هيرميس: قطاعات الطاقة والأسمدة والألومنيوم مستفيدون رئيسيون
الشبيني: استفادة كبيرة لـ”القابضة المصرية الكويتية”
شهدت أسواق المال العالمية والأقليمية ضغوطًا شديدة خلال جلسة نهاية الأسبوع الماضي بعد قيام روسيا بغزو أوكرانيا، وخسر رأس المال السوقى للبورصة المصرية نحو24.4 مليار جنيه فى جلسة تداول الخميس الماضى على أثر النزاع الروسى الأوكرانى.
وأثرت تلك التوترات على أسعار السلع الأساسية لاسيما البترول الذى شهد مستويات تاريخية، لتسجل أسعار النفط نحو 101.4 دولار للبرميل، فيما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى تسليم شهر أبريل 94.66 دولار للبرميل تزامنًا مع سيطرة التوقعات باستمرار الطلب العالمي على السلع الأولية فى 2022، مع تعافى الاقتصاد العالمى، وإن كان مستبعداً حدوث قفزات مماثلة في الأسعار.
ورصدت البحوث بعض الأسهم المستفيدة من تلك الأزمة فى البورصة المصرية.
وقالت بحوث المجموعة المالية هيرميس لتداول الأوراق المالية، إن ارتفاع أسعار الطاقة يضيف إلى مشكلات التضخم، بعد دخول الأزمة الروسية الأوكرانية منعطفًا جديدًا.
وأضافت أن احتمال المزيد من العقوبات الاقتصادية الغربية يثير المخاوف من التصعيد، الذي قاد بدوره ارتفاع أسعار الطاقة، وتراجع الاهتمام بالأسواق الناشئة.
ولفتت إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة محرك رئيسى للتضخم العالمي، الذي أثر بالفعل بشدة على عملات ومعدلات التدفقات النقدية الأسواق الناشئة في الأشهر القليلة الماضية.
وذكرت أن التصعيد يزيد من مشكلات الأسواق الناشئة، ولا سيما البلدان المستوردة للنفط، ويؤدي إلى احتمال استمرار ارتفاع معدلات التضخم في أسعار المواد الغذائية.
وتابعت، أن التوقعات أكثر تعقيدًا من احتمالية تسريع تشديد السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، مما يزيد الضغط على التمويل فى مواجهة عجز الحساب الجارى، والحد من التدفقات النقدية إلى الأسواق الناشئة.
وأوضحت بحوث هيرميس، أن الجمع بين ارتفاع أسعار الطاقة والحذر تجاه الأسواق الناشئة يجعل دول مجلس التعاون الخليجى سوقا رابحًا ، لأن تلك الدول ستستمر فى تلقى تدفقات نقدية قوية خلال 2022.
وأوضحت أن المزيج بين تشديد السياسة النقدية، وزيادة الضغوط التضخمية سيشكل ضغطا إضافيا على الاقتصادات المستوردة للنفط بقيادة باكستان، ومع ارتفاع أسعار الطاقة فإن أسهم قطاع الأسمدة تتصدر المستفيدين، بدعم من الأسعار المرتفعة، والمنتجين في السعودية، ومصر سيحققون أكبر فائدة من الوصول المباشر إلى الأسواق الأوروبية، خاصة مع تثبيت أسعار الغاز.
وتوقعت هيرميس أن يكون قطاع الألومنيوم مستفيدًا رئيسيًا ، مع ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا تجعل بعض طاقتها الإنتاجية معطلة، مما يشكل ضغطا على المخزونات لديها.
ونصحت بالتركيز على أسهم البتروكيماويات، خاصة سهمى “أبو قير للأسمدة”، ومصر لإنتاج الأسمدة “موبكو”.
وأشارت إلى تفضيلها للقطاع المالي نظرًا لارتفاع معدل الفائدة، وانخفاض تكاليف المخاطر، فضلاً عن النمو القوى للقروض.
ووضعت البحوث قائمة بأفضل 20 سهمًا فى الشرق الأوسط، ضمت 3 أسهم مصرية، وهم “البنك التجاري الدولي” بقيمة عادلة قدرتها بنحو 66.6 جنيه، وسهم القابضة المصرية الكويتية بقيمة عادلة عند 2 دولار، وسهم “طلعت مصطفى القابضة” مع تحديد قيمة عادلة له عند 15 جنيها للسهم.
و ارتفعت الأسهم الروسية فى تعاملات الجمعة بأكثر من 22% رغم تسجيلها أمس أسوأ خامس هبوط يومي في تاريخ أسواق الأسهم.
وقال هشام الشبيني رئيس قطاع البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إن قطاع الطاقة بكل مشتقاته من أكبر المستفيدين من الأزمة الروسية الأوكرانية، و هو من أوائل القطاعات التي تم ترشيحها من قبل “مباشر” فى الاستراتيجية السنوية.
وأضاف الشبيني، أن التوترات الجيوسياسية سواء بين الصين وأمريكا، أو روسيا وأوكرانيا، أو التوترات بين إسرائيل وإيران، أو تلك التي بين مصر وأثيوبيا، وأن أي صعود في إحدى الملفات من الممكن أن يسبب صدمة فى سوق الطاقة العالمي خاصة النفط، وهو ما ظهرجليًا بعد التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف أن قطاعات الطاقة التقليدية، أو الطاقة الجديدة والمتجددة كلاهما مستفيد على حد سواء، ولكن الاستفادة تتفاوت من قطاع للآخر.
وذكر أن الأسهم التى تستفيد بصورة كبيرة تلك التى تعمل في المراحل الأولية من عملية إنتاج أى شركات التنقيب “up stream”، والشركة القابضة المصرية الكويتية التى تعمل في هذا المجال والوحيدة من نوعها في الشركات المدرجة، فضلاً عن أنها أيضًا تعمل في نشاط الأسمدة عبر شركة الإسكندرية للأسمدة.
ولفت إلى أن الشركات المستفيدة أيضًا التى تعمل في مجال توصيل المواد البترولية وهي المرحلة المتوسطة من قطاع الطاقة، والتى تسمى بـ “mid stream”، يليها في الاستفادة تلك التى تعمل للمستهلك النهائي وهي شركات التكرير “down stream” مثل شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية”، و”طاقة عربية” التابعة لشركة القلعة القابضة، والمصرية للتكرير.
ولفت إلى أن شركات التكرير ستستفيد استفادة مؤقتة على عكس شركات التنقيب، خاصة وأنها تتلقى البترول بالأسعار العالمية وتبدأ عملية تكريره، والاستفادة مؤقتة من الخام الحالي المتوفر لديها والذي يمثل هامش ربحية كبيرة لتعود الربحية إلى مستوياتها الطبيعية بعد شرائها بالسعر العالمي مرة أخري.
وأوضح، أن ارتفاع أسعار النفط يزيد التوجه لاستعمال السلع الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي و بالتالي يزيد الطلب على السلع الزراعية للاستخدامات بخلاف الغذاء، مما يرفع سعر السلع الغذائية لذلك كان هذا أحد أسباب اختيار ” الدلتا للسكر”.
وقالت بحوث برايم لتداول الأوراق المالية، إن التفكير الاستراتيجي مهمة صعبة للغاية في هذا الموقف بالتحديد، حيث يدخل المستثمرون في وضع إيقاف المخاطر.
وأضافت البحوث، أن وجهة النظر التكتيكة تتمثل في خروج الأسهم المرتبطة بالسلع مع المواد الأولية المحلية رابحة، وحال استمرار الوضع بين روسيا وأوكرانيا فإن عدة أسهم مرشحة للاستفادة.
وحددت تلك الأسهم، أبوقير للأسمدة، ومصر لإنتاج الأسمدة، والقابضة المصرية الكويتية، والمالية والصناعية، ومصر للألومنيوم، ومصر لصناعة الكيماويات، وسيدي كرير للبتروكيماويات، والقلعة القابضة، والإسكندرية للزيوت المعدنية.
