قال متعاملون فى القطاع العقارى، إنَّ “العزل الحرارى” يعد من العوامل المؤثرة فى قطاع التشييد والبناء، لما له من أهمية فى خفض درجات الحرارة فى المبانى بجانب تقليل التكلفة عبر الحد من استهلاك الكهرباء.
وطالب بعضهم بضرورة توجه وزارة الإسكان نحو طرح أكواد خاصة بالعزل وليس مواصفات، كما هو متبع حالياً.
قال طارق الجمال، رئيس مجلس إدارة شركة ريدكون للتعمير، إنَّ وزارة الاسكان يجب أن تصمم أكواداً خاصة بالعزل الحرارى تتوافق مع الأكواد والنظم العالمية للعزل، على أن تكون تلك الأكواد ملزمة للمطورين.
وأضاف لـ«البورصة»، أن ثمة فرقاً بين المواصفات والأكواد، إذ إنَّ ما يطبق حالياً هو المواصفات. كما يجب إقرار حوافز للشركات التى تتبنى مفهوم العمارة الخضراء، سواء فى أسعار الأراضى أو مدد السداد.
وقال محمد سامى سعد، العضو المنتدب لشركة مصر للتعمير، رئيس الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، إنَّ العزل الحرارى هو الأهم، مع التغيرات المناخية التى دخلت على البئية المصرية، وارتفاع درجات الحرارة فى فترة الصيف، وانخفاضها بشدة فى فصل الشتاء، ما يؤثر على عملية استهلاك الكهرباء والطاقة؛ نتيجة استخدام أجهزة التكييفات أو أجهزة التدفئة والغلايات الكهربائية.
أضاف أن العزل يأخذ أشكالاً مختلفة؛ من بينها استخدام أنواع خصوصاً من الطوب المعالج المقاوم للحرارة لتقليل تدفق الحرارة فى فصل الصيف، والاحتفاظ بها فى فصل الشتاء، موضحاً أن هذه النوعيات من الطوب تنتج داخل السوق المحلى، وتعد رخيصة مقارنة بتخفيضها أسعار الطاقة على المدى الطويل.
وأشار إلى أن عملية العزل الحرارى تتضمن لصق ألواح من مواد خاصة على الواجهات الخارجية للمبانى قبل تشطيبها، كما تستخدم بعض الشركات أساليب أخرى للعزل الحرارى تتمثل فى استخدام طوب خاص يحتوى على فراغ داخلى، أو بناء الواجهات الخارجية من جدارين من الطوب بينهما مسافات.
ولفت إلى ضرروة وضع العزل الحرارى وعزل الرطوبة فى الأدوار الأخيرة بالمبانى، لما له من تأثير سلبى على حياة المواطنين؛ بسبب ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، فضلاً عن تسببها فى حدوث شروخ إنشائية طفيفة أو تدهور التشطيبات الداخلية للمبنى.
وتابع: «العزل الحرارى للأسطح يستخدم نوعيات مختلفة مثل مواد السيلتون وألواح البوليسترين الفلين، والفوم الأبيض والسيراميك ذى الطبقات العازلة وألواح الصوف الصخرى المخصصين للأسطح؛ حيث يختلف عزل الأسطح عن الواجهات الخارجية فى نوعية المواد المستخدمة».
وقال فهد أبوالعزم، رئيس مجلس إدارة شركة IEC للاستشارات الهندسية الدولية، إنَّ عملية العزل تبدأ منذ تصميم المبنى، مروراً بدراسة التصميم البيئى ودراسة مناخ المكان الملائم للمبنى وتحديد عوامل الرياح وأشعة الشمس والضوضاء، حتى يتوافق العزل من طبيعة المناخ ليقلل من تكلفة الطاقة على العملاء.
أضاف أن الكثير من الاستشاريين المعماريين يعتمدون على استخدام جدار مزدوج من الطوب العازل للحرارة فى الحوائط الخارجية للمبانى.
وأوضح أن العزل الحرارى والمائى للواجهات والأسطح يعد جزءاً مكملاً للعملية الإنشائية، وتتوافر فى السوق المحلى أنواع متعددة من العزل، من بينها الزجاج والطوب والمواد الخاصة بالعزل، والتى تعمل على تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية، والحد من تسرب الحرارة والصوت عبر الجدران وأسقف السطح.
أشار «أبوالعزم»، إلى أن تكلفة المواد العازلة لا تتعدى %2 من التكلفة الإنشائية للوحدة. كما أن مواد العزل شهدت تطوراً ملحوظاً، من حيث نوعية الخامة وسمكها وأشكالها.
كما تتوافر فى السوق ألواح قليلة السُمك تستخدم للعزل الحرارى والمائى معاً، إذ تسعى الشركات إلى تقليل سُمك المادة مع استخدام أفضل نتيجة.