بينما تبحث الحكومة البريطانية عن فرص الخروج من الاتحاد الأوروبي، اكتشفت إحدى المجموعات بالفعل هذه الفرص، وهذه المجموعة هم أصحاب المستودعات الهولندية.
تضخم تدفق الشركات التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها إلى هولندا حيث تصارع مع اضطراب أحد الحدود الجمركية عبر بحر الشمال.
وبنى أكثر من 90 مستثمرا، من بينهم شركة “هوبو” للخدمات اللوجستية لتجار التجزئة عبر الإنترنت، مساحات توزيع أو استأجروها منذ عام 2017، نصفهم في عام 2021، بحسب الوكالة الحكومية “إنفيست إن هولند”.
قال مارتن بيش، الرئيس التنفيذي لشركة “هوبو”، إن الشركة اضطرت أن تتصرف بعد أن هجرها العملاء مع استمرار مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي حتى آخر لحظة في ديسمبر 2020، متابعاً: “خسرنا نحو 10% من إيراداتنا، التي كانت من عملاء يغادرون بريطانيا إلى أوروبا، فقد كان مشهداً فوضوياً”.
قالت حكومة بوريس جونسون مراراً وتكراراً إنها مستعدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر من عام 2020 دون اتفاقية تجارية في وقت تتفاوض فيه مع بروكسل.
وفي النهاية، أبرمت اتفاقية للتجارة مبنية على الإعفاء من الرسوم الجمركية والحصص عشية ليلة الكريسمس، لكن هذا الأمر أدخل ضوابط جمركية وضوابط تتعلق بسلامة الأغذية وضوابط ضريبية بعد فترة انتقالية مدتها عام.
قال بيش: “لم نكن نعرف ماذا نفعل؟ ولم تكن هناك نصيحة حكومية تقريباً”، مضيفاً أن عدة شركات صغيرة توقفت ببساطة عن إمداد الاتحاد الأوروبي لعدم تمكنها من فهم الإجراءات الورقية المطلوبة ولقلقها من ممارسة أعمالها بشكل غير قانوني.
كانت “هوبو” تتطلع بالفعل لاستئجار مستودع في ألمانيا، لكن كوفيد-19 والبيروقراطية أخرا العملية، ثم تحولت إلى هولندا وبحلول يونيو 2021، كانت منشأتها في إيندهوفن، بالقرب من الحدود البلجيكية، تعمل بـ 40 موظفاً.
أفاد بيش أن “هولندا مكان رائع لتأسيس شركة. إنهم مستعدون للمساعدة وهم بجوار كثير من الأسواق الرئيسة”.
بالنسبة للشركات التي تصدر منتجاتها في الاتحاد الأوروبي، فإن إحضارها إلى بريطانيا لإرسالها مرة أخرى إلى الاتحاد الأوروبي هو أمر أقل منطقية من الناحية التجارية.
كان على شركة “سناج”، التي تبيع بناطيل إيطالية الصنع وغيرها من الملابس عبر الإنترنت، اتخاذ قرار في يوليو الماضي لاستيعاب النمو، وبناء مركز توزيع جديد في المملكة المتحدة أو في الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل نحو ثلث المبيعات، وبعد تقييم عدد من الدول، اختارت هولندا.
لطالما كانت هولندا مركزاً تجارياً، حيث يوجد فيها أكبر ميناء في أوروبا في روتردام، وتستخدم نهر الراين لنقل المنتجات من وإلى قلب ألمانيا الصناعي، ومنذ عام 2017، تضاعفت مساحة المستودعات في الميناء لتصل إلى 4 ملايين متر مربع، أو 400 هكتار.
قال داني ليفنسوارد، مدير النقل المجزأ للشحنات في الميناء: “هناك طلب كبير، وخروج بريطانيا أحد العوامل وراء ذلك”، مشيراً إلى أن كثيراً من الشركات العالمية تريد أيضاً “مخزوناً احتياطياً” بسبب الاضطرابات في سلاسل الإمداد الناجمة عن الوباء.