من المتوقع أن تصل إيجارات المكاتب في سنغافورة إلى مستويات ما قبل الوباء، للمرة الأولى منذ بداية أزمة كوفيد-19، إذ تندفع الشركات الصينية لتوسيع عملياتها في الدولة المدينة.
كانت عودة العمال إلى المكتب خلال العام الحالي، بجانب عمليات الإغلاق في الصين والقيود المفروضة في هونج كونج التي أجبرت الشركات الأجنبية على التفكير في مواقع بديلة، سبباً في دفع إيجارات المساحات المكتبية الرئيسية في وسط المدينة إلى 10.74 دولار سنغافوري “أي ما يعادل 7.71 دولار أمريكي” للقدم المربع في الربع الثاني، بحسب مجموعة “جي.إل.إل” العقارية.
تشير البيانات إلى ارتفاع الإيجارات بنسبة 2.7% مقارنة بالربع السابق، وهو ما يعني أن الملاك في المركز المالي الآسيوي تمتعوا بخمسة أرباع متتالية من النمو.
وتتوقع ريجينا ليم، رئيسة الاستشارات الإستراتيجية لأعمال أسواق رأس المال الآسيوية في مجموعة “جي.إل.إل”، أن يصل الإيجار إلى 11 دولارا سنغافوري بحلول نهاية العام، وأن يرتفع بنسبة 25% أخرى بحلول عام 2026.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن أرقام الربع الثاني كانت أقل بنسبة 0.6% فقط مما قيمته 10.81 دولار سنغافوري للقدم المربع المسجل في نهاية عام 2019، مع تفوق سوق سنغافورة على المراكز المالية الآسيوية المنافسة، مثل هونج كونج وطوكيو.
وقعت مجموعة الأزياء الصينية السريعة “شي إن” عقد إيجار في الربع الأول من العام الجاري، وانتقل مؤسس الشركة وعدد من الموظفين إلى سنغافورة وشغلوا مساحة مكتبية رئيسية في مركز مارينا باي المالي.
كما اشترت مجموعة “علي بابا” الصينية حصة في برج مكاتب مركزي في عام 2020 من أجل مقرها الدولي، وتمت الموافقة الشهر الماضي على خطط لإعادة تطوير المبنى إلى ما يمكن أن يصبح أطول ناطحة سحاب في المدينة.
واستكشفت شركتا التكنولوجيا الصينيتين المتنافستين “بايت دانس” و”تينسنت” مزيداً من خطط التوسع في سنغافورة، بحسب مصادر مطلعة على خطط الشركتين.
لطالما كانت سنغافورة موقعاً مرغوباً فيه بالنسبة للشركات الأجنبية لتأسيس مقار رئيسية آسيوية بسبب معدلات الضرائب المنخفضة وسيادة القانون القوية والحياد الجيوسياسي.
قال كالفين يو، رئيس مكتب الاستشارات الخاص بشركة “نايت فرانك سنغافورة”، إن المدينة أصبحت أكثر جاذبية خلال الوباء، حيث دفعت عمليات الإغلاق في مدن البر الرئيسي الصيني والقيود الشديدة المفروضة في هونج كونج الشركات إلى فتح مكاتب في سنغافورة.
يُنظر إلى سنغافورة باعتبارها ملاذ أكثر مرونة مقارنة بالمدن الأخرى في المنطقة، لكن الخبراء حذروا من أن تدهور آفاق النمو العالمي والتضخم قد يضع سقفاً لنمو الإيجارات في سنغافورة.








