كنت أنا وزملائى نقول لسنوات أن محافظ الاستثمار التقليدية باهظة الثمن وبالتالى تواجه عوائد منخفضة محتملة على المدى الطويل، فى الواقع، يبدو أن العوائد المتوقعة لمثل هذه المحافظ التى تضع %60 من الأموال فى الأسهم و%40 فى السندات كانت تحوم حول أدنى عائد على الإطلاق.
ومع ذلك، فإن توقعاتنا لم تنته حتى وقت قريب، وبصراحة، كنا نفضل ألا يحدث ذلك أبدًا إذ نود أن ترتفع الأسواق أيضًا، لكن هذا ليس مفاجئًا، لأن التوقعات طويلة المدى لا تتعلق فقط بتوقيت السوق على المدى القصير.
وكافحت الأسهم والسندات ومجموعة من فئات الأصول الأخرى العام الجارى وسط استمرار التضخم، واستجابات البنك المركزى المتشددة، والاضطرابات الجيوسياسية ومخاوف الركود.
وقد جاء الكثير من هذا من انعكاس أسعار الفائدة الحقيقية المنخفضة والتى يبدو أنها تنخفض دائمًا، الأمر الذى أبقى الأسواق مرتفعة، والجانب المشرق، كما قد يأمل البعض، هو أنه بعد كل ما رأيناه هذا العام، قد تكون الأسواق فى النهاية رخيصة.
ولسوء الحظ، فالأسواق ليست رخيصة، وصحيح أنها ليست باهظة الثمن كما كانت فى بداية العام، لكن بضعة أشهر من الانخفاض بعد عقد أو أكثر من ازدياد القيمة هو نقطة صغيرة فى دلو كبير بشكل رهيب، ومازلنا نعيش بشكل مباشر فى عالم من العوائد المنخفضة المتوقعة على المدى الطويل لمعظم الاستثمارات التقليدية.
ما هو الحل؟ شيء من المحتمل أن يعرفه المستثمرون بالفعل، لكنهم ربما تخلوا عنه خلال سوق صاعدة طويلة بشكل استثنائى: التنويع، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتنويع، يجب أن نكون حذرين، فقط لأن شيئًا ما يبدو مختلفًا لا يعنى أنه متنوع، ولأن شيئًا ما يسمى «بديل» لا يعنى أنه ليس الشئ نفسه فى الأساس «فلايزال الاستثمار المباشر مشابه للاستثمار بالأسهم على سبيل المثال».
قطاع الاستثمارات البديلة، فى حين أنه يضم مجموعة متنوعة، فيمكن تصنيفه تقريبًا على أنها أولاً استراتيجيات حيث يعتمد معظم العائد على التعرض لعوامل السوق مثل الاستثمار المباشر والائتمان الخاص وثانياً الاستراتيجيات التى لا ترتبط فيها العوائد فى الغالب بالأداء العام لأسواق رأس المال مثل بعض صناديق التحوط الكلية واستراتيجيات أسواق الأسهم المحايدة والعقود الآجلة المدارة.
والنوع الأول، الاستثمارات الخاصة، شهد نمواً هائلاً خلال العقد الماضى وذلك لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى أن هذه الاستراتيجيات، إلى حد كبير، حققت عوائد قوية للغاية.. لكن لماذا؟ لا شك أن العديد من هؤلاء المديرين يتمتعون بالمهارات، ولكن البيئة القوية تاريخياً للأسهم والسندات ساعدت أيضًا نظراً لأن أى استراتيجية ذات عوائد مرتبطة اقتصاديًا بالأسواق تعمل بشكل جيد عندما يكون أداء الأسواق جيدًا، خاصة إذا كانت الرهانات ممولة بالديون.
وكان هذا التقليل من المخاطر ناجحًا للغاية فى جذب المستثمرين لدرجة أنه ربما قلب علاوة عدم سيولة الأصل النموذجى «زيادة العائد مقابل امتلاك الأصول غير السائلة» إلى رياح معاكسة، وفى الواقع، أصبح نقص السيولة ميزة ستدفع مقابلها، وليس خطأً قد تحتاج إلى تعويض عنه، ومع ذلك، لا يمكن الاختباء من بيئة عائد منخفض طويل الأجل للأسهم إلى الأبد.
وبالمقارنة، فإن النوع الثانى من الاستثمارات البديلة لم يكن له نفس الرياح الخلفية، إذا كان هناك أى شئ، فقد أدى عقد لاحق قوى للأسهم والسندات إلى تقليل تعرضهم لأنواع الاستثمار المتنوعة حقًا بسبب العوائد النسبية المخيبة للآمال «مقارنة غير عادلة، لكن هذا لا يعنى أنها لا تحدث».. يبدو أننا نتعلم بشكل جماعى هذه الدروس ونتخلص منها بطريقة دورية مؤلمة.
والآن، بالعودة إلى اليوم لاتزال الأسواق تقدم أقل بكثير من المعتاد، والنوع الأول من البدائل موجود فى نفس القارب، وبصراحة، من المرجح أن يكون أداء العديد من الاستراتيجيات التى سجلت عوائد أعلى من المتوسط على مدى العقد الماضى دون المستوى على مدار العقد المقبل.
وتوفر البيئة الحالية الكثير من الأسباب قصيرة وطويلة الأجل للتنويع، وعندما يبحث المستثمرون عن بدائل، فقط تأكدوا من أنها فى الواقع بديلة.
بقلم: كليفورد أسنيس، مؤسس ومدير الاستثمار فى «إيه كيو آر كابيتال ماندجمنت»
المصدر: صحيفة «فاينانشيال تايمز»