ارتفعت أسعار النفط فى تعاملات اليوم الأربعاء ما يقارب 3% قبل تقليص بعض المكاسب مع عودة المستثمرين إلى السوق بعد هبوط حاد فى الجلسة السابقة، مع عودة المخاوف بشأن الإمدادات رغم استمرار مخاوف الركود العالمى.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 3.08 دولار، ما يعادل 2.9% لتصل إلى 105.85 دولار للبرميل فى التعاملات المبكرة بعد أن تراجعت 9.5% يوم الثلاثاء، وهو أكبر انخفاض يومى منذ مارس الماضى، وارتفع فى أحدث التعاملات 92 سنتا، ما يعادل 0.9% ليصل إلى 103.69 دولار للبرميل.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى إلى أعلى مستوى له فى الجلسة عند 102.14 دولار للبرميل، ليرتفع 2.64 دولار، ما يعادل 2.7%، بعد أن أغلق دون مستوى 100 دولار للمرة الأولى منذ أواخر أبريل الماضى، وارتفع فى أحدث تداول 46 سنتا ما يعادل 0.5% ليصل إلى 99.96 دولار للبرميل.
وقال جون كيلدوف، الشريك فى “أجين كابيتال إل إل سى”: “اليوم هو نوع من إعادة الضبط، لا شك أن هناك بيع على المكشوف والمستثمرون يقتنصون تلك الصفقات، فالقصة الأساسية فيما يتعلق الركود العالمى لا تزال قائمة، كما أن البيع كان مبالغ فيه بالتأكيد”.
وحسبما قال قيادى نقابى ووزارة العمل، تدخلت الحكومة النرويجية، أمس الثلاثاء، لإنهاء إضراب فى قطاع البترول أدى إلى خفض إنتاج النفط والغاز، منهية بذلك جمودًا كان من الممكن أن يؤدى إلى تفاقم أزمة الطاقة فى أوروبا.
ورغم ذلك، استمرت المخاوف بشأن الركود فى التأثير على الأسواق، ووفقًا لبعض التقديرات المبكرة، قد يكون أكبر اقتصاد فى العالم قد تقلص فى الأشهر الثلاثة من أبريل حتى يونيو الماضيين، وسيكون هذا هو الربع الثانى على التوالى من التراجع.
وأظهرت حسابات رويترز أن المزيد من البنوك المركزية فى مجموعة العشرة رفعت أسعار الفائدة فى يونيو المنتهى، مقارنة بأى شهر آخر على مدى عقدين على الأقل، ومع ارتفاع معدلات التضخم إلى أعلى مستوياتها فى عدة عقود، لا يُتوقع أن تتراجع وتيرة تشديد السياسة فى النصف الثانى من عام 2022.
وقال ليون لى، المحلل المقيم فى شنغهاى لدى “سى إم سى ماركيتتس”: “رغم أن النفط الخام لا يزال يعانى من أزمة نقص الإمدادات، لكن العوامل الرئيسية التى أدت إلى عمليات البيع الحاد فى النفط أمس لا تزال قائمة”، وأشار إلى تشديد السياسة من قبل البنوك المركزية العالمية وتوقعات رفع سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى كضغط على أسعار السلع.
وأضاف ليون لى: “قد يكون انتعاش اليوم تصحيحًا قصير المدى للمضاربين على الانخفاض وقد تظل أسعار النفط تحت الضغط فى المستقبل القريب”.