يستمر الطلب على المنازل الجديدة فى تجاوز المعروض رغم المخاوف المتزايدة بشأن اقتصاد بريطانيا، ما يزيد من احتمالية تهدئة سوق الإسكان بدلاً من الانهيار.
وقدمت كل من «كريست نيكلسون» و«بيلواى»، وهما من أكبر شركات بناء المنازل فى البلاد، توقعات تفاؤلية يوم الثلاثاء، إذ قامت الأولى بترقية توقعات إيراداتها للعام بأكمله، وأعلنت الأخيرة بيع المنازل بوتيرة أسرع من العام السابق.
كان ذلك رغم ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم والانكماش غير المتوقع فى الاقتصاد، الأمر الذى أجج التوقعات بحدوث تباطؤ فى سوق الإسكان وربما انخفاض حاد فى المبيعات.
قال كريس ميلينجتون، المحلل فى «نوميس»: «الرسالة حتى الآن هى أن التداول لم ينحسر حقاً.. معدلات المبيعات قوية مقارنة بما كانت عليه قبل كوفيد، كما أن طلبات الحج وصلت لمستوى لم نشهده من قبل».
أضاف: «السوق سيتجه حتماً نحو الاعتدال، فلا يمكنك أن ترى عدم حدوث ذلك مع ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الاقتصادى، لكن هذا يجعل الأمر يبدو وكأنه اعتدال وليس انهياراً».
سجلت شركة «كريست نيكلسون» ربحاً معدلاً قبل خصم الضرائب قدره 52.5 مليون جنيه إسترلينى فى الأشهر الستة حتى نهاية أبريل، بزيادة %45 على 36.1 مليون جنيه إسترلينى المسجلة فى نفس الفترة من العام الماضى، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
كذلك، تكبدت الشركة رسوماً استثنائية قدرها 105 ملايين جنيه إسترلينى لتغطية تحسينات السلامة من الحرائق التى نشأت عن حريق برج جرينفيل السكنى فى لندن قبل خمسة أعوام، ما تسبب فى تأرجحها إلى خسارة على أساس غير معدل.
وتضررت الشركتان مع زيادة التوقعات بالتباطؤ، كما اتخذ وزير الإسكان البريطانى مايكل جوف اتجاهاً متشدداً مع القطاع بشأن سلامة المبانى.
قال بيتر تروسكوت، رئيس شركة «كريست»، إن الشركة كانت مضطرة أيضاً للتعامل مع ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 30% لمواد معينة بفضل زيادة تكلفة الطاقة.
بشكل عام، ارتفعت تكاليف البناء بنسبة تتراوح بين 6 ـ 8%، لكنها استمرت فى التعويض عن ارتفاع أسعار المنازل، مع نقص مزمن فى المعروض من المنازل الجديدة فى البلاد مما يضمن استمرار مرونة الطلب.
وأوضح تروسكوت، أن نظام التخطيط يقيد المعروض من المنازل الجديدة، حيث تكافح السلطات المحلية لتقسيم الأراضى بسبب التأخيرات المرتبطة بالوباء وتعليق الحكومة لإصلاح تخطيط البيع بالجملة.
فى الوقت نفسه، قال جيسون تيب، الرئيس التنفيذى لبوابة العقارات «أون ذا ماركت»، إن هناك دلائل على أن المزيد من المنازل قادمة إلى السوق، وهو ما من المرجح أن يوقف نمو الأسعار الجامح الذى شوهد خلال الوباء.