صندوق تحوط يتوقع وصول أسهم الصين للقاع ويدعو للشراء الآن

أكد أحد صناديق التحوط الصينية عالي الأداء أنَّ انهيار الأسهم في البلاد قد وصل إلى نهايته، كما توقِّع أنَّ السوق الصاعدة على وشك الحدوث.

أعاد صندوق “شنغهاي بانكسيا إنفستمنت مانجمنت سنتر” (Shanghai Banxia Investment Management Center)، الذي يدير أكثر من 10 مليارات يوان (1.4 مليار دولار)، بناء مراكز الشراء الصافية في سوق أسهم الفئة “A” المتداولة في البر الرئيسي إلى 40% بنهاية الشهر الماضي، وفقاً لرسالة سبتمبر التي وجّهها للمستثمرين واطلعت عليها “بلومبرغ”.

خفّض الصندوق حيازاته من الأسهم منذ يونيو قبل أن يضيف الانكشاف عليها أواخر الشهر الماضي.

جاء في رسالة الصندوق، الذي تقوده مؤسِّسته لي باي، بتاريخ 10 أكتوبر الجاري: “عند هذه المرحلة، لم نعد متشائمين بشأن الأسهم من الفئة (A)، ونحن نواجه فرصة جيدة جداً للشراء تدريجياً لهذه الفئة من الأسهم المتراجعة وطويلة المدى “.

تفاؤل متزايد

أضافت لي، التي خفّضت التعرض للأسهم إلى الصفر في وقت سابق من العام الجاري، التفاؤل المتزايد بين نظرائها حيث تكثف الحكومة جهودها لتعزيز النمو ووقف أزمة العقارات.

أفاد حوالي 78% من صناديق التحوط بأنَّ الأسهم تضع في الحسبان بشكل كامل العوامل السلبية كافة، وأنَّ مؤشر شنغهاي المركّب قد وصل إلى القاع عند حوالي 3000 نقطة، وهو مستوى رئيسي تم اختراقه في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقاً لمسح أجرته شركة “شنزن باي باي وانغ إنفستمنت آند مانجمنت” (.Shenzhen PaiPaiWang Investment & Management Co).

من المحتمل أن تصل أرباح الشركات إلى مستوى منخفض في الربع الثالث، وقد تنتعش مبيعات العقارات في أقرب وقت من الشهر المقبل حيث تصبح السياسات الإقليمية واضحة، ويمكن أن تخف القيود المفروضة بسبب “كورونا” بطريقة ما بعد مؤتمر الحزب الشيوعي هذا الشهر، وفقاً من المحتمل أن تصل أرباح الشركات إلى مستوى منخفض في الربع الثالث، وقد تنتعش مبيعات العقارات في أقرب وقت من الشهر المقبل حيث تصبح السياسات الإقليمية واضحة، ويمكن أن تخف القيود المفروضة بسبب “كورونا” بطريقة ما بعد مؤتمر الحزب الشيوعي هذا الشهر، وفقاً لـ”بانكسيا”.

لابد أنَّ هذه العوامل تعوّض ضعف الصادرات، مما يشير إلى أنَّ عودة النمو الاقتصادي للصين بعد أكتوبر.

صفقات شراء

زاد تفاؤل صندوق “بانكسيا” منذ مايو، عندما عقدت لي صفقات شراء تصل إلى 65% قبل تقليصها. واحتل صندوق “بانكسيا ستيبل” (Banxia Stable) التابع للشركة المرتبة الأولى في عام 2020 بزيادة قدرها 258%.

رفضت لي التعليق على الرسالة، والتي أفادت بأنَّ صندوق “بانكسيا ماكرو” (Banxia Macro) منخفض التقلبات قد فقد 3% هذا العام حتى 30 سبتمبر، مما قلّص المكاسب منذ تأسيسه في عام 2017 إلى 225%. وانخفض مؤشر “سي إس آي 300” بنسبة 23% في الأشهر التسعة الأولى من العام.

تصحيح السوق كان من الممكن أن يكون “مبالغاً فيه”، بحسب ما ذكر غوان هوايو، وهو مدير آخر جمعت شركته “يونايتد أدفانس كابيتال” (United Advance Capital) التي تأسست حديثاً، أكثر من 10 مليارات يوان في ثلاثة أشهر فقط وهي واحدة من أسرع حملات جمع الأموال من قبل صندوق التحوط، وفقاً لـ”باي باي وانغ”.

في حين أنَّ مؤشرات الأسهم قريبة للغاية من المستويات المنخفضة التي سُجّلت في أواخر أبريل الماضي؛ فإنَّ الاقتصاد وبيئة السوق ودعم السياسات حالياً “أفضل بشكل ملحوظ”، بحسب ما كتب جوان في رسالة الشركة إلى المستثمرين في سبتمبر الماضي.

تضم الحيازات الحالية لـ”يونايتد أدفانس” بشكل أساسي أسهم الطاقة الجديدة والمعدات المتطورة وشركات الابتكار التكنولوجي الرائدة. وفقاً للرسالة التي اطلعت عليها “بلومبرغ”، قام فريقها أيضاً “بالاحتفاظ بمجموعة” من الأسهم عند مستويات التقييم التي لها احتمالات قوية. ورفضت الشركة التعليق على هذا الأمر.

جني المكاسب

يتشارك صندوق “بانكسيا” بالتوقُّعات المتفائلة نفسها التي يحملها مع شركة “شنغهاي يونهان أسيت مانجمنت” (.Shanghai Yunhan Asset Management Co)، وهي عبارة عن صندوق “ماكرو” آخر بدأ في شراء الأسهم بقطاعات مثل النفط والشحن والمعدات الطبية الشهر الماضي بعد خفض الأسهم إلى الصفر في نهاية يونيو بهدف جني المكاسب. وتدير الشركة حوالي 400 مليون يوان، حيث قفز صندوقها الرئيسي بـ65% هذا العام حتى 30 سبتمبر. كما تقدم الشركة الاستشارات إلى محافظ سندات عملاء البنوك بقيمة 5 مليارات يوان.

قال تشانغ وينشاو، رئيس “يونهان”، إنَّ سوق العقارات، التي كانت تمثل عبئاً كبيراً على النمو، من المقرر أن تشهد تحسينات هامشية مع زيادة دعم السلطات المحلية. وأوضح أنَّ سياسة الصين في إجراء اختبارات فيروس كورونا الروتينية، بمجرد إنفاذها بشكل فعّال، قادرة على السيطرة على الفيروس دون اللجوء إلى عمليات إغلاق واسعة النطاق كما هي الحال في شنغهاي.

قال تشانغ عبر الهاتف من شنغهاي: “حتى في أسوأ السيناريوهات؛ فإنَّ التعافي الاقتصادي الضعيف أمر مؤكّد. وإذا كان هناك تحول كبير في السياسة، كتخفيف قيود كوفيد بشكل كبير على سبيل المثال، فيمكننا أن نرى انتعاشاً كبيراً أيضاً” في السوق.

مع ذلك، لا يشعر الجميع بالتفاؤل، فقد أكدت صحيفة “الشعب اليومية” الرسمية على أهمية الحفاظ على نهج “صفر كوفيد”، وأنَّ مبيعات العقارات ما تزال آخذة في الانخفاض. وفي استطلاع “باي باي وانغ”، قال 21% فقط من الصناديق إنَّ هناك انتعاشاً على الطريق، بينما أشار حوالي 65% ممن شملهم الاستطلاع إلى أنَّ السوق ستواصل حالة التقلب.

كذلك، أبدى صندوق “بانكسيا” ملاحظة تحذيرية على المدى القريب، مشيراً إلى أنَّه ما يزال من الممكن حدوث انخفاض إضافي بنسبة 10%، ويستخدم الصندوق بشكل أساسي المشتقات لزيادة الانكشاف مع وضع حد لصفقات الشراء الصافي بنسبة 60%. وسيضيف أسهماً فقط بشكل مباشر عندما يتشكّل الارتداد، وفقاً للرسالة.

اختار الصندوق عدم بيع الأسهم على المكشوف معللاً ذلك: “بأنَّنا أدركنا أنَّ هذه كانت الجولة الأخيرة للانخفاضات”، وفقاً للرسالة التي جاء فيها: “سوف يتبع ذلك ظهور سوق صاعدة جديدة”.

اقتصاد الشرق