المصانع ترفع شعار «البيع بسعر التنفيذ وليس الطلب»
قفزت أسعار أعلاف الثروة الحيوانية إلى مستويات قياسية جديدة خلال نوفمبر الجارى، إذ بلغ الطن 9 آلاف جنيه للمرة الأولى فى تاريخه، نتيجة ارتفاع أسعار الخامات فى بورصة شيكاجو للحبوب، وأزمة اللوجستيات التى تفاقمت مع استمرار تفشى فيروس كوفيد-19.
وفقًا لمؤشرات السوق المحلية، ارتفع متوسط أسعار بيع أعلاف الدواجن خلال الأيام الأخيرة بنحو 150 جنيهًا فى الطن، ليصل إلى 8900 جنيهًا.
قال محمد النجار، تاجر أعلاف، إن أسعار البيع ترتفع بمرور الوقت في الفترة الأخيرة، ونتيجة لذلك تنخفض المبيعات بصورة مستمرة ما يؤثر على حركة الأعمال.
أوضح أن عدة شركات عدة، رفعت أسعارها فوق 9 آلاف جنيه لطن الأعلاف، وأخرى مازالت أسعارها فى مستوى يتراوح بين8.8 و8.9 ألف جنيه، وهذه الأسعار صعبة ولا يمكن للسوق أن يتحملها لفترة طويلة.
كان أعلى سعر وصلت إليه الأعلاف هو 8700 جنيه للطن، فى أبريل الماضى، ثم تراجع تدريجيًا دون 8 آلاف جنيه، ثم عاود الارتفاع مرات أخرى وصولا للمستوى القياسى الحالى.
وتؤثر أسعار النفط صعودًا وهبوطًا على أسعار بيع خامات الأعلاف من الذرة فى البورصة العالمية، باعتبار دور الذرة مادة أولية ورئيسية لوقود الإيثانول في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت أسعار النفط تجاوزت 80 دولارًا للبرميل منتصف سبتمبر الماضي، للمرة الأولى منذ 2018، ارتفعت بعدها إلى 84 دولارًا، وهو ما يرفع أسعار الذرة كمكون رئيسي للأعلاف.
عادت أسعار النفط للتراجع مرة أخرى تدريجيًا، وخسرت نهاية الأسبوع الماضى 3% من قيمتها نزولا إلى 79 دولارًا للبرميل.
قال أنور العبد، رئيس شركة الأهرام للدواجن، إن أسعار الخامات تمر بحالة من التذبذب حاليًا، بسبب التغيرات الاقتصادية العالمية المتلاحقة وسط استمرار فيروس كوفيد-19، وتبعاته المؤثرة بالتأكيد على نواحى أخرى مثل اللوجيستيات.
أوضح العبد، أن ارتداد النفط سيعكس أسعار الذرة نحو التراجع، لكن السوق المحلي يستغرق فترة لينضبط الوضع مع التغيرات العالمية، إذ توجد مشكلات أخرى أكبر من الأسعار حاليًا.
أضاف: «لا يوجد نقص يُذكر فى خامات تصنيع الأعلاف، لكن ضعف المبيعات بسبب الارتفاعات القياسية لأسعار الأعلاف سيدفع نحو تخفيض الأعمال بالمصانع، وبالتالى استمرار زيادة تكاليف التشغيل».
قال ياسر النجار، تاجر أعلاف، إن أغلب المصانع حاليًا يعمل بنظام: «تحديد سعر البيع وقت التنفيذ، وليس وقت الطلب».
أوضح: «يرجع ذلك إلى التغير السريع الذى يطرأ على الأسعار بشكل شبه يومى تقريبًا، وهو ما أربك حسابات السوق فى النهاية، خاصة وأن الطلب منخفض من قبل منتجى الثروة الحيوانية فى الفترة الحالية».








