الدولار من المحتمل أن يدخل سوقاً هابطاً للمرة الثالثة فى آخر 50 عاما
“باركليز”: الدولار أرخى قبضته.. لكنه مازال ملك العملات
قالت مجموعة سيتى بنك المصرفية، إنهم قبل عقد من الزمن، توقعوا أن ترتفع قيمة الدولار بشكل كبير وأن تجذب الولايات المتحدة المزيد من الاستثمارات، وهو ما حدث لكن الدولار قد بلغ ذروته.
أوضح أن ذلك يخلق نقطة تحول ويطرح سلسلة من الفرص المحتملة، وعوائد قوية للأصول غير الأمريكية.
أضاف أن دورة التشديد العنيفة للاحتياطى الفيدرالى، والصدمات العالمية دعمت قوة الدولار الأمريكي خلال عام 2022، ما وصل به إلى ثاني أعلى قيمة له في التاريخ.
لكنه توقع أن يتراجع بنك الاحتياطى الفيدرالى عن نصف خطواته المشددة بينما تظل البنوك المركزية الأخرى ثابتة نسبياً، خلال العامين المقبلين، بما ينخفض بالدولار.
وأشار إلى أن ارتفاع الدولار الأمريكى دعم زيادة التدفقات للأسهم الأمريكية، التي يتم تداولها الآن بعلاوة مرتفعة تاريخياً، مقارنة بالأسهم العالمية.
وذكر أن عائدات الأسهم غير الأمريكية تتجه إلى تحقيق المكاسب من العملات عندما ترتفع مقابل الدولار.
ملك العملات؟
وقال إنه يمكن القول إن الدولار الأمريكى هو العملة الورقية الأكثر نجاحًا في التاريخ، فاستخدامها على نطاق واسع كمخزن للقيمة في التمويل والتجارة منذ الحرب العالمية الثانية جعلها “ملك العملات” في العصر الحديث.
وتشكل الأصول بالدولار الأمريكي ما يقرب من 60% من الاحتياطيات الأجنبية للبنوك المركزية في العالم، في حين أن 88% من التجارة العالمية تصدر فواتير بالدولار.
ورجح أن الدولار من المحتمل أن يدخل سوقاً هابطاً ـ يخسر أكثر من 20% ـ للمرة الثالثة، فى آخر 50 عاماً.
وأشار إلى أن الثقة التى تعكسها حيازات الدولار فى جميع أنحاء العالم بلغت ذروتها، وكذلك تقييم الأسهم الأمريكية.
وقال إن البنك الاحتياطي الفيدرالى لم يسدِِ الولايات المتحدة أى معروف، عندما دعم دعم توسعًا ماليًا ضخمًا في عام 2021، إذ أعقب ذلك تضخم نقدى، ودورة تشديد عنيفة قفزت بالدولار.
لكن فى النهاية، من المرجح أن يؤدى سوق العمل الأمريكى شديد التقلبات، وهدف الفيدرالى بالوصول إلى التوظيف الكامل، إلى تقويض الدولار في السنوات القادمة، فى ظل تيسيره للسياسة النقدية فى وقت ستبقى فيه البنوك المركزية الأخرى على سياساتها مُشددة.
وقال إن السؤال الأكبر بالنسبة لأسعار الصرف في الولايات المتحدة هو “ما هو الثمن؟”، فالارتفاع الكبير للدولار الأمريكى يعنى أن هناك توقعًا راسخًا بأن الولايات المتحدة ستتمتع بنمو اقتصادى حقيقى أقوى وتضخم أقل من البلدان الأخرى في السنوات المقبلة.
أضاف: “ولذلك نجحت الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة الفيدرالية فى جذب تدفقات من المستثمرين الدوليين الباحثين عن عائد، ومن المرجح أن تتباطأ هذه التدفقات خلال دورة التيسير القادمة ما يضعف الدولار، وساعد ارتفاع الدولار على مدى عقد من الزمان في دفع الأسهم الأمريكية للاستحواذ على 62% من القيمة السوقية للأسهم العالمية فى 2022”.
أوضح: “لكن هذا لم يأت بدون تكلفة، فالأسهم غير الأمريكية باتت فرصها أعلى فى النمو، إذ إن تقييمها منخفض بشكل قياسى مقارنة بالأسهم الأمريكية، لذلك نعتقد أن عائدات الأسهم غير الأمريكية قد تزداد إذا ارتفعت العملات الأجنبية مقابل الدولار”.
اقرأ أيضا: هل تنجح “الصفقات المتكافئة” فى حل أزمة الدولار؟
وقال إنه على مدى عقود، تكاثرت التنبؤات الزائفة بزوال عرش الدولار الأمريكى، وعادة ما تشمل القصص وراء انهيار الدولار، صعود الصين، التى لا ترغب فى ممارسة الأعمال التجارية بالدولار الأمريكى، وهي عملة لا تستطيع السيطرة عليها، وكذلك كان عالم العملات المشفرة طرفاً، كونه يرفض الدولار فى ظل مصلحته بالترويج للأنظمة النقدية البديلة.
وأشار إلى أنه كانت إحدى الروايات المهمة التى لم تحظ باهتمام كبير هي قرار حكومة الولايات المتحدة تجميد الكثير من الاحتياطيات الأجنبية لروسيا التي تزيد على 600 مليار دولار.
وقال بنك باركليز الإنجليزى، فى تقرير حديث له، إنه فى حين أن الدولار لا يزال ملكاً بلا شك، لكن قبضته ضعفت وبدأ تأثيره ينخفض، إذ شرعت التحالفات الإقليمية ببناء موطئ قدم لهم، مثل تحالف “البريكس”.
أضاف التقرير: “لكنهم سيواجهون عقبات كبيرة ليكونوا قادرين على منافسة الدولار”.
واستبعد أن يكون النظام النقدى متعدد الأقطاب أو أن تسحب الخلافات الجيوسياسية السجاد من تحت الدولار بين ليلة وضحاها صعب، فالإسترلينى الذى فقد مكانته لصالح الدولار ظل منافساً فى إصدارات الديون حتى 1935، وكذلك ظل استخدامها فى الاحتياطى قوياً حتى 1950.