وسنقوم بدفع الربط بين مجلس أوروبا مع مصر، كما أننا أكدنا خلال اجتماعنا “ميد9” مع قادة الدول الأوروبية المتوسطية، على البعد المتوسطي للاتحاد الأوروبي.
وأكد رئيس الوزراء اليونانى أن الدول الثلاث تستطيع أن تستند على التعاون فيما بينها لموضوعات تتعلق بتغير المناخ، والأمن، والحدود البحرية، كالاتفاقية التي قمنا بالتوقيع عليها والطاقة، حيث يستدل من قرارنا اليوم للربط الكهربى بين بلادنا الثلاث في كافة المجالات، كما أن آفاق التعاون بيننا كبيرة مثل البحر المتوسط الذي يوحدنا جميعا.
أ ش أ