يوجه متحور “أوميكرون” الجديد ضربة للاقتصاد العالمى فى وقت يدخل فيه وباء “كورونا” عامه الثالث باعتباره عبئاً على النمو ومحركاً للتضخم.
وتشير أحدث توقعات وكالة أنباء “بلومبرج” إلى أن الاقتصاد العالمى ينمو بنسبة 0.7% فقط فى الربع الرابع من عام 2021، أى نصف وتيرة الربع السابق وأقل من المعدل البالغ 1% تقريباً الذى شهدناه قبل الأزمة مباشرة.
وتسير منطقة اليورو فى طريقها نحو التوسع بنسبة 0.8% فى الربع الرابع مقارنة بالربع الثالث، وهو أقل بمقدار 0.3% مما كان متوقعاً فى نوفمبر، كما تعززت الولايات المتحدة بشكل طفيف وتسجل الآن وتيرة نمو تبلغ 1.2%.
ومن بين الأسواق الناشئة، تراجع نمو الصين إلى 4.5% فى الربع الحالى، والبرازيل إلى 0.2%، وروسيا والهند وجنوب أفريقيا كذلك.
وقال توم أورليك، كبير الاقتصاديين فى “بلومبرج إيكونوميكس”: “مع اقتراب عام 2021 من نهايته، يخاطر التعافى الاقتصادى العالمى بالخروج عن المسار الصحيح بسبب متحور أوميكرون، وأوروبا بشكل خاص تبدو معرضة للخطر، حيث تتعرض عمليات التعافى فى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا لضغوط متزايدة من ارتفاع عدد حالات الإصابة”.
وتتبع الصين نمواً سنوياً بنسبة 4.5% بانخفاض من 4.9%، والأسوأ من ذلك أن جميع الاقتصادات الناشئة تباطأت الشهر الماضى.
وعلى أساس شهرى، كانت منطقة اليورو واليابان أضعف فى ديسمبر مقارنة بنوفمبر، بينما تعززت قوة الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة.
وأحد الجوانب الإيجابية هو أنه بعد أن سجلت تراجعاً فى الربع الثالث، تتسارع الولايات المتحدة الآن إلى 4.9% من 2.1% على أساس ربع سنوى، بحسب التوقعات.
ورغم التراجع الاقتصادى، لايزال التضخم المتسارع يلقى بظلاله على الاقتصاد العالمى أيضاً، فقد ارتفع مقياس التضخم لدى الاحتياطى الفيدرالى من 4.3% فى الربع الثالث إلى 5% فى الربع الرابع، كما ارتفعت أسعار المستهلكين فى منطقة اليورو والمملكة المتحدة بنسبة 4.4%، وفى الصين بنسبة 2.1%.
وبما أن الوباء لا يزال يمثل قوة رئيسية، يقدر الاقتصاديون فى “بلومبرج” أن اقتصادات الولايات المتحدة ومنطقة اليورو لاتزال أصغر مما كان يمكن أن يكون عليه الحال بدون الفيروس، فى حين أن الصين استعادت بالفعل اتجاهها السابق لكوفيد-19.