الترجمان: تنويع المحفظة الاستثمارية ضرورى والذهب الملاذ الأمن
قد يكون حسم الجدل بين البدائل الاستثمارية إحدى الأفكار الجدلية، خاصةً في وقت يكثر فيه تردد السؤال حول أي الأوعية أفضل في ظل الأزمات، مع ارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية ووصوله في مصر خلال نوفمبر الماضى 21.5%، نتيجة الحرب الأوكرانية وأزمات سلاسل الإمداد، ووباء كورونا.
وتواجه العملة المحلية العديد من الضغوط نتيجة تلك الأزمات المتتالية ما دفع المستثمرين للبحث عن أفضل الأوعية الاستثمارية للحفاظ على قيمة الأموال من زيادة التضخم، فما البديل الأفضل؟! .هل شهادات الاستثمار البنكية بعد رفع الفائدة بمعدل 3% يوم الخميس الماضى وهل ستظهر شهادات بعائد يتجاوز 20%؟.
أم الأسهم الذي ازدادت بريقًا خاصة وأنها تتداول بأقل من قيمتها العادلة رغم ارتفاعها بنحو 70% من قاع يوليو الماضي، أم الذهب والعقارات هما الملاذات الأمنة؟.
قال الدكتور سامح الترجمان رئيس مجلس إدارة شركة إيفولف للاستثمار، إن الذهب، يجب أن يكون جزءاً من المحفظة الاستثمارية لأي مستثمر في الوقت الحالي لحماية أموالهم من الضغوط التضخمية، ما يزيد من الطلب الاستثمارى على المعدن الأصفر.
راندا: أداء الأسهم الأفضل بين فئات الأصول فى الأونة الاخيرة
وأكد أن الذهب هو الوعاء الاستثمارى الأفضل عالميًا في ظل الأزمات، والمعروف بالملاذ الأمن خاصة وأنه يساعد في حفظ قيمة الأموال في حالة التقلبات.
وذكرأن عام 2023 هو عام الاستثمار في الذهب، والأزمات تخلق فرص استثمارية كبيرة لابد من اقتناصها.
ارتفعت أسعار الذهب بالسوق المحلي خلال تعاملات الخميس الماضى ، وارتفعت الأوقية بشكل طفيف بالبورصة العالمية، مدعومة بضعف الدولار وسط تداولات ضعيفة بسبب احتفالات أعياد الميلاد، وتحركت الأسعار في نطاق ضيق، مع ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية للوصول لمؤشرات حول معدلات التضخم، وتوجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
وتوقع يورج كينر العضو المنتدب وكبير مسؤولي الاستثمار في” سويس أسيا كابيتال- Swiss Asia Capital” ، ارتفاع أسعار الذهب إلى 4000 دولار للأوقية عام 2023، حيث تبقي ارتفاعات أسعار الفائدة ومخاوف الركود الأسواق متقلبة.
خبير بسوق المال: القطاعات الأكثر ربحية وفى الشركات المصدرة أو مالكة الأصول
وقال إن سعر الذهب قد يصل إلى ما بين 2500 دولار و4000 دولار في وقت ما من 2023، وفقاً لما ذكره لشبكة “CNBC” الإخبارية الأمريكية.
ويدعم هذه الفرضية، ما نشره مجلس الذهب العالمي، الأسبوع الماضي، من أن البنوك المركزية عالمياً اشترت 400 طن من الذهب في الربع الثالث، أي ما يقرب من ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 241 طناً خلال نفس الفترة من عام 2018.
وسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 1760 جنيهًا، فى مصر يوم الخميس الماضى بينما سجلت الأوقية مستوى 1815 دولارًا.
وقالت راندا حامد، العضو المنتدب بشركة عكاظ لتداول الأصول، إن أفضل أنواع الاستثمارات في الظروف الراهنة هو الأسهم، لأنها أداة تحوط جيدة حتي لا تفقد العملة قيمتها مع استمرار ارتفاع نسبة التضخم، خاصةً وأنها تعكس في طياتها جميع المتغيرات.
حسن: الذهب والأسهم أفضل الخيارات الاستثمارية
ولكنها توقعت وجود تفاوت في الآداء، من قطاع لقطاع، وترى أن قطاع البتروكيماويات (الأسمدة)، والبنوك، والاتصالات، والتكنولوجيا والأغذية، لا زالت بعيدة عن مستهدفاتها.
ونصحت المستثمرين بالبورصة بالنظر أولا إلى القوائم المالية والأرباح ومضاعفات الشركة، وأشارت إلى أن مضاعف الربحية للمؤشر الرئيسي EGX30 هو 8.4 مرة ما يعد جاذبا مقارنة بأسواق منافسة.
أوضحت أن البورصة كانت الأفضل أداءاً من الشهادات الاستثمارية، التى أصدرت بفائدة وصلت إلى 17.25%، حيث صعدت بنسبة 37% منذ تحرير سعر الصرف فى أكتوبر الماضى.
كما أشارت إلى أنها أفضل من العقارات لارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه وصعوبة تسييلها.
وذكرت أن الذهب رغم التوقعات المتفائلة، وكون الذهب ملاذاً آمناً، إلا أن الشراء بالأسعار الحالية، يعد مقامرة محفوفة بالمخاطر، خاصةً وأن سعره عالمياً معرض لضغوط من أسعار الفائدة المرتفعة وسياسات البنوك المركزية المتشددة، والتى قد تستمر فى 2023، ومحلياً قد يعاد مراجعة أسعاره بمجرد توفر الدولار وعودة المرونة لسعر الصرف.
توقعات بوصول الذهب إلى مستوى قياسي جديد في 2023
وتوقعت مزيدا من الصعود للمؤشرات فى 2023، مثلما حدث فى 2003 و2016، وارتفعت المؤشرات بعد تحرير سعر الصرف لأكثر من 100% من قيمتها لتعويض الانخفاض فى قيمة الجنيه.
وقال محمد عبدالحكيم رئيس قسم البحوث في شركة الأسطول، إن الوضع العام من الممكن أن يندرج تحت انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار فلذلك يستحسن التوجه للاستثمار فى الأصول والبعد عن السيولة النقدية ويكمن المفتاح فى السرعة أي سرعة الاستحواذ على الأصول.
وأشار إلى أن البورصة أكثر فئة من فئات الأصول بها القدرة على سرعة الاستحواذ بالإضافة إلى أن غالبية الأسهم ينعكس عليها ارتفاع الدولار أمام الجنيه.
وقال خبير بأسواق المالية، إن تحديد استراتيجية معينة لكل المستثمرين هو “أمر عبثي” حيث أن لكل مستثمر استراتيجية ولكن من الممكن التنبؤ بأكثر القطاعات ربحية والرهان سيكون بالتأكيد على الشركات المصدرة مثل أموك وسيدي كرير وشركات الأسمدة وغيرها.
أضاف أن القطاع الطبي له طبيعة خاصُة لوجود طروحات كبيرة في الشركات وبعض الاستحواذات على الشركات الصغيرة لإعادة هيكلتها فقد يشهد بداية 2023، العديد من الصفقات في هذا القطاع.
فيتش: القطاع العقارى المصرى يظل جاذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة
وذكر محمد حسن، العضو المنتدب لشركة بلوم لتداول الاوراق المالية، أن الأسواق المالية والذهب من أفضل الفرص الاستثمارية حالياً.
وأشار إلى أن الشهادات الاستثمارية من أفضل الخيارات للأفراد التى تخشى المخاطر وتريد دخل ثابت ومستقر مثل كبار السن.
وقال إن ارتفاع أسعار الذهب محلياً، بصورة غير متسقة مع الأداء العالمى للمعدن الأصفر، سببه عمليات المضاربة على الدولار، ويلجأ البعض إلى الذهب كحل بديل من شراء الدولار، خاصةً وأنه لا يعرض حامله للمسائلة، فضلاً عن صعوبة تدبير دولار ما لم يكن لديك سبب جوهرى لشرائه من البنوك.
وأكدت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، في تقرير حديث، أن سوق العقارات المصرية تحتفظ بمكانتها كوجهة فعالة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وأن الاستثمار المستمر في قطاع الطاقة وفي مجال البنية التحتية العامة سيظل محركًا رئيسيًا للنمو في مصر على المدى الطويل، ويخلق فرصًا للشركات في مجال البناء والصناعات الثقيلة، فضلًا عن الصناعات الداعمة مثل النقل والخدمات المصرفية والمالية.
وأكدت الوكالة ، أن الوضع العام لقطاع العقارات التجارية في مصر يعتبر محفزًا قويًّا للاستثمار في السوق بسبب التطوير المستمر وتشييد 20 مدينة جديدة، بالإضافة إلى تطوير 23 مدينة قائمة، كما توفر المدن الجديدة للمستثمرين المحتملين فرصًا جذابة ومشروعات عقارية واسعة النطاق، بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، ومدينة المنصورة الجديدة، على سبيل المثال لا الحصر.
كتبت- فاطمة صلاح ورنا فؤاد ونورهان ممدوح








