سجلت أندية كرة القدم الإيطالية أسوأ خسارة تراكمية في 15 عاماً، رغم ضخ المستثمرين الدوليين أموالاً طائلة في الأعوام الماضية لشراء أندية عريقة، مثل “إيه سي ميلان” و”إيه إس روما”.
وسجلت أندية الدوري الإيطالي المحترفة خسارة صافية بلغت 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار) عن الموسم المنتهي في يونيو 2022، وفقاً لتقرير أصدرته شركة “برايس ووترهاوس كوبرز”.
شهدت كرة القدم الإيطالية موجة من اهتمام المستثمرين في الآونة الأخيرة، حيث جذبت شركات أميركية، مثل “رِد بيرد” و”777 بارتنرز” و”أوكتري”، ما ساعد الأندية على تحسين أدائها في المسابقات الأوروبية، إلاّ أن ذلك لم يُترجم تحسيناً للوضع المالي، إذ تراجعت مبيعات التذاكر وإيرادات البث.
وإجمالي خسائر موسم 2021-2022 بلغ 1.3 مليار يورو، ويعود ذلك بشكلٍ أساسي لأثر جائحة كورونا. وارتفعت الديون بأكثر من 4% في العام التالي، ليتجاوز إجمالي الديون 5.6 مليار يورو في 2021-2022، وفقاً لتقرير “برايس ووترهاوس كوبرز”.
انخفاض عقود الرعاية
شهدت بطولات دوري الدرجة الأولى والثانية والثالثة في إيطاليا انخفاضاً في إيرادات حقوق البث من 1.38 مليار في موسم 2018-2019 إلى 1.25 مليار يورو في 2021-2022.
كما انخفضت عقود الرعاية، وهي مصدر أساسي آخر للإيرادات، بمقدار 3% على مدار السنوات الأربع الماضية. وشهد دوري الدرجة الأولى، الدوري الأهم في إيطاليا، تراجعاً أكبر على صعيد الرعايات خلال الفترة نفسها، نظراً لاعتماده بشكل كبير على السوق المحلية، حيث يعود ما يفوق 80% من عقود الرعاية لشركات إيطالية.
بينما في إنجلترا، موطن الدوري الأكثر ثراءً في أوروبا، والذي يواجه منافسة مستجدة من الدوري السعودي، فإن 53% فقط من العقود تعود لرعاة محليين.
بالنسبة لعدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، فأندية الدوري الإيطالي صاحبة ثالث أكبر شعبية من حيث التفاعل بعد الأندية الإنجليزية والإسبانية، وفقاً للتقرير. مع ذلك تقترب أندية فرنسا وألمانيا، التي تحل في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي، من الأندية الإيطالية من جهة عدد المتابعين بشكل سريع.
في الوقت الراهن في المملكة المتحدة، حيث تتصدر الأندية الممولة من شركات الاستثمار الخاصة والاستثمارات الأجنبية مشهد كرة القدم، يتواصل نادي “تشيلسي” مع المستثمرين لجمع التمويل، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.
وتأتي هذه الخطوة بعد موسم افتتاحي مخيب لآمال مُلاك النادي الجدد، شركة “كلير ليك كابيتال” والمستثمر الأميركي تود بولي.
رغم العقبات، ما تزال الصفقات جارية في إيطاليا، ففي مايو، تلقى نادي “سامبدوريا”، ومقره في جنوة، عرضاً لشرائه بقيمة 40 مليون يورو من مجموعة مستثمرين تضم أندريا رادريتساني، المساهم المسيطر السابق في نادي “ليدز يونايتد” الإنجليزي.
كذلك، يدرس بنك “جولدمان ساكس” تقديم تمويل لدوري الدرجة الأولى الإيطالي، الذي واجه خلال السنوات الماضية صعوبات للعثور على ممولين، للمساعدة على تطوير نشاطه الإعلامي، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.
اقتصاد الشرق
