قال أوليج أوزيروف سفير المهام الخاصة لوزارة الخارجية الروسية ورئيس الأمانة العامة لمنتدى التعاون الاقتصادي والإنساني الروسي – الأفريقي، إن المنطقة الصناعية الروسية في مصر، ستصبح البوابة الجديدة لروسيا إلى أفريقيا مع الوضع في الاعتبار أن أغلب دول القارة قد وقعت على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية، مضيفا أن موسكو تدرس سبل الاستفادة من هذه المنطقة لتصدير منتجاتها إلى القارة فضلا عن إقامة مشروعات مشتركة مع مصر يتم تصدير منتجاتها أيضا إلى أفريقيا.
وأوضح، لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد، أنه بالرغم من التحديات إلا أن روسيا بدأت في تنفيذ مشروعات كبرى في مصر، على سبيل المثال تحديث قطاع السكك الحديدية وتصدير عربات جديدة للقطارات ومشروع المنطقة الصناعية الروسية التي تعد الأولى من نوعها لروسيا في أفريقيا، معربا عن اعتقاده بأن نجاح هذه المشروعات سيجعل بلاده تنفذ مشروعات أخرى في القارة.
وأوضح أن المنطقة الصناعية الروسية ستصبح نموذجا مثاليا لإقامة مناطق مماثلة في القارة وكثيرا من الدول الأفريقية تتابع باهتمام كبير تنفيذ هذا المشروع الرائد، مشيرا إلى إمكانية التعاون مع مصر في إقامة مراكز متخصصة، على سبيل المثال لتخزين وتصدير المنتجات الغذائية الروسية مثل الحبوب ثم تقوم بتوزيعها في الدول الأفريقية خاصة منطقة القرن الأفريقي التي تواجه أكبر مشكلة للجوع، حيث يوجد 25 مليون شخص يحتاجون إلي الغذاء.
وأكد، القمة الروسية – الأفريقية الثانية التي ستعقد في مدينة سانت بطرسبرج هذا الأسبوع تهدف إلى تعزيز العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية بشكل نوعي وأن تنتقل من مرحلة عودة روسيا إلي القارة الأفريقية في قمة سوتشي عام 2019 إلى مرحلة تطورها على أساس المنفعة المتبادلة مع جميع الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي.
وأضاف، أن العلاقات الروسية – الأفريقية شهدت خطوات متسارعة بعد القمة الأولى عام 2019 ولكن التداعيات السلبية لتفشي وباء كورونا والأزمة الأوكرانية لم تعط لموسكو الفرصة لدفع العلاقات الثنائية إلي الامام بشكل واسع، معربا عن أمله أن تشهد القمة المقبلة مرحلة نوعية جديدة بين روسيا والدول الأفريقية.
وأكد أوزيروف، على اهتمام الدول بالانضمام لدول البريكس التي تمتلك الخبرة في إقامة أنظمة جديدة ومستويات مختلفة من التعاون خاصة في ظل الأزمة المالية الحالية التي تتطلب إيجاد الحلول في مجال تعزيز التجارة الثنائية بدون استخدام الدولار واليورو؛ وهذا الموضوع سيكون محل بحث خلال القمة المقبلة في سانت بطرسبرج، مشيرا إلى أن قمة البريكس التي ستعقد بعد ثلاث أسابيع في جنوب أفريقيا بعد القمة الروسية – الأفريقية، ستبحث مسالة انضمام أعضاء جدد للتكتل.
وعن التعاون الروسي في الدول الأفريقية ، قال أوليج أوزيروف إن هناك اهتماما كبيرا من الدول الأفريقية لبناء المحطات النووية ومشروعات أخرى في ضوء احتياجها لمصادر الطاقة التي تعد شرطا ضروريا لتطوير الصناعات المختلفة في القارة ، مضيفا أن القمة المقبلة ستناقش تنفيذ مشروعات أخرى من بينها إقامة مراكز للمنتجات الروسية.
وأوضح أن روسيا تمتلك القاعدة الجيدة للتعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية حيث نفذ الاتحاد السوفيتي 385 مشروعا للبنية التحتية من مصانع ومدارس وجسور وغيرها في القارة في أواخر الثمانينات؛ ولكن مع الأسف لم تنفذ المشروعات الكبرى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسبب الوضع الاقتصادي الداخلي في روسيا الاتحادية ولكن بدأ تطور جديد في التعاون الاقتصادي الثنائي خلال الفترة من عام 2005 إلى عام 2008.
وأعرب عن اعتقاده بأن أفريقيا ستصبح قطبا مهما للصناعات ذات المستوى العالي في المستقبل في ضوء امتلاك القارة الموارد مثل الذهب والنفط والغاز وما ينقصها هو توفير الطاقة والكوادر، مؤكدا علي استعداد روسيا تقديم الدعم للدول الأفريقية لتوفير الطاقة والكوادر من أجل تطوير الصناعات.








