وقع وزراء البترول والكهرباء والتعاون الدولي على مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في مجال الهيدروجين الأخضر، وذلك على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخCop27 المنعقدة حاليا بشرم الشيخ.
وأوضح المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أن التوقيع على شراكة استراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، يأتي في إطار تطوير حلول لتأمين مصادر طاقة نظيفة خالية من الكربون في ظل التحولات الكبيرة في مشهد الطاقة العالمي وتحديات العرض والطلب على الطاقة والاتجاه العالمي لتوفير طاقة مستدامة بأسعار مقبولة لمواجهة التغير المناخي.
وأضاف الملا أن الهيدروجين النظيف ومشتقاته هو أحد أبرز الحلول للتغلب على هذه المعضلة بما يسهم في تحقيق أهداف إزالة الكربون وخلق فرص لتنمية التعاون الصناعي والنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم ستتيح تعزيز التعاون والمشاركة بين الجانبين وتضافر الجهود وتوفير الخبرات والموارد والتكنولوجيات اللازمة لتطوير حلول الهيدروجين الأخضر.
واستعرض وزير البترول جهود مصر بالتعاون مع شركائها الدوليين لاستثمار إمكانات الهيدروجين لديها ودعم رؤيتها لتصبح مركزاً إقليمياً للهيدروجين منخفض الكربون في المستقبل القريب.
ولفت إلى قيامها باتخاذ خطوات رئيسية لتطوير صناعة الهيدروجين منخفض الكربون حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي في قمة المناخ إطلاق منتدى الهيدروجين الأخضر العالمي بالشراكة مع بلجيكا وعدد من الشركاء الدوليين علاوة على إطلاق إطار استراتيجية مصر الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون وتوقيع اتفاقيات إطارية مع كبرى شركات القطاع الخاص العالمية لمشروعات الهيدروجين الأخضر.
من جانبه، أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة على الجهود المبذولة في مجال الهيدروجين أنه من المتوقع أن ينمو الهيدروجين الأخضر بسرعة بسبب توافر التكنولوجيا، وأن الدول الكبرى بدأت في إنتاج الهيدروجين واستخدامه في الطاقات الجديدة والمتجددة، في ظل توجه عالمي لخفض غازات الاحتباس الحراري.
ولفت إلى أن القيادة السياسية كانت قد دعت لإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإدخال الهيدروجين منخفض الكربون كمصدر واعد للطاقة في المستقبل، وانطلاقاً من غنى مصر بموارد الطاقة الجديدة والمتجددة وبالأخص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأشار إلى أنه على هامش القمة قد جرى الإعلان عن البدء في المرحلة الأولى من تنفيذ أول محطة هيدروجين نظيف في العين السخنة.
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي أننا نعمل من خلال المشروع المصري ” نُوَفًى” على تقديم نموذج يحتذى به في التزامنا، بتوجهنا نحو الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر باعتباره قطاع اقتصادي اخضر.
وأشارت إلى أن كل الاتفاقيات التي تم توقيعها تدعم القطاع الخاص في مجالات الطاقة والغذاء والمياه بمصر كما تدعم الاستقرار، وأن بدء تنفيذ المشروعات يعد شهادة على التزام الحكومة بالإجراءات والالتزامات الدولية مع شركائنا الدوليين وبالاتفاقيات المشتركة، مشيدة بقوة العلاقة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وتشمل مذكرة التفاهم عدداً من مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته واستهلاك وتجارة الهيدروجين ، ويعد أحد أهم أهدافها تشجيع تدفق الاستثمارات وتعزيزها في مجالات البنية التحتية لتوزيع وتخزين وتصدير الهيدروجين وتوليد الطاقة المتجددة بما يسهم في دعم تنفيذ هدف مصر للوصول بمساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء الى 42% بحلول عام 2035 ودعم مسار مصر لخفض الانبعاثات وإيجاد بدائل من الطاقة الخضراء للإسراع بإزالة الكربون و المساهمة في خطط الاتحاد الأوروبي المستقبلية لاستيراد الهيدروجين ومشتقاته.