سراج الدين: زيادة الشراكات الداعمة لإدخال الفتيات فى مجال صيانة السيارات
تلامس مخصصات مؤسسة غبور للتنمية المجتمعية منذ إنشائها وحتى نهاية 2023 نحو 194 مليون جنيه، منها 50 مليوناً للعام الحالى.
وتركز استراتيجية المؤسسة التنموية على تأسيس الورش والمناهج الدراسية القائمة على التكنولوجيات الخضراء.
قالت علية سراج الدين، المدير التنفيذى لمؤسسة غبور للتنمية فى حوار لـ«البورصة»، إنَّ المؤسسة شهدت خلال عامى 2022 و2023 العديد من الإنجازات والمبادرات المختلفة التى تهدف إلى خدمة قطاع أكبر من المستفيدين، وكذلك تبنى التكنولوجيات الخضراء فى مجال صيانة السيارات.
وتسعى المؤسسة للتوسع فى الشراكات التى تدعم الفتيات للدخول فى مجال صيانة السيارات. فالصورة النمطية للمرأة كانت تحول دون انضمامها إلى هذا المجال من قبل، إذ بلغ عدد الفتيات داخل مدارس غبور 120 طالبة، يتوزعن ما بين مدرستين مع الاستعداد لقبول عدد كبير من الفتيات فى العام الدراسى الجديد.
تطوير 5 مدارس فنية ومراكز تدريب فى 4 محافظات
أما على صعيد تبنى التكنولوجيا النظيفة، فقد حرصت المؤسسة من خلال منحة من بنك التنمية الألمانى KFW، على إنشاء ورش تدريبية عالية التقنية لتدريب الشباب من الجنسين على صيانة السيارات الكهربائية والنقل الثقيل الصديق للبيئة، ودهان السيارات المقلل من الانبعاثات والمواد الضارة.
كما توسع مكتب العمل التابع للمؤسسة فى إبرام الشراكات مع كبرى شركات السيارات فى مصر لتوفير فرص عمل لخريجى المؤسسة، والمساهمة فى سد الفجوة ما بين متطلبات سوق العمل ومؤهلات خريجى المدارس الفنية.
وسجل المكتب عقوداً مع أكثر من 40 من كبرى شركات السيارات وورش صيانة السيارات، ويتواصل بشكل دائم لتوظيف الخريجين وتدريب الطلاب.
وطورت المؤسسة 5 مدارس فنية ومراكز تدريب فى 4 محافظات هى القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية.
ويدرس حالياً 830 طالباً وطالبة بمدارس التكنولوجيا التطبيقية المطورة من خلال المؤسسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بمدينتى 6 أكتوبر و15 مايو.
أضافت «سراج الدين»، أن المؤسسة تستعد أيضاً لقبول 200 طالب وطالبة بالمدرستين، العام الدراسى الجديد، ويقوم بالتدريس بها أكثر من 100 مدرس ومدرب مؤهلين طبقاً للمعايير الدولية. وقد تخرج فى مدارسها اكثر من 500 خريج حتى الآن.
وتتعاون «غبور» باستمرار مع المنظمات الرائدة الأخرى فى الصناعة لتحقيق التدريب الأمثل وفرص التوظيف المناسبة لطلابها وخريجيها.
وأوضحت «سراج الدين»، أنَّ المؤسسة تقدم منهجية تطوير شاملة من خلال توفير نظام التعليم الألمانى المزدوج عبر شراكة مع شريك أكاديمى دولى هو «مدرسة ساكسونى الدولية»، والاعتماد من الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، مع التركيز أيضاً على التطوير الشخصى والمهنى للمتدربين فى مدارسها، ما يؤدى إلى تمكين الفنيين المؤهلين كأفراد متميزين فى المجتمع. وبلغ إجمالى المخصصات من مؤسسة غبور منذ تأسيسها فى 2017 نحو 144 مليون جنيه، منها 50 مليوناً للعام الحالى 2023.
قرأ أيضا: “غبور للتنمية” تخصص 50 مليون جنيه لمبادرات التكنولوجيا الخضراء خلال 2023
أضافت أن إجمالى عدد خريجى المؤسسة يبلغ 500 طالب منذ تخريج أول دفعة في 2020، فى حين يدرس حالياً 830 طالباً وطالبة بمدارس التكنولوجيا التطبيقية غبور 1 و2، ومن المتوقع أن يبلغ هذا العدد 1030 طالباً وطالبة أكتوبر المقبل.
أشارت «سراج الدين»، إلى أن إستراتيجية مؤسسة غبور للعام الحالى تركز على تأسيس الورش والمناهج الدراسية القائمة على التكنولوجيات الخضراء، سواء فى مجال السيارات الكهربائية أو سيارات النقل الثقيل ذات التكنولوجيا الحديثة المقلة فى العوادم أو دهانات السيارات الصديقة للبيئة.
وتستهدف الاستراتيجية تأهيل الفنيين بالمهارات اللازمة لمستقبل العمل والوظائف الخضراء، من خلال المنحة المقدمة من مبادرة «الاستثمار من أجل التوظيف» ممولة من بنك التنمية الألمانى (KFW) وبالتعاون مع الجمعية الألمانية (GIZ) والتى ستمكن المؤسسة من تأسيس الورش عالية التكنولوجيا اللازمة لهذه التكنولوجيا وشراء المعدات المتطورة وكذلك التعاون مع بنك HSBC Egypt فى مجال رعاية عدد من الطلاب الدارسين فى مجال السيارات الكهربائية.
التوسع فى الشراكات التنموية داخل الدول العربية لفتح أسواق العمل
وأضافت «سراج الدين»، أن المؤسسة تعمل فى مسار موازٍ لفتح أبواب العمل الدولية أمام خريجيها من خلال التواصل مع الشركات وغرف الصناعة والتجارة فى أوروبا ودول الخليج، بهدف إيجاد فرص عمل مناسبة للخريجين، وتغيير الصورة النمطية عن العامل المصرى فى الخارج.
كما تسعى المؤسسة، خلال الفترة الحالية، للتوسع فى الشراكات التنموية خصوصاً داخل الدول العربية الشقيقة؛ سعياً لفتح أسواق العمل أمام خريجيها، لا سيما مع التطورات الحديثة التى تشهدها المنطقة من حيث السعى إلى توطين صناعة سيارات وإدخال تكنولوجيات جديدة مثل السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة، والتى تتطلب فنيين على قدر عالٍ من المهارات التقنية، وهو ما يتميز به طلاب مؤسسة غبور.
وتعاونت المؤسسة مع العديد من المؤسسات التنموية الأخرى نحو تحقيق التنمية المستدامة والأهداف التنموية المشتركة، ومنها مؤسسة بنك مصر لتنمية المجتمع فى مجال المساهمة فى دعم الطلاب الأقل حظاً، وشركة ستاركيم، ومؤسسة حامد الشيتى الخيرية فى مجال دهانات السيارات، وبنك HSBC Egypt فى مجال دعم الطلاب الدارسين لتخصص السيارات الكهربائية، وبنك الإسكندرية فى مجال دعم وتمكين الفتيات من خلال مبادرة غالية من غبور.
كما تعاونت مع معهد جوته فى مجال دعم دراسة اللغة الألمانية فى المدارس، وشركة جوديير الشرق الأوسط وأفريقيا فى مجال دعم تأسيس ورشة إصلاح الإطارات ودعم عدد من الفتيات، كما حصلت المؤسسة فى مارس 2023 على منحة من مبادرة «الاستثمار من أجل التوظيف» ممولة من بنك التنمية الألمانى (KfW) وبالتعاون مع الـ(GIZ) فى قطاع السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، وصيانة السيارات التجارية، بالإضافة إلى تطبيق أحدث الأساليب فى مجال طلاء المركبات بالاعتماد على ممارسات تراعى الأبعاد البيئية. والمؤسسة بصدد التعاون مع مجموعة فولفو العالمية نحو دعم قطاع سيارات النقل وتحفيز الفتيات على الانضمام لهذا التخصص.
تدريب الشباب من الجنسين على المهارات اللازمة للصيانة الخضراء
قالت «سراج الدين»، إنه ليس من المخطط أن تشارك المؤسسة مباشرة فى مؤتمر وقمة المناخ cop28، وإن كانت المؤسسة تضع اجندة القمة على قائمة أولوياتها فى استراتيجية هذا العام والأعوام المقبلة، وذلك من خلال توفير الورش والأجهزة والمعدات التى تعد الطلاب للتدريب على تكنولوجيا السيارات القائمة على الطاقة النظيفة مثل السيارات الكهربائية ودهان السيارات الصديقة للبيئة؛ حيث تم توفير المعدات من خلال منحة الاستثمار من أجل التوظيف، وكذلك تدريب المدربين داخل مصر وخارجها على هذه التقنيات.
وأوضحت أن المؤسسة تسهم فى تحقيق الاستدامة من خلال تدريب الشباب من الجنسين على المهارات اللازمة للوظائف الخضراء، سواء كان فى مجال السيارات الكهربائية أو النقل الثقيل القائم على التكنولوجية الحديثة المقلصة للانبعاثات السامة أو فى مجال دهانات السيارات الصديقة للبيئة، وذلك بهدف خلق الكفاءات الفنية الماهرة القادرة على توطين هذه الصناعات والقيام بأعمال الصيانة اللازمة للمركبات التى تعمل بالطاقة النظيفة؛ حيث يعد نقص الفنيين المتخصصين فى هذا المجال من أكثر المعوقات التى تقابل المقبلين على شراء مثل هذه المركبات، ولا شك أن توفير هذه العمالة يسهم فى انتشار المركبات الصديقة للبيئة، ودعم خطط الاستدامة.
اقرأ أيضا: “غبور للتنمية” توجه 100 مليون جنيه لتطوير التعليم الفنى
وتابعت: «لا شك أن توفير الفنيين المدربين على صيانة السيارات الكهربائية والتكنولوجيات الخضراء عامة من خلال مؤسسة غبور للتنمية، يعد من عناصر الجذب المهمة التى تشجع توطين الصناعة فى مصر، وكذلك جذب الاستثمارات الخارجية فى هذا المجال لندرة الفنيين المؤهلين لهذه التقنيات على مستوى المنطقة ككل».
وأوضحت أن الاستدامة المالية من أهم المعوقات التى تقابل العمل التنموى فى مصر، ولا بد أن تعمل المؤسسات على توفير مصادر الدعم المالى المستدامة لتحقيق خططها المستقبلية، ووضع استراتيجيات وخطط عمل على غرار الشركات الربحية فى قطاع الأعمال.
وإن اختلف الهدف ونطاق العمل، لكن المغزى أنه لا بد أن تتوافر فيها الدقة والكفاءة نفسها والتوقعات المستقبلية والأنشطة التى تتفق مع مجالات عمل المؤسسة واحتياجات البيئة المحيطة، وفى الوقت نفسه تحقق العائد المادى الذى يعاد تدويره فى العملية التنموية بحيث تحقق المؤسسات الاستقلالية المالية بقدر كبير، ولا تكون عُرضة للتغيرات التى قد تطرأ على ساحة الجهات الممولة. ولفتت إلى أن العمل التنموى فى مصر، شهد طفرة حقيقية فى الآونة الأخيرة، وهو ما سيعود بالنفع على المستفيدين بجميع قطاعاتهم فى النهاية.
لكن من الملاحظ أنه أصبحت هناك حاجة إلى مزيد من التنسيق والتنظيم بين مجالات العمل المختلفة للمؤسسات على الساحة، إذ يتم التركيز أحياناً على مجالات بعينها مع غياب كثير من المؤسسات عن مجالات أخرى قد تكون أقل حظاً من حيث تسليط الضوء عليها.