هل تربح “تويتر” قضية تقليد “ثريدز” ؟

المحاكمات نادرة في قضايا الأسرار التجارية.. والتسويات شائعة

أطلقت شركة ميتا المالكة لتطبيقات “فيس بوك” و”إنستجرام” و”واتس آب” تطبيقا جديدا شبيه بتطبيق “تويتر” المملوك لرجل الأعمال “إيلون ماسك”.

وفى غضون ساعتين كان التطبيق الجديد الذى يدمج بين “تويتر” فى عدد الكلمات المحدود، وترتيب التغريدات، و”إنستجرام” فى مشاركة الصور والفيديوهات، وصل إلى مليون مستخدم فى ساعتين، ليتخطى بذلك شات جى بى تى، الذى كان أسرع تطبيق يصل لذلك العدد بعدما بلغه فى 5 أيام.

ووفق تغريدة لمارك زوكربيج، الرئيس التنفيذى لـ”ميتا”، فإن عدد المستخدمين تجاوز 70 مليونًا منذ إطلاقه فى 5 يوليو وحتى 7 يوليو.

ويشكل ذلك تهديدا واضحا لـ”تويتر” الذى هدد باللجوء للقضاء، بسبب ما وصفه بتقليد حرفى للتطبيق.

وبحسب وكالة “أسوشيتيد برس”، فإن منتجي المحتوى على ثريدز، يرون أن تلك الاتهامات غير صحيحة، فيما يرى خبراء القانون أن هناك الكثير غير معلوم حتى الآن.

“حتى الآن هناك علامات استفهام كبيرة” بحسب جاكوب نوتى فكتور، أستاذ مساعد فى كلية كاردوزو للقانون بجامعة “يشيفا” والمتخصص في الملكية الفكرية.

أضاف أنه رغم تشابه “ثريدز” مع “تويتر”، “فإن مجرد فكرة إنشاء منصة اجتماعية معتمدة على النصوص ليست بالتأكيد شيئًا من شأنه أن يكون سرًا تجاريًا”، وشكك أن يكون ذلك دليل على انتهاكات للملكية الفكرية، فالشركات لا يمكنها الحصول على براءة اختراع أو حقوق الطبع والنشر لفكرة عامة، لكنه يمكن أن تحمى أكواد البرمجة أو البيانات وهو ما يرى أن “ثريدز” لم تستنسخه.

وقال إن الشركات في “سيليكون فالى” دائمًا ما تطلق منتجات أو خدمات مستوحاة من إصدارات المنافسين.

وترى الرئيس السابق لعمليات الأمان فى تويتر، أليكاسندر بوبكين، أن البعض أطلق على التطبيق استنساخ “تويتر”، لكن في رأيها ثمة اختلافات رئيسة فى المنتج، أحدها هو الناس الذين يستخدمون التطبيق، فى “ثريدز” مستخدمو إنستجرام هم المستهدفين الرئيسيين، فى حين أن تويتر لديه شريحة مستهدفة من السياسيين، والمشاهير، ومتابعى الأخبار، وفق ما نقلتهم “أسوشيتيد برس”.

وكتب أليكس هيث، محرر فى “ذا فيرج”، فى حسابه على “ثريدز”، إنه سيكون مثير للاهتمام متابعة كيف ستحتضن أو لا تحتضن صناعة الأخبار تطبيق”ميتا” التى لطالما أبعدت نفسها عن نشاط الأخبار وقللت ظهورها على تطبيقى “فيس بوك” وإنستجرام”.

لكن إذا كان هذا التطبيق سيصبح منافسًا حقيقيًا لتويتر، فسيحتاج إلى صناعة الأخبار لاحتضانه، فهل ميتا جاهزة لذلك؟

ورد أدم موسيرى، رئيس تطبيق “إنستجرام”، بقوله إن “ميتا” لا تستهدف إستبدال تويتر، ولكن تسعى لتخصيص ساحة عامة لمجتمع “إنستجرام”، ليتبادلوا محادثات أقل غضبًا، و”نستهدف فى ذلك كل من لم تحتويهم المنصات الأخرى” .

أضاف أنه لا مفر من ظهور مناقشات سياسية والأخبار الجادة على “ثريدز” وهى موجودة أيضًا على إنستجرام، لكنهم لن يفعلوا أى شىء لتشجيع نمو تلك المساحات.

ولكن لإيلون ماسك، رأى آخر، فبعد اتهامه بتقليد “ثريدز” لـ”تويتر” كتب فى تغريدة أن المنافسة جيدة لكن الغش لا.

وفى خطاب الاتهام الموجه لمارك زوكربيرج رئيس شركة ميتا، أدعى الفريق القانونى لتويتر، أن “ميتا” عينت موظفين سابقين فى تويتر، والذين احتفظوا بشكل غير قانونى بوثائق وأجهزة من الشركة، وأن “ميتا” عينتهم عن عمد للعمل على تطبيق”ثريدز”.

ورد على ذلك المتحدث الرسمى لـ”ميتا”، أندى ستون، فى منشور على “ثريدز”، بقوله إن فريق عمل التطبيق لم يضم أحدًا من الموظفين السابقين بـ”تويتر”.

ويرى كارل توبياس، أستاذ القانون فى جامعة ريتشموند للقانون، أن الكثير مازال فى طى الغيب، لكن قد تأتى اتهامات محددة أكثر أو وثائق إذا ما تابع مسئولو تويتر دعوتهم القضائية، وفق ما نقلته “أسوشيتيد برس”.

أضاف أن الأمر قد يكون محض دعاية، ورد استراتيجى من مسئولى “تويتر”، وأن لفريق “ماسك” القانونى سوابق كما حدث فى خطاب مايو الموجه لشركة “مايكروسوفت” والذى أدعى إساءة استخدام بيانات “تويتر” لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعى لديها.

“وكى تكسب شركة قضية مثل تلك عليها أن تثبت أن منافسها أخذ معلومات ذات قيمة اقتصادية، قامت الشركة بجهود معقولة لجعلها سرية” بحسب بولك فاجنر أستاذ القانون فى بينسلفانيا.

أضاف لوكالة “رويترز”:”لكن تحديد ما هى الجهود المعقولة هنا هو أمر خادع، فالمحاكم واضحة فى هذا الشأن لا يمكن أن تكون المعلومة سرا تجاريا بمجرد أنك اعتبرتها كذلك، كما أنه لا يمكن حجب كل المعلومات عن الموظفين حتى لا يتم إعادة استخدامها”.

وقالت شارون ساندين، الأستاذة بكلية ميتشل هاملاين للقانون في سانت بول بولاية مينيسوتا، إن الشركات فقدت قضايا الأسرار التجارية عندما زعمت أن الموظفين ملزمون باتفاقيات واسعة تحدد جميع معلومات الشركة على أنها سرية.

أضافت لوكالة “رويترز” إن المحاكم ترى أن الموظفين ليست لديهم طريقة لمعرفة من هذه اللغة الشاملة، ما هو سرى وما هو غير سرى؟

أضافت أن الشركات غالبًا ما ترفع قضايا الأسرار التجارية لتجد أن مزاعمها ليست قوية كما كانت تعتقد.

وأشارت إلى المعركة القانونية البارزة بين وحدة المركبات ذاتية القيادة التابعة لشركة ألفابت المالكة لمحرك البحث “جوجل” وشركة أوبر تكنولوجيز”.

وقالت إن القضية بدأت بمزاعم عن سرقة آلاف الوثائق، وانتهت بنزاع على حفنة صغيرة، وقامت أوبر بتسوية القضية عشية المحاكمة مقابل 245 مليون دولار من أسهمها.
ويرى أستاذ القانون فى بنسلفانيا فاجنر إنه في حين أن المحاكمات نادرة في قضايا الأسرار التجارية، لكن التسويات شائعة.