ارتفاع الطلب قبل كل تعويم وانهياره بعد ذلك
هدأ الطلب على السلع الكمالية سواء أجهزة كهربائية أو مستحضرات تجميل، بعد القفزة فى بداية موجة ارتفاع الأسعار، مع سعى المستهلكين لاقتنائها قبل الزيادة، أو لتحقيق مكاسب من فروق السعر بعد زيادته، أو إحباطاً من انخفاض القيمة الحقيقية للمدخرات، بحسب ما رصدته «البورصة» فى جولة لها.
قال سامح محمد، تاجر أجهزة كهربائية فى منطقة حلوان، إن الأجهزة الكهربائية الكمالية، شهدت نمواً فى الطلب فى بداية موجة نمو الأسعار، مثلاً منتج العجان، إحدى العلامات التجارية كانت تبيعه بـ1200 جنيه وهو أقل سعر للمنتج آنذاك، ونما الطلب عليها عند بداية تحرك سعره، ولكن بعدما وصل حالياً لـ3500 جنيه تراجعت مبيعاته لأقل مستوياتها.
وأشار إلى أن منتج القلاية الهوائية، شهد نمواً قوياً فى بداية ارتفاع أسعار زيوت الطعام، لاعتقاد المستهلكين أن اقتناءها حتى لو بسعر مرتفع أوفر لميزانياتهم من الاستهلاك المستمر للزيوت – سعر عبوة 2.2 لتر تتجاوز 150 جنيهاً.
وذكر أن مبيعات تلك المنتجات تُشبه «الفقاعة»، طلب متزايد بشكل مُفاجئ خلال فترة وجيزة جداًً، ثم عزوف عن المنتج.
وأشار إلى أن الأمر نفسه ينطبق على مبيعات «الديب فريزر» الذى يعتبر سلعة كمالية مُعمرة، كان يسعى المستهلكون لاقتنائه حتى الربع الأول من العام الجارى؛ لأن أسعاره زادت بنحو 150%، مثلاً «الديب فريزر» 7 أدراج، كان سعره خلال منتصف 2021 عند 9500 جنيه، ويتغير حسب العلامة التجارية، لكنه وصل الآن إلى نحو 19 ألف جنيه ويصل أحياناً إلى 24 ألف جنيه، وعزف المستهلكون تماماً عنه حالياً.
وذكر أنه على عكس السائد فى موسم عيد الأضحى، كان المنتج فى الموسم الأخير يُباع بسعر الشركة واختفت ظاهرة «أوفر برايس» حتى بالنسبة للعمليات التى تمت قبل العيد بأيام قليلة، وهى ظاهرة جديدة.
اقرأ أيضا: استقرار مبيعات السيارات الفارهة رغم التضخم التاريخى
وقال نادر عصام، موزع لبعض العلامات التجارية فى الأجهزة الكهربائية، إن غسالة الأطباق شهدت طلباً مرتفعاً جداً خلال الأشهر الماضية، رغم نمو سعرها حتى وصل للضعف تقريباً، نتيجة كونها منتجاً مستورداً، ولا يوجد له بديل محلى.
وأضاف «عصام»، أن الطلب على غسالة الأطباق ما زال مستمراً ويتزايد، والطلب الحالى عليها، يفوق المعدلات المعتادة على هذا المنتج تحديداً.
ويتراوح سعر غسالة الأطباق وفقا لمنصة «أمازون»، بين 15 ألف جنيه و40 ألف جنيه، وتختلف الأسعار حسب حجم الغسالة وعدد البرامج الخاصة بها.
وقال محمود حامد، صاحب متجر أجهزة «لاب توب» فى مول سوق العصر، إنه فى بداية موجة نمو سعر المنتج، تكالب الطلب على الأجهزة بمختلف فئاتها خاصة الأجهزة المستخدمة من قبل مُصممى «جرافيك» أو منفذى التصميمات الهندسية.
وأضاف «حامد»، أن الطلب الأكبر كان من فئة الشركات بصورة ملحوظة أكثر من الأفراد، ما دفعه بعد هدوء الطلب للبحث عن فرص تعاون مع الشركات؛ لأنها تضمن مبيعات بكميات كبيرة فى فترات يتوقف فيها الطلب من الأفراد تقريباً.
مستهلكون: «لا تؤجل مشتريات اليوم الغد» حكمة أثبتت نجاحها فى مصر
وقالت منة محمد، مستهلكة إنها لجأت لشراء كميات كبيرة من المنتجات العناية الشخصية ومنتجات التجميل فى بداية العام الجارى، مع ارتفاع سعر الدولار قبل أن تتغير أسعار المنتجات وهو ما حدث لاحقاً، خاصة أنها تفضل علامات تجارية مستوردة، واقتنت 3 عبوات بسعر 500 جنيه للعبوة للواحدة فى يناير الماضى، ووصل سعرها حالياً إلى 920 جنيهاً للعبوة، أما أحمر شفاه «ديبورا» فاقتنت منها 5 أقلام، والتى تضاعف سعرها لاحقاً.
وقالت عزة يوسف، مستهلكة، إنها اشترت خلال الفترة الأخيرة عدة قطع من «فيب» ذو استخدام المرة الواحدة، لإعادة بيعها حال تخفيض العملة المزمع إجراؤه قبل انتهاء العام الجارى.
وقالت إيفا سعيد، تاجرة عبر «فيس بوك» فى مجال مستحضرات التجميل، إن هناك طلباً على أدوات العناية الشخصية، خاصة غير المرتبطة بتاريخ صلاحية مثل مكوات الشعر أو السشوار.
وأضافت «سعيد»، أن الطلب ارتفاع مؤخراً على العلامات التجارية الشهيرة ولكنها فئة أقل بين العلامات المستوردة الكبرى والعلامات المحلية؛ لأنها تلبى احتياجات العملاء الباحثين عن الجودة ولكن لم تعد تناسب قدراتهم الشرائية.
واستطردت: «كلما ترددت شائعات التعويم، نما الطلب، ويشترى العميل الواحد كميات تفوق معدلات شرائه».
وفى جولة لـ«البورصة» فى مول «سيتى ستارز» قال مسئول المبيعات فى «الشريف بوتيه»، إن الطلب على العلامات التجارية مرتفعة الثمن انخفض، لكن عدد العمليات نفسها كما هو وقيمتها تضاعفت بسبب السعر.
أوضح أن عدد العملاء اليومى لم يتأثر، ولم يغير الكثير منهم العلامات التى يقتنونها.
«كلما ادخرت قلت قيمة المدخرات، وحجم ما فى حوزتى غير كافٍٍ لشراء ذهب، لذلك قررت أن اقتنى ما أريده حتى إن ارتفع سعره». بحسب تقى عبدالله، أحد زوار المول.
أضافت: «بت أؤمن بحكمة لا تؤجل مشتريات اليوم إلى الغد».