أكد الكتاب السنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام للعام 2023 أن الحرب الروسية الاوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022؛ شكلت انتكاسة كبرى لجهود العالم للحد من الانتشار النووي، من خلال ما يعرف بالدبلوماسية العالمية لنزع السلاح النووي.
وقال معهد ستوكهولم إنه مع انطلاق الشرارة الأولى للحرب الروسية الاوكرانية، جمدت واشنطن العمل باتفاق الحد من الأسلحة الاستراتيجية المبرم مع موسكو في عام 2010 (اتفاق نيوستارت)؛ وهو الإجراء الذي ردت عليه روسيا في المقابل بإجراء مماثل في فبراير 2023، طارحة بذلك تساؤلات عن مصير اتفاق (نيوستارت) الذي من المقرر أن ينتهي أجله بحلول عام 2026.
وكشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” عن ارتفاع حجم ترسانة العالم النووية فيما بين عامي 2022 و2023، بواقع 82 رأسا نوويا.
وأكد المعهد أن ترسانة العام من الرؤوس النووية في يناير 2023 بلغت 12 ألفا و 512 رأسا نوويا، منها تسعة آلاف و576 رأسا نوويا “عالية الجاهزية” للاستخدام العسكري، بزيادة قدرها 86 رأسا نوويا عن حجم ترسانة النووية للعالم المسجلة في يناير من عام 2022.
وأشار “سيبري” – في كتابه السنوي – إلى أن 3844 رأسا نوويا قتاليا في العالم، توجد حاليا في وضع “التثبيت” على المقذوفات الصاروخية أو محملة على القاذفات، من أصل 12 ألفا و512 رأسا نوويا في ترسانات العالم.
وكشف الكتاب السنوي، امتلاك روسيا 5889 رأسا نوويا والولايات المتحدة 5244 رأسا نوويا، وكلاهما بذلك يمتلك الجانب الأكبر من ترسانة العالم النووية سواء المخزن منها أو تلك التي في حالة “جاهزية قتالية”، حيث ترابض القاذفات النووية مذخرة بتلك الرؤوس النووية في قواعدها الجوية في انتظار اوامر الاقلاع لقصف اهدافها .
أما على صعيد عدد الرؤوس النووية المنشورة في أوضاع قتالية، فمن إجمالي ترساناتهما، تنشر روسيا في تشكيلاتها المقاتلة 1674 رأسا نوويا بالفعل، فيما تنشر الولايات المتحدة في تشكيلاتها المقاتلة 1770 رأسا نوويا، وتليهما بريطانيا (120 رأس نوويا) وتليها فرنسا (280 رأسا نوويا) ولا توجد بيانات عن عدد الرؤوس النووية المنشورة في أوضاع قتالية في كل من الصين وباكستان والهند وكوريا الشمالية وإسرائيل.
وحدد معهد ستوكهولم – بالاسم – الدول الحائزة لترسانات نووية (سواء مخزنة أو منشورة) بأنها كل من: الولايات المتحدة 5244 رأسا نوويا، وروسيا 5889 رأسا نوويا، والمملكة المتحدة 225 رأسا نوويا، وفرنسا 290 رأسا نوويا، والصين 410 رؤوس نووية، كما تمتلك الهند 164 رأسا نوويا، وتمتلك باكستان 170 رأسا نوويا، وكوريا الشمالية 30 رأسا نوويا، بالاضافة إلى إسرائيل التي كشف معهد ستوكهولم عن امتلاكها 90 رأسا نوويا.
ذكر معهد ستوكهولم أن الدول – التي تمت الإشارة إليها – تستثمر جميعها فى بناء الترسانات النووية التسلحية و تعمل على تطويرها و توسيع مظلة انتشارها منذ عام 2022.
وأشار المعهد إلى أن روسيا والولايات المتحدة وحدهما يحوذان نسبة 90 في المائة من أسلحة العالم النووية، فضلا عن امتلاكهما لما لا يقل عن 1000 رأس نووي، أحيلت إلى التقاعد لانتهاء عمرها الافتراضي، وتقوم واشنطن و موسكو حاليا بتفكيكها تدريجيا .
وفيما رصدت “سيبري” استقرارا في حجم ترسانات التسلح النووى لروسيا والولايات المتحدة، رصدت في المقابل ارتفاعا في حجم ترسانة الصين النووية من 350 رأسا في يناير 2022 إلى 410 رؤوس في يناير 2023.
ويتوقع خبراء “سيبري” أن يستمر هذا الاتجاه الصعودي في حجم ترسانة الصين النووية في الأعوام القادمة، وأن يصاحب ذلك صعود في حجم الصواريخ الباليستية القادة على حمل الرؤوس النووية مع اختلاف امديتها و مراميها المؤثرة .
وبالنسبة للملكة المتحدة، يتوقع “سيبري” – فى كتابه السنوى – نمو حجم الترسانة النووية البريطانية خلال الأعوام المقبلة، وهي الترسانة التي اعترف التقرير انه لم يطرأ عليها اى تغير عددى فيما بين يناير 2022 و يناير 2023 وهو 225 رأس نووى ، سبق ان اعلنت الحكومة البريطانية فى العام 2021 عن نيتها زيادتها الى 260 رأس نووى .
وأشار الكتاب السنوى لمعهد ستوكهولم إلى شروع فرنسا – منذ العام الماضي – في تطوير الجيل الثالث من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، وكذلك تطوير صواريخ كروز من فئة الاستخدام النووى ( جو – ارض ) وذلك جنبا الى جنب مع قيام فرنسا بتحديث ترسانتها النووية القديمة .
وأكد معهد ستوكهولم، استمرار سباق التطوير والتسلح النووي بين الهند وباكستان على مدار العام 2022، والذى كانت أهم ملامحه تطوير “وسائل إيصال جديدة” للرؤوس النووية، تكون ذات مدى بعيد لتحقيق عامل الردع فى ظل عداء مستحكم بين اسلام اباد و نيودلهى.
وبالنسبة لكوريا الشمالية، أشار الكتاب السنوى لمعهد ستوكهلم للعام 2023 إلى أنه على الرغم من إيمان بيونج يانج بأن ترسانتها النووية هي المرتكز الأساسي لأمنها القومي، إلا أنها لم تجر في عام 2022 أية تفجيرات اختبارية نووية، وفي المقابل أجرت كوريا الشمالية 90 تجربة إطلاق لصواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية على مدار عام 2022.
ويقدر خبراء “سيبري” حجم ترسانة كوريا الشمالية النووى بنحو 30 رأسا، فضلا عن امتلاكها لمواد انتاج انشطارية تكفي لإنتاج ما بين 50 إلى 70 رأسا نوويا إضافية.
أ ش أ
