لاتزال الآفاق العالمية محاطة بقدر كبير من الترقب بعد مرور العام الثانى من جائحة كورونا فى ظل تراكم الخسائر البشرية والاقتصادية من جراء الجائحة والأزمات والتحديات الاقتصادية الأخرى، فى الوقت الذى نجحت فيه الدولة المصرية فى توفير اللقاحات ليس هذا فحسب ولكن كذلك توفير سياسات الدعم والمساندة لجميع قطاعات الدولة مما يبعث بالأمل والتفاؤل إزاء تجاوز هذه الأزمة.
ولا تعتمد الآفاق المرتقبة على نتيجة المعركة بين الفيروس واللقاحات فحسب إنما ترتهن أيضا بمدى قدرة السياسات الاقتصادية المطبقة فى خلق جسر نحو استعادة الأوضاع الطبيعية اعتمادا على توافر اللقاح وتطور الأوضاع العالمية.
شهادة حق نعلنها وكلنا ثقة أن الحكومة المصرية تشجع التصدير بكافة الطرق والوسائل وتعتبرها قضية قومية وحيوية لا يمكن التفريط فيها أو التوقف عن دعمها ومساندتها لأن التصدير يرفع اسم مصر خفاقا فى جميع البلاد والأسواق الخارجية هذا بالإضافة إلى أن التصدير يلعب دورا كبيرا فى خلق المزيد من فرص العمل وله تأثير إيجابى على قطاعات وأنشطة أخرى كثيرة مرتبطة به كما أنه يساهم فى رفع متوسط الأجور، والصادرات ترفع أيضاً من احتياطيات النقد الأجنبى مما يجعل التصدير أكبر داعم للاقتصاد المصرى.
ومما لا شك فيه أن عام 2021 كان مليئا بالعديد من التحديات التى واجهت قطاع الطيران المدنى وصناعة النقل الجوى ليس فى مصر وحدها ولكن فى جميع بلدان العالم ويأتى على رأس هذه التحديات جائحة كورونا والتى تمثل تهديدا وتحدى خطير يواجه جميع العاملين فى مجال الشحن الجوى ولم تكن جائحة كورونا وحدها ولكن كان هناك العديد من الأزمات والعقبات منها زيادة أسعار النفط نتيجة زيادة الطلب من الدول الرئيسية المستهلكة للنفط مثل الصين والهند وكوريا ودول الاتحاد الأوروبى بالتزامن مع أزمة إمدادات الطاقة لمصادر أخرى مثل الغاز الطبيعى مما كان له تأثير مباشر على تكلفة تشغيل الطائرات وبالتالى على أسعار وتكاليف النقل والشحن الجوى.
وكذلك تتضمن قائمة الأزمات التى تواجه الاقتصاد العالمى وبالتالى ينعكس أثرها على الاقتصاد المصرى، زيادة معدل التضخم والذى من المتوقع أن يكون له أثر سلبى على انخفاض الطلب على السلع وبالتالى سيتسبب فى انخفاض مستوى النمو الاقتصادى فى جميع بلدان العالم.
ومن الأمور الواضحة التى نعترف بها والتى لا يختلف عليها الجميع أننا فى قطاع الطيران المدنى والشحن الجوى قد تمكننا من مجابهة جميع هذه التحديات والعقبات والمشاكل التى واجهت صناعة النقل الجوى خلال العام المنصرم بفضل دعم ومساندة القيادة السياسية والتى منذ الوهلة الأولى كانت تمتلك رؤية وفكر وأعلنت وقوفها بجانب قطاع الطيران المدنى وجميع قطاعات الدولة الأخرى المتضررة من جائحة كورونا والأزمات الأخرى وذلك عن طريق إعطاء توجيهات واضحة للجميع بتقديم تسهيلات وقروض للمصدرين بالإضافة إلى الاستمرار فى برنامج مساندة ودعم الصادرات والمصدرين المصريين مما كان له أكبر الأثر فى اجتياز هذه العقبات وزيادة القدرة التنافسية للمنتج المصرى وتحقيق نتائج تفوق التوقعات وزيادة فى معدلات النشاط والأداء وتحقيق نتائج طيبة للاقتصاد المصرى.
ولقد أثبتت التجربة التى مر بها الاقتصاد المصرى فى ظل الأزمات التى حدثت على مدار العامين الماضيين أنه لولا الإجراءات والقرارات التى اتخذتها القيادة السياسية لما استطاعت جميع قطاعات الدولة تجاوز هذه الأزمات ولحدث ما لا يحمد عقباه وكانت ستكون النتائج كارثية على كل أطراف عملية الشحن الجوى سواء كان المصدرين أو وكلاء الشحن وقبل كل هولاء شركة الطيران وهنا لابد لنا أن نثمن ونفتخر بأن لنا قيادة سياسية على هذا المستوى من إدراك أبعاد الأزمات المختلفة ولديها رؤية وصاحبة قرار تستطيع أن تتدخل فى الوقت المناسب لإعادة الأمور إلى نصابها.
ولا ينكر أى من المتابعين لحركة التصدير دور الشركة الوطنية “مصر للطيران” فى دعم حركة الصادرات المصرية حيث تولى الناقل الوطنى لجمهورية مصر العربية هذا الملف اهتماما كبيرا من خلال تدعيم أسطول الطائرات وزيادة الحمولات والفراغات المتاحة على طائرات الشركة سواء كانت ركاب أو بضائع لما له من تأثير كبير وإيجابى فى زيادة حجم الصادرات المصرية.
ولقد كان توجها محمودا من جانب قيادات شركة مصر للطيران للشحن الجوى أن سارت على نهج القيادة السياسية عندما قامت بتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة للمصدرين ووكلاء الشحن سواء عن طريق طرح أسعار تشجيعية أو زيادة فى عدد رحلات الركاب والبضائع وتقديم كافة أشكال التسهيلات والخدمات فى جميع مراحل عملية الشحن الجوى مما كان له أثر بالغ فى تفادى وتجنب جميع هذه الأزمات.
ولنا أن نفتخر بأن ما اتخذته شركة مصر للطيران للشحن الجوى من إجراءات وقرارات على مختلف الأصعدة قد كان له الأثر الأكبر فى زيادة الصادرات المصرية عن العام الماضى رغم كل العقبات والمشاكل التى تواجه الاقتصاد المصرى والعالمى مما يعد إنجازا يحسب فى سجل إنجازات شركة مصر للطيران للشحن الجوى والتى أثبتت أنها أكبر داعم للمصدرين والاقتصاد المصرى.
كلنا أمل ونحن نستقبل عام جديد أننا سنتمكن فى ظل دعم قيادتنا السياسية الحكيمة بجانب فهم ووعى قيادات شركة مصر للطيران من مضاعفة الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة أمام المصدرين المصريين والوصول إلى نقاط جديدة بما يضمن وجود المنتج المصرى فى جميع الأسواق الخارجية.
بقلم: محمد أحمد، رئيس لجنة الشحن الجوى بشعبة خدمات النقل الدولى واللوجستيات بالأسكندرية