
حالة من الفرح عاشها المصريون اليومين الماضيين بإعلان انضمام مصر لمجموعة البريكس وعاشت السوشيال ميديا تحتفى بهذا الخبر وأنه نصر كبير وبداية للخلاص من الدولار اللعين وأن الأزمة التى تعيشها مصر فى طريقها للزوال.
أما النصر السياسى هو ضرب النفوذ والغطرسة الأمريكية وقد عددت التحليلات وصفحات السوشيال ميديا المزايا التى ستعود على مصر من الانضمام للبريكس وكيف أن ذلك فى صالح الاقتصاد المصرى.
إلا أن المحلل والخبير الاقتصادى هانى جنينة لم يعجبه الاحتفال بهذا النصر الاقتصادى وبالبلدى “ضرب كرسى فالكلوب“ بما كتبه على صفحته الشخصية فى الفيسبوك، حينما قال إن التطور الذى كان يتطلب احتفالا هو توسع منظمة مجلس التعاون الخليجى لتشمل فى عضويته دول شمال أفريقيا ومصر وليس توسع البريكس وهناك عدد كثير من المقومات التى تمكن مصر ودول شمال أفريقيا “ليبيا وتونس والجزائر والمغرب” من الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجى مثل اللغة العربية والدين والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك والعلاقات الاقتصادية الممتدة عبر عقود من الزمان من خلال حركة التجارة ورؤوس الأموال والأيدى العاملة.
ويقول هانى جنينة، فى طرحه إن البريكس مازالت تجمعا غير رسمى بجانب عدم وجود تجانس فى السياسة النقدية المطلقة للدول الخمس.. بينما لا يتم الإشارة مطلقًا إلى إمكانية إطلاق عملة خليجية موحدة بالرغم أن مجلس التعاون الخليجى منظمة رسمية والسياسة النقدية وسياسات سعر الصرف فى الدول الست الأعضاء بها واحدة مما يجعلها أكثر تجانسًا من منطقة اليورو نفسها.. انتهى كلام هانى جنينة وبالطبع هذا طرح جديد وفى غاية الأهمية لو تم مناقشته وطرحه، فالمقصود أن مصر والدولة العربية يمكن الآن أكثر من أى وقت مضى أن يجتمعوا فى تكتل اقتصادى قائم وناجح فقط سيتم توسيع عضويته وفى هذه الحالة سيكون أكثر تجانسًا من أى تكتل آخر.. أحد المعلقين على صفحة هانى جنينة قال: ويكون اسم المجلس هو مجلس التعاون الخليجى العربى ليضم باقى الدول العربية غير الخليجية.. وبالتأكيد لم يقصد جنينة ألا تنضم مصر للبريكس ولكن صعب عليه الحال وكلنا معه كعرب أن نرى كل دولة عربية تبحث عن الانضمام لتكتل ولا يجتمع العرب فى تكتل اقتصادى على الرغم من المحاولات التى تمت على مدى عقود ماضية.
اقرأ ايضا: حسين عبدربه يكتب: أحمد الوكيل الشهبندر المشاكس
لكن الظروف مواتية الآن أكثر من أى وقت مضى سياسيًا واقتصاديًا.. فلم تعد هناك ضغوط أمريكية وغربية تمنع العرب فى أن يتحدوا مع سعى العديد من الدول العربية للخروج من تحت العباءة الأمريكية، ولكن لا يزال الأمر بيد الحكام العرب وتحديدًا بيد حكام دول مجلس التعاون الخليجى.. وأن أمامهم فرصة تاريخية ليكونوا فعلًا منظمة قوية سياسيًا واقتصاديًا يسعى لها الجميع .. وخاصة الدول النامية والصاعدة الراغبة فى إنهاء النفوذ والسيطرة الأمريكية وها هى دول أفريقيا ارتفع صوتها وراح ابناؤها يدافعون عن حقهم فى ثروات بلادهم ويرفضون النهب الغربى لمواردهم وأن شعوب أفريقيا أحق بثرواتها.
فإذا كانت مشروعات الوحدة العربية فشلت ولم تتحقق السوق العربية المشتركة ولم ينجح مجلس الوحدة الاقتصادية فى تحقيق أهدافه وأصبح كيانا هلاميا لا وجود له على أرض الواقع.. فإن مجلس التعاون الخليجى هو المنظمة العربية الوحيدة المتماسكة والفعالة والتى يمكن البناء عليها وضم باقى الدول العربية إليها.. إذا ما نبذنا الخلافات وفكرنا فى التكامل لا التنافس.. اعتقد أن الأمر يتطلب نقاشا كبيرا وهى فرصة حقيقية لمراكز الأبحاث وللدبلوماسية العربية وكل التجمعات الفكرية العربية فى أن تناقش هذا الطرح وتعدد مزاياه أمام الحكام والشعوب العربية .. تحرروا من عقدة الخواجة يا عرب.. انفضوا أفكار الاستعمار.. وانظروا لمصالح شعوبكم.. العالم يتغير ونظام دولى جديد يولد.. فهل يمكن أن يولد كيان عربى حقيقي؟!.