تواجه شركات الطيران الروسية خطر توقف رحلاتها، حيث تُهدد العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا قدرة شركات الطيران على تمويل الطائرات المُستأجرة، فيما تدرس شركات التأجير تطبيق إجراءات التخلف عن السداد.
تستأجر شركات الطيران الروسية أكثر من نصف الطائرات التجارية النشطة الموجودة في روسيا، معظمها من شركات مقرها في الخارج، وفقاً لتحليل المكتب الدولي للطيران (IBA) الاستشاري، الذي يقدم المشورة لشركات الطيران وشركات صناعة الطائرات والبنوك والمؤجرين، يشمل هذا العدد عشرات الطائرات في شركة الطيران الوطنية الروسية “إيروفلوت” (Aeroflot).
ووفقا لوكالة أنباء “بلومبرج”، قد يأتي هذا الاختبار خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث تتجه شركات الطيران الروسية لتسديد مدفوعات للطائرات التي تستأجرها.
قال فيل سيمور، رئيس المكتب الدولي للطيران، الأحد إنه مع فرض عقوبات على المؤسسات المالية الروسية واتخاذ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان خطوات لاستبعاد بعض البنوك من نظام “سويفت” (SWIFT) المستخدم لإجراء التعاملات، قد تواجه شركات الطيران صعوبة في دفع مستحقات مارس.
أضاف سيمور في مقابلة هاتفية: “هناك خطر حقيقي بسبب التخلف عن السداد قد تتعرض له روسيا بحلول الأسبوع المقبل، حيث تدرك شركات التأجير أنه سيتم تضييق الخناق بشكل أكبر مع بدء العقوبات وهناك قرارات يتعين اتخاذها”.
إنهاء عقود
قال مسؤول تنفيذي كبير في مجال تأجير الطائرات في روسيا أنه بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي أُعلنت الأحد، سيُطلب من شركات التأجير إنهاء جميع العقود مع شركات الطيران الروسية خلال الثلاثين يوماً التالية.
أضاف المسؤول أن هذا المطلب مستقل عن استبعاد روسيا من نظام “سويفت”، بناءً على فهمهم للإجراءات.
قد تكون إجراءات استعادة الطائرات جارية بالفعل، حيث نقلت وكالة أنباء “انترفاكس” عن مصدر لم توضح هويته في شركة الطيران الوطنية الروسية أن مؤجراً أوروبياً قد استدعى ثلاث طائرات من طراز “بوينغ 737” من وحدة “بوبيدا” منخفضة التعرفة التابعة لشركة “إيروفلوت”.
بيّن تقرير منفصل من وسيلة الإعلام الروسية “أر بي سي” (RBC) أن شركة تأجير أيرلندية صادرت إحدى طائرات “بوبيدا” من طراز “737” في مطار إسطنبول هافاليماني، نقلاً عن مصدر طيران روسي لم تحدده.
اقرأ أيضا: “الاتحاد الأوروبى” قد يحظر رحلات الطيران الروسية من دخول مجاله الجوى
لم يرد ممثلو شركات الطيران الروسية على طلبات التعليق من بلومبرغ خارج ساعات العمل.
تعتبر “إيركاب هولدينجز” (AerCap Holdings) أكثر الشركات انكشافاً على الأزمة، حيث تملك الشركة نحو 152 طائرة في روسيا وأوكرانيا وتبلغ القيمة السوقية لهذه المحفظة 2.5 مليار دولار، وفقاً لأرقام المكتب الدولي للطيران.
شركة “إس إم بي سي أفييشن كابيتال” (SMBC Aviation Capital) لتأجير الطائرات، ذراع التأجير في دبلن لمجموعة “سوميتومو ميتسوي” المالية اليابانية، هي من بين المُؤجرين الأجانب لروسيا، وتليها شركة “بي أو سي إيفييشين” (BOC Aviation) في المرتبة الثانية من حيث القيمة، ومقرها سنغافورة، إضافة لشركة “اير ليس” (Air Lease) في لوس أنجلوس، المؤجر الأقل نسبة.
داخلي ودولي
قال أكبر مؤجر في آسيا في رد بالبريد الإلكتروني على “بلومبرج نيوز” أن العقوبات ستؤثر على معظم طائرات شركة “بي أو سي إيفييشين” الموجودة في روسيا، حيث قالت الشركة أن سياستها تقضي بالامتثال لجميع القوانين السارية على أعمالها.
وتملك الشركة 18 طائرة مؤجرة لأربع شركات طيران روسية وهي “إيروفلوت” و”أورال” (Ural) و”إس 7″ (S7) و”إير بريدج كارغو” (AirBridgeCargo)، فضلاً عن طائرة أخرى مؤجرة لشركة “روسيا إيرلاينز”.
قال سيمور أن شركة التأجير الحكومية الروسية “جي تي إل كيه” (GTLK) احتلت المرتبة الثانية بشكل عام بمزيج من الطائرات التجارية والمروحيات بما في ذلك طائرة “سوخوي سوبر جيت 100” روسية الصنع، التي لن تتأثر على الأرجح.
وتمتلك شركة “إيركاب” نحو 96 طائرة مُؤجرة لشركة “إيروفلوت” و17 طائرة مع “بوبيدا” منخفضة التعرفة، وفقاً للشركة المتخصصة في تقييم الطائرات “أفيتاس” (Avitas)، بما يعادل حوالي 5% من إجمالي أسطول الشركة التي تتخذ في دبلن مقراً لها.
فيما تضررت شركات الطيران الروسية نتيجة إغلاق المجال الجوي الذي منعها إلى حد كبير من العمل باتجاه الغرب، فإن الرحلات الداخلية تشكل حوالي 65% من السوق وهي لم تتأثر في الغالب بالإجراءات.
يعني هذا أن الطلب على تلك الطائرات سيظل قوياً، كما يقول المكتب الدولي للطيران، خاصة مع انتعاش حركة السفر بعد “كوفيد-19”.
المصدر: اقتصاد الشرق








