الخامات محدودة للغاية عالمياً وليست محلياً فقط
ساعد التطور التكنولوجى فى إنتاج أقمشة بوليستر ذات ملمس صوفى أو قطنى أو حريرى، ما عوض نقص الخامات الطبيعية على المستوى العالمى، خصوصاً خامة الصوف التى ينخفض المتوافر منها عالمياً بشكل لا يكفى احتياجات الطلب العالمى من المنتجات النسجية باختلاف أنواعها؛ بسبب النمو السكانى.
قال محمد المرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، إنَّ إنتاج مصر من الأصواف محدود للغاية؛ لأن الثروة الحيوانية المنتجة لها نسبتها التى لا تكفى لتشغيل المصانع، وتعتمد المصانع التى تستخدم الصوف فى بعض المنتجات على الخامات المستوردة.
أضاف لـ«البورصة»، أن ارتفاع سعر الصوف المستورد وندرة الصوف المحلى، من أهم أسباب عزوف المصانع عن استخدام تلك الخامة، رغم ارتفاع السعر النهائى للمنتجات الصوف فى الأسواق الأوروبية. وأوضح أن التغيرات العالمية فى الموضة والأذواق، وكذلك الحالة الاقتصادية سواء محلياً أو خارجياً هى التى ساعدت على الاعتماد على بعض الأنواع الأقمشة، مثل القطن قصير، ومتوسط التيلة أو المخلوطة أو الصناعية.
وأشار إلى أن الأقمشة الصناعية البوليستر تعدت 55% من نسبة الخامات التى تدخل فى المنتجات النسجية والملابس الجاهزة، خاصة مع ارتفاع الطلب العالمى؛ بسبب زيادة النمو السكانى بنحو 4% سنوياً، وعدم قدرة الأقطان على مواكبة نمو الطلب.
وتبلغ نسبة نمو الطلب العالمى على الأقمشة الصناعية وخيوط البوليستر نحو 5% سنوياً؛ بسبب نمو الطلب العالمى على مختلف المنتجات النسيجية على تنوعها.
وذكر «المرشدى»، أن الطلب العالمى هو الذى يُحدد نوعية الخامات المستخدمة، والذى يتجه للأقمشة الصناعية؛ بسبب انخفاض سعرها مقارنة بالأقمشة الصوفية أو القطنية، لذلك يميل مُصنعو الخامات ناحية الخامة الأعلى من حيث الطلب.
أضاف أن التكنولوجيا الحديثة، أتاحت الحصول على أقمشة من البوليستر ذات الملمس القطنى أو الملمس الصوفى أو الملمس الحريرى، لذلك أصبحت خامة أكثر عملية تخدم كل احتياجات المستهلكين، وبسعر يناسب كل شرائح المستهلكين.
ولفت إلى أن التطور التكنولوجى ساعد على تعويض نقص الخامات الطبيعية على المستوى العالمى، وتراجع حجم الإنتاج، مقارنة بالنمو فى حجم الطلب والنمو السكانى.
وأشار إلى أن الصوف الطبيعى محدود للغاية، فحتى وإن كانت خامة الصوف تلبى احتياجات سكان البلاد قارصة البرودة، لكن يصطدم ذلك بمحدودية مصادر الصوف الطبيعى، ما يرفع سعره للغاية.
وأوضح أن ذلك رفع الطلب الأوروبى على المنتجات التى تعتمد على «الإكريلك»، وهى خيوط صناعية ذات ملمس صوفى تعطى المستهلك نفس كفاءة الأقمشة الصوفية الطبيعية باهظة السعر.
قال رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إنَّ الطاقة الإنتاجية فى مجال النسيج تكفى السوق المحلى وتغنيه على الاعتماد على الأقمشة والخامات المستوردة، وهو أمر يساعد على تنفيذ خطة الحكومة بشأن تعظيم نسبة المكون المحلى داخل منتجات الملابس الجاهزة أو المفروشات.
أضاف «المرشدى»، أنه يجب وقف استيراد المنتجات النسجية تامة الصنع، حتى تتجه المصانع إلى لاعتماد على المنتجات المحلية، وكذلك تنشيط المصانع النسيجية المتوقفة؛ بسبب ضعف الطلب على الخامات المحلية.
واقترح أنه طالما هناك مصانع نسيجية قادرة على تلبية جميع احتياجات السوق المحلى، يجب فرض نسبة مكون محلى على الصناعات القائمة عليها يجب توفرها فى المنتج النهائى، ما سيخلق سوقاً للأقمشة والخيوط النسيجية وتعود للإنتاج مرة أخرى.
ومن ضمن الآثار الإيجابية للمقترح، تخفيف الضغط على الدولار اللازم لاستيراد النسوجات والغزول المستوردة.
وتعتبر الملابس الجاهزة، قاطرة الصناعات النسيجية؛ لأنها تسبقها 5 مراحل صناعية لقطاعات مختلفة أبرزها الغزل والنسيج والتريكو والنسيج المستطيل، بالإضافة للصباغة والطباعة والتجهيز، ثم القماش تام الصنع الذى تستخدمه مصانع الملابس الجاهزة.