تقدّم الأسهم السعودية بعض أفضل فرص الشراء بالأسواق الناشئة، إذا نظر المستثمرون إلى ما هو أبعد من النفط، وفقاً لمدير أحد أفضل الصناديق أداءً.
مبادرات المملكة لتقليل اعتمادها الاقتصادي على النفط من المتوقع أن ترفع السوق رغم أن أوضاع الاقتصاد العالمي قد تكون صعبة، وفق دومينيك بوكور-إنغرام من شركة “فييرا كابيتال” (Fiera Capital)، التي ضاعفت انكشاف صندوقها على الأسهم السعودية إلى 20%. كما تَفوَّق صندوقها بالأسواق الناشئة على 99% من أقرانه هذا العام، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرغ”.
في حين أن الثروات المرتبطة بالأسهم السعودية ارتبطت منذ فترة طويلة بأسعار النفط، ارتفعت أسهم شركات الرعاية الصحية والتكنولوجيا والتأمين في المؤشر العام بالبورصة السعودية هذه السنة. كما أن المؤشر القياسي نفسه صعد 12%، متفوقاً على مقاييس الأسواق الناشئة.
نمو قوي متوقع للقطاعات غير النفطية
قال بوكور إنغرام، الذي يدير 1.1 مليار دولار في أسهم الدول النامية، عبر الهاتف: “الإصلاحات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تحدث هنا تُعتبر غير مسبوقة تقريباً، على الأقلّ طوال مسيرتي المهنية، وهذا يؤدي إلى نمو هائل في القطاعات غير النفطية بالاقتصاد السعودي”.
تبلغ قيمة الأصول التي تديرها “فييرا كابيتال” 122 مليار دولار.
حقّق صندوق “فييرا أوكس إميرجنغ ماركتس سليكت” (Fiera Oaks EM Select)، الذي أُسس عام 2021، عوائد بنحو 29% هذا العام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما حقّقه مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة.
تقدّم خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحويل اقتصاد المملكة من الاعتماد على النفط، دعماً رئيسياً لسوق الأسهم السعودية، حيث تستفيد الشركات من العقود الحكومية للمشاريع الضخمة، واستثمارات الشركات المحلية، والتوجه إلى طرح مزيد من الشركات بالسوق.
كانت المملكة العربية السعودية الأسرع نموّاً بين اقتصادات مجموعة العشرين في 2022، مستفيدة جزئياً بالتوسع القوي في القطاعات غير النفطية في الربع الأخير.
قال بوكور إنغرام من لندن: “معدلات النموّ هذه لا تجدها في أي بلد إلى حد كبير في أي مكان بالعالم قابل للاستثمار، كما أننا لم نشهد لها مثيلاً حقّاً في سوق ناشئة منذ أداء الصين في التسعينيات”.
خفض توقعات صندوق النقد الدولي
من المتوقع أن يتباطأ النمو العام الحالي، إذ خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لاقتصاد السعودية بأكبر قدر بين معظم الاقتصادات الكبرى، مستشهداً بتخفيضات إنتاج النفط التي أُعلنَ عنها في وقت سابق من هذا العام.
ليس من المتوقع أن يمنع ذلك المستثمرين من الرهان على التحوّل الهيكلي طويل الأجل في الاقتصاد السعودي، وفق بوكور-إنغرام الذي شغل مناصب عليا بمجموعة “غولدمان ساكس” و”مورغان ستانلي”، قبل الانضمام إلى “فييرا كابيتال” في 2013.
أضاف بوكور-إنغرام أن توقعات صندوق النقد الدولي “ليست مفيدة عند النظر إلى محرك النمو للاقتصاد السعودي، وهو القطاع غير النفطي، هذا هو الجزء الذي نستثمر فيه بالاقتصاد، وحيث نرى نموّاً كبيراً للغاية، بغض النظر عن التحركات الأخيرة في أسعار النفط”.
تدفقات استثمارية متوسطة الأجل
ما يدعم صعود الأسهم الخليجية هو ضعف تعرّض المستثمرين للمنطقة. كتب محللو “غولدمان ساكس” في أوائل يوليو أن الأسهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تشهد تدفقات بقيمة 50 مليار دولار على المدى المتوسط إذا انتقل مستثمرو الأسواق الناشئة إلى الاحتفاظ بدلاً من خفض المراكز.
رفض بوكور-إنغرام تسمية استثمارات بعينها، لكنه يفضل قطاعات مثل الإعلان الخارجي التي ستستفيد أكثر من خطط التحول. في حين أن مثل هذه الأعمال ربما واجهت تحديات في السابق بسبب قيود على الحياة الاجتماعية، إلا أنها مدعومة الآن بالتوسع في مجمعات السينما والمتنزهات وأماكن الترفيه والرياضة.
وبنهاية يونيو، تَضمَّن الصندوق الذي يديره عدداً من الأسهم من بينها “الشركة العربية للتعهدات الفنية”، وهي شركة إعلانات خارجية معروفة باسم “العربية”، بالإضافة إلى شركة المرافق “شركة الخريف لتقنية المياه والطاقة”.
بجانب المملكة العربية السعودية، تُعتبر فيتنام من أكبر رهانات “فييرا كابيتال” على الأسواق الناشئة، مستشهدة بآفاق نموّ اقتصادي قوية وأسهم مقومة بأقلّ من قيمتها الحقيقية، كما أن لديها استثمارات في دول الخليج الأخرى بما في ذلك الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة.
اقتصاد الشرق
