قالت وزيرة التعاون الدولي،الدكتورة رانيا المشاط، إن ضمان تحقيق النمو الاقتصادي الشامل والمؤثر،يتطلب الالتزام بمعايير الاستدامة لاسيما من قبل القطاع الخاص الذي يعد أحد المحركات الرئيسية للنمو، حيث تعمل الحكومة المصرية على العديد من المحاور التي توسع قاعدة مشاركة القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، وتعزيز الابتكار، إيمانا منها بأن القطاع الخاص شريكًا رئيسيًا في إطلاق الإمكانات الكامنة للاقتصاد المصري.
جاء ذلك خلال ختام القمة الثانية لاستدامة الموردين، والتى تهدف الى تمكين الموردين لتحقيق استدامة بيئية من خلال استخدام مواد أكثر استدامة وقابلة للتدوير لتقليل الآثار البيئية السلبية والانبعاث الحرارية.
ونوهت بأن مصر تضع التحول الأخضر على رأس أولوياتها، وتدمج العمل المناخي في كافة محاور التنمية، حيث لا يتصور أن تتحقق التنمية المستدامة دون الأخذ في الاعتبار تعزيز العمل المناخي، موضحة أنه في ضوء استضافة ورئاسة مصر لقمة المناخ COP27، فقد أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، كما أعلنت مساهمتها المحددة وطنيًا لتقليل الانبعاثات NDCs، وذلك في إطار تحقيق رؤية التنمية الوطنية 2030 لضمان تحقيق تحول أخضر وعادل وشامل.
وأشارت “المشاط”، إلى أنه في سبيل ذلك تعمل وزارة التعاون الدولي مع شركاء التنمية مُتعددي الأطراف والثنائيين على تحفيز القطاع الخاص للالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ESG، من خلال التمويلات التنموية والدعم الفني، بما يحفز الاستثمار المؤثر ويعزز استدامة سلاسل القيمة، ويخلق الشراكات المحفزة للنمو الشامل بين القطاعين الحكومي والخاص، لافتة إلى أنه في عامي 2020 و2021 حصل القطاع الخاص على تمويلات تنموية بقيمة 4.7 مليار دولار من شركاء التنمية تمثل 23% من إجمالي التمويل التنموي الذي اتفقت عليه الوزارة للمشروعات التنموية.
من جانبه قال بنوا جوليا المدير العام لشركة لوريال مصر، إن الشركة تعتزم ضخ استثمارات جديدة خلال العام المقبل، وذلك في إطار عمل الشركة للوصول إلى الحياد الكربوني بمصنعها بحلول 2025
واضاف أن الشركة حرصت خلال عملها منذ 11 عاما في السوق المصرية على بناء أول مصنع إقليمي بالعاشر من رمضان بمواصفات تراعي كافة الاشتراطات العالمية للاستدامة، وقامت تنفيذ المرحلة الأولى من محطتها للألواح الشمسية المتجددة في عام 2020، بهدف أن يصبح مصنع لوريال مصر محايد للطاقة النظيفة بحلول عام 2025.
وأضاف جوليا أنه خلال خمس سنوات نجحت الشركة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 41٪، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 24٪ والنفايات بنسبة 45٪، والآن تقوم بنقل خبراتها لشركائها ومورديها في الاستخدام الامثل لموارد البيئة، وذلك للمساهمة في تقليل الاثار السلبية في جميع مراحل سلاسل الامداد.
وأشار إلى أنه تم خلال العام الماضي اطلاق أول عبوة لمنتجات الشركة من بلاستيك معاد تدويره في مصر، مضيفا أن الشركة تسعى لأن تكون كافة مواد التعبئة والتغليف من منتجات معاد تدويرها خلال الفترة المقبلة.
وأكد جوليا أن ذلك يأتي في إطار خطة الشركة الأم بتحقيق اهداف الامم المتحدة 2030، حيث تستهدف الوصول إلى نسبة 100% خفضا للانبعاثات الكربونية، و استخدام منتجات معاد تدويرها ومواد تعبئة مستدامة.
ولفت إلى أن الشركة تهتم بالاقتصاد الدائري وتعد الاستدامة جزء مهم من عمل لرويال في كافة الاسواق التي تعمل بها، وبدأت في تلك الخطوات منذ 1979 حيث تم حظر اجراء الاختبارات على الحيوانات واستبدالها بالجلد الصناعي، وفي 1995 تم اجراء اول بحث بيئي، وفي 2002 تم التركيز مع الموردين ألا يكون هناك عمالة أطفال، وفي 2009 تم وضع أول هدف بيئي لتقليل الانبعاثات والمياه، وفي 2020 تم اطلاق برنامج لوريال من أجل المستقبل.