تستضيف مصر قمة الكوميسا الحادية والعشرين، في العاصمة الإدارية الجديدة الثلاثاء المقبل وذلك بمشاركة وحضور ممثلي الدول الإفريقية أعضاء التجمع، سواء بالمشاركة الفعلية أو الافتراضية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إلى جانب سكرتير عام الكوميسا وعدد من رؤساء التجمعات الاقتصادية الأفريقية.
وقالت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، إن القمة ستعقد تحت شعار “تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الرقمي الاقتصادي الاستراتيجي” بهدف تشجيع استخدام أدوات الاقتصاد الرقمي لتيسير ممارسة الأعمال داخل تجمع الكوميسا وتعزيز قدرة الدول أعضاء التجمع البالغ عددها 21 دولة على الصمود لمواجهة التداعيات السلبية لجائحة كورونا على اقتصاداتها.
وأضافت جامع أن الوزارة تعمل على استراتيجية وخطة عمل لزيادة التجارة البينية بين مصر ودول أعضاء الكوميسا، وسيتم الإعلان عنها خلال أعمال القمة.
وأشارت إلى أن فعاليات القمة ستشهد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر للكوميسا من رئيس دولة مدغشقر، بالإضافة إلى إطلاق استراتيجية الكوميسا متوسطة المدى 2021-2025، والتي سيطلقها الرئيس السيسي في ظل رئاسته للتجمع.
وعقدت الوزيرة مؤتمرا صحفيا بحضور تشيليشي كابويبوي السكرتير العام لتجمع السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي “الكوميسا” للإعلان عن الترتيبات الخاصة بالقمة.
وأوضحت جامع أن القمة ستشهد أيضاً استعراض عدد من التقارير حول موضوعات التكامل الاقتصادي ذات الأولوية وموقف جائحة كورونا في الإقليم، والمجلس الوزاري الـ42 للكوميسا الذى انعقد يوم 9 نوفمبر الجاري، وتقرير وزراء خارجية الكوميسا الـ17 الذي انعقد يوم الأسبوع الماضي، وحالة التكامل الاقتصادي فى الإقليم.
ونوهت الوزيرة أن الحكومة المصرية تتطلع إلى تحقيق أقصى استفادة من ترأس مصر للمرة الثانية للكوميسا وذلك بعد مرور 20 عاماً منذ آخر مرة تولت فيها مصر رئاسة التجمع عام 2001 في زيادة وتعميق أواصر التعاون مع دول التجمع في العديد من المجالات، الأمر الذي يدعم التوجه الاستراتيجي لمصر نحو القارة.
وأضافت أن الوزارة ممثلةً في جهاز التمثيل التجاري تتولى مهام الإعداد والترتيب لعقد هذه القمة الهامة بالتعاون والتنسيق مع عدد من الوزارات والجهات ذات الصلة وكذا سكرتارية الكوميسا في لوساكا.
كما شاركت الوزارة في فعاليات الاجتماع الافتراضي الـ42 للمجلس الوزاري الذي انعقد يومي 9 و10 نوفمبر الجاري وذلك في إطار الأعمال التحضيرية للقمة.
وتابعت الوزيرة أن مصر تعد إحدى أهم القوى الاقتصادية في تجمع الكوميسا و ساهمت بالنصيب الأكبر في حجم تجارة التجمع البينية خلال عام 2020 بإجمالي 2.7 مليار دولار، كما يعد التجمع سوقاً واعداً للصادرات المصرية واستحوذت مصر على نسبة 20% من حجم الصادرات داخل الكوميسا بإجمالي 2 مليار دولار، في حين بلغت واردات مصر من تجمع الكوميسا 700 مليون دولار، و أهم بنود الصادرات المصرية إلى دول الكوميسا تشمل اللدائن، والملح، والكبريت، والجير والأسمنت، ومنتجات السيراميك، والآلات والأجهزة الكهربائية، ومنتجات المطاحن، والورق، والسكر، والصابون، والزيوت العطرية، والعطور.
أشارت جامع إلى أن الوزارة توصلت إلى صياغة رؤية وطنية شاملة لرئاسة مصر لتجمع الكوميسا والتي تتضمن عددا من الأنشطة التي تستهدف تعميق التكامل الاقتصادي بين مصر ودول التجمع لتعزيز التواجد المصري في أفريقيا بشكل عام ودول الكوميسا بشكل خاص من خلال تهيئة بيئة الأعمال لمجتمع الأعمال المصري لدعم تعاونه الاقتصادي مع دول الكوميسا وتيسير مهام عمله في التجمع لتعزيز الدور الريادي المصري الإقليمي، والعمل على تشبيك مجتمع الأعمال في إقليم الكوميسا .
وأشارت جامع إلى أن الرؤية تضمنت أيضاً مجال الصحة من خلال إنشاء لجنة للتعاون في مجال الصحة بمشاركة السادة وزراء الصحة في الكوميسا، وذلك بهدف صياغة خطة عاجلة لمواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا في دول الكوميسا، ومجالي السياحة، والثقافة من خلال التأكيد على ضرورة تفعيل لجنة السياحة والحياة البرية بالكوميسا والعمل على تكثيف برامج التعاون المشترك بين دول الكوميسا.
ومن جانبها أوضحت تشيليشي كابويبوي السكرتير العام لتجمع السوق المشتركة للشرق والجنوب الافريقى “الكوميسا” أن انعقاد هذه القمة يأتي في توقيت بالغ الأهمية لا سيما في ضوء التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على معظم اقتصادات الدول أعضاء التجمع، والتي تراجع أدائها الاقتصادي في ظل تباطؤ الأداء الاقتصادي العالمي.
وأوضحت انه سيتم بحث خلال القمة بحث آليات تصنيع لقاحات فيروس كورونا في القارة الأفريقية للسيطرة على الجائحة.
وقالت إن تجمع الكوميسا يعد أحد تجمعات التكامل الاقتصادي الإقليمية، ويستهدف تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الشمال والشرق والجنوب الأفريقى، من خلال إقامة منطقة تجارة حرة، يتبعها إقامة اتحاد جمركي ثم الوصول إلى مرحلة السوق المشتركة بين الدول الأعضاء .
وأضافت كابويبوى أن متوسط معدل النمو الاقتصادي للكوميسا بلغ 5,6% خلال عام 2019، إلا أن هذا المعدل شهد تراجعاً كبيراً خلال عام 2020 بسبب تبعات جائحة كورونا على معظم اقتصادات الدول الأعضاء.
ذكرت أن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن متوسط معدل النمو الاقتصادي في تجمع الكوميسا سينتعش ليصل إلى 4,3% خلال العام الجاري وإلى 6% خلال عام 2022 حيث تعود هذه التوقعات إلى النظرة الإيجابية للتعافي الاقتصادي العالمي المدفوع بجهود التلقيح ضد فيروس كورونا وتحسن الطلب العالمي.