من المتوقع أن تمدد السعودية خفض إمدادات البترول بمقدار مليون برميل حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل، حيث تسعى لدعم الأسواق فى ظل خلفية اقتصادية متعثرة.
وفى حين أن أسواق البترول الخام العالمية تشهد عجزاً مع ارتفاع الطلب نحو مستويات قياسية، فقد توقف ارتفاع الأسعار هذا الصيف بسبب المخاوف المتزايدة بشأن النمو الاقتصادى فى الصين.
ويشكل تراجع الطلب مخاطر على الرياض، التى شهدت تراجع احتياطياتها الأجنبية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009.
وأقرت السعودية خفضاً إضافياً على إمدادات البترول فى يوليو، بالإضافة إلى التخفيضات التى أجريت بالفعل مع الشركاء فى تحالف “أوبك +” وتمتد لنهاية 2024 فيما يتم مراجعتها على أساس شهرى.
وتوقع 20 من أصل 25 متداولاً ومحللاً استطلعت “بلومبرج” آراءهم أن المملكة ستواصل الخفض الطوعى لمدة شهر آخر على الأقل، وتوقع العديد من المندوبين من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها نفس النتيجة دون الإعلان عن ذلك.
وقال بوب ماكنالى، رئيس “رابيدان إنرجى جروب” للاستشارات ومقرها واشنطن وهو مسؤول سابق فى البيت الأبيض: “لا أعتقد أنهم مستعدون للتخفيف من قيود الإمدادات بعد، فلا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن الاقتصاد الكلى وخاصة القلق بشأن الصين.. إذا قاموا بتخفيف القيود فى وقت مبكر جداً، فقد تتدفق المضاربات على صفقات البيع مرة أخرى”.
وارتفعت أسعار البترول إلى أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر فوق 88 دولاراً للبرميل فى لندن فى وقت سابق من هذا الشهر، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين، حيث تواجه الصين – أكبر مستورد – أزمات تتراوح من البطالة بين الشباب إلى الاضطرابات فى سوق العقارات وبنوك الظل
استبعاد تعميق خفض الإنتاج
تتداول العقود الآجلة لخام برنت قرب 86 دولاراً للبرميل يوم الأربعاء، وتوقع أربعة فقط من التجار والمحللين الذين شملهم الاستطلاع أن الرياض ستقلص التخفيض الحالى البالغ مليون برميل إلى حجم أصغر، وقال واحد فقط إنه سينتهى تماماً.
ولم يتوقع أحد أن تقرر المملكة الخيار الذى طرحته فى وقت سابق من هذا الشهر بتعميق خفض الإنتاج، وعادة، يعلن السعوديون قرارهم بشأن التمديد ببيان ينشر على وسائل الإعلام التى تديرها الدولة فى الأسبوع الأول من الشهر.
وقال جارى روس، مستشار البترول المخضرم الذى تحول إلى مدير صندوق التحوط فى شركة “بلاك جولد إنفستورز”: “لا تزال السوق هشةً، خاصة مع اقتراب موعد صيانة المصافى فى أكتوبر.. وبدون استمرار الخفض الكامل فى أكتوبر، فإن السعوديين سيخاطرون بالوصول إلى مستوى 70 دولاراً لخام برنت، وهو ما لا يريدون رؤيته”.
وينتظر المتداولون أيضاً رؤية الخطوات التالية من روسيا، عضو “أوبك +”.
وفى حين أن معظم دول “أوبك +” لم تتمكن من مساعدة السعوديين فى إجراء تخفيضات أعمق فى الإمدادات، فقد انضمت موسكو إليها متأخراً.
وتعهدت روسيا فى البداية بكبح الصادرات بمقدار 500 ألف برميل يومياً فى أغسطس، ثم قالت إنها ستقلص هذا التخفيض تدريجياً فى سبتمبر إلى 300 ألف برميل يومياً.
ومن المقرر أن يجتمع تحالف “أوبك +” الذى يضم 23 دولة فى أواخر نوفمبر لمراجعة سياسة الإنتاج للعام المقبل 2024.








