ارتفعت أسعار النفط بنسبة تتجاوز 9% فى تعاملات اليوم الاثنين، لتصل لأعلى مستوى لها منذ 2008، حيث تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون فرض حظر على استيراد النفط الروسى وتأجيل العودة المتوقعة للخام الإيرانى إلى الأسواق العالمية، ما أثار بعض المخاوف من تعطل الإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 12.61 دولارًا، ما يعادل 10.6% لتصل إلى 130.72 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 10.41 دولار، ما يعادل 9% ليصل إلى 126.09 دولارًا للبرميل.
وارتفع كلا الخامين القياسيين ما يتجاوز 10 دولارات للبرميل، فى الدقائق القليلة الأولى من التداول اليوم الاثنين، ليصلا إلى أعلى مستوى لهما منذ يوليو 2008، ليسجل خام برنت 139.13 دولارًا، فى حين سجل خام غرب تكساس الوسيط 130.50 دولارًا.
وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين حظر واردات النفط الروسى، كما نسق البيت الأبيض مع لجان الكونجرس الرئيسية للبدء فى تطبيق هذا الحظر.
وقال محللون فى “سى إم سى ماركتس”: “ستؤدى عملية المقاطعة هذه لفرض ضغوط هائلة على إمدادات النفط والغاز التى تأثرت بالفعل بزيادة الطلب، وقد ترتفع الأسعار على المدى القصير، مع عدم وجود تحرك نحو 150 دولارًا للبرميل، ولكن لا نستبعد ذلك”.
وأضاف المحللون: “مثل هذه الخطوة ستضع مزيدًا من الضغط على الاقتصادات العالمية، وتدفع معدلات التضخم إلى مزيد من الارتفاع، ما سيدفع البنوك المركزية إلى التسريع من وتيرة رفع أسعار الفائدة”.
وقال المحللون فى بنك أوف أمريكا إنه فى حالة مقاطعة معظم صادرات النفط الروسية، فقد يؤدى ذلك لعجز تصل قيمته 5 ملايين برميل أو ما يتجاوز ذلك، وهذا يعنى أن أسعار النفط قد تتضاعف من 100 دولار إلى 200 دولار للبرميل، فى حين قال محللو “جى بى مورجان”، خلال الأسبوع الجارى، إن أسعار النفط قد تتضاعف لتصل إلى 185 دولارًا للبرميل خلال العام الجارى.
وقال هووى لى، الخبير الاقتصادى فى بنك أو سى بى سى السنغافورى: “فى حالة عدم انحسار أزمة تعطل الإمدادات، فقد تتجاوز أسعار النفط الارتفاع القياسى بمراحل كبيرة، وفى أسوأ سيناريو للعقوبات الشاملة على صادرات الطاقة الروسية، لن نتفاجأ إذا رأينا تداول خام برنت فوق 200 دولار”.
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات استخراج النفط العاملة الأسبوع الماضى، ما يؤكد المخاوف بشأن الإمدادات، وقالت المؤسسة الوطنية للنفط فى ليبيا، يوم الأحد، إن إغلاق حقلى “الفيل” و”شرارة” للنفط، أدى إلى خسارة 330 ألف برميل يومياً، أى ما يتجاوز 25% من إنتاجها فى عام 2021.
وقالت مجموعة أوراسيا إن المطالب الروسية الجديدة قد تعطل المحادثات النووية رغم أنها لا تزال لديها بعض التوقعات بالتوصل إلى اتفاق بنسبة 70%.
وذكر محللون أن إيران ستستغرق عدة أشهر لاستعادة تدفق النفط حتى لو توصلت إلى اتفاق نووى.